الوقت- قالت صحيفة "نشنال اینترست" الأمريكية: إنه في مواجهتها لأمريكا وحلفائها في الأشهر الأخيرة، اتبعت إيران استراتيجية الحد الأقصى من المقاومة والهجمات المفاجئة، هذا التكتيك نجح بالتأكيد مع إيران، حيث تجنّبت إدارة ترامب حتى الآن الرد على تصرفات إيران في الخليج الفارسي.
وتابعت الصحيفة بالقول: ولكن ليست هناك حاجة لواشنطن لمواصلة نهجها الحالي، بالطبع، إيران ليست ضعيفة من حيث القدرات العسكرية، بالإضافة إلى ذلك، أظهرت التطورات في العام الماضي أن الضغوط الاقتصادية لم يكن لها تأثير على سلوك طهران، الأهم من ذلك، توفر استراتيجية إيران نموذجاً رائعاً للبلاد لتحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال البقاء في المنطقة الرمادية، المقصود أن تكون المنطقة الرمادية بين السلام والحرب الشاملة، حيث تشن إيران هجمات في المنطقة لا يمكن إنكارها ولا تزيد بشكل خطير من خطر الحرب الشاملة.
وأردفت الصحيفة: الاستراتيجية التي تستخدمها إيران بذكاء، ومن الواضح أن دونالد ترامب يتجنبها، حيث تهاجم القوات التي تقودها إيران العديد من ناقلات النفط السعودية والبنية التحتية النفطية المهمة منذ مايو من هذا العام، ومع ذلك قام المسؤولون الإيرانيون في نفس الوقت بنقل الرسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن حملة ترامب القصوى للضغط ستكون على حساب جميع دول المنطقة والعالم.
وأضافت الصحيفة الأمريكية: إنه وبالرغم أن المسؤولين الأمريكيين حذّروا إيران مراراً وتكراراً في الأشهر الأخيرة، إلا أنهم استخدموا العقوبات الاقتصادية فقط في الممارسة العملية، لقد قوّضت هذه السياسة مصداقية واشنطن بين حلفائها الإقليميين، وخلصت الدول الخليجية إلى أن تهديدات ترامب لم تكن في الحقيقة مجرد خدعة، كانت قرارات الرئيس الأمريكي في الأشهر الأخيرة أكثر دراماتيكية وقائمة على الدعاية ولم تمنع بشكل فعاّل سلوك طهران، كما قرر الرئيس الأمريكي نشر عدد من أنظمة الدفاع الجوي في الخليج الفارسي مع تصاعد التوترات في الخليج ردّاً على الهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية، ولكن هذه الدفاعات ليست قادرة على إحباط صواريخ كروز أو طائرات من دون طيار المستخدمة في الهجمات الأخيرة، ويجب أن نتعلم من نجاحات إيران وأن نوسع جهودنا في المنطقة الرمادية، على سبيل المثال ، تبدو خطة البنتاغون لتكثيف الهجمات الإلكترونية ضد القوات المسلحة الإيرانية واعدة، ولكن هناك الكثير مما يجب عمله.