الوقت- ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية بأن قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد "علي خامنئي"، زار يوم الثلاثاء الماضي معرض الشركات المعرفية والتقنيات الحديثة التي تمّت صناعتها بأيدٍ محلية إيرانية في حسينية الإمام الخميني (ره) في العاصمة الإيرانية طهران.
وأفادت تلك الوسائل الإعلامية، بأن قائد الثورة الإسلامية قام خلال الزيارة التي استمرت ساعتين بجولة على 30 جناحاً للشركات المعرفية وتحدّث إلى الباحثين واطّلع على آخر المنجزات العلمية والتقنية والمشاريع التجارية للشباب والمختصين الإيرانيين.
ولقد استمع قائد الثورة لشرح مفصّل ودقيق للعديد من منجزات هذه الشركات المعرفية التي شاركت في هذا المعرض، والتي من أبرزها أنظمة طبية عالية التقنية لتشخيص السرطان وغسيل الكلى والجراحة بالروبوتات والأعصاب والأجهزة المخبرية وإنتاج اللقاحات والأدوية المحلية المتطوّرة وتصميم وصناعة المحركات النفّاثة وتصميم المحركات الجوية وأنظمة التحكم لمحطات الطاقة وإنتاج محفزات النفط والغاز وخدمات الاستكشاف والحفر لآبار المياه العميقة وبناء خزانات الصلب والمعدات والأنظمة البصرية المتقدمة والماسحات الضوئية والقياس والقطع والمحاكاة والمعالجات وتصنيع المجمدات الصناعية وإنتاج الألعاب الحاسوبية.
وفي جانب آخر من هذه الزيارة، قدّم نائب الرئيس الإيراني للشؤون العلمية والتقنية "سورنا ستاري"، تقريراً عن برامج إدارة الشؤون العلمية للانتقال من الاقتصاد النفطي إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، قائلاً: "بتفويض من قائد الثورة الإسلامية تم تقديم مساعدة جيدة للغاية من قبل صندوق التنمية الوطنية للقطاع العلمي في البلاد، وقد شهدت المشاريع العلمية والمعرفية تنامياً سريعاً لتحسين اقتصاد البلاد ومواجهة الحظر".
وفي سياق متصل، أشار "ستاري" إلى خطة إنشاء مراكز للإبداع إلى جانب الجامعات والمراكز العلمية المتميزة معتبراً أن إيران أكبر مركز للحداثة في غرب آسيا، قائلاً: هناك أكثر من 4500 شركة معرفية تبلغ عائداتها 90 ألف مليار تومان وتساهم في توفير 300 ألف فرصة عمل.
كما وصف "ستاري"، البيئة المحلية لإنتاج الأدوية المتقدّمة بأنها نموذج ناجح للثقة لدى الشباب المتحمّسين في البلاد، قائلاً: إنه نتيجة للترويج لهذه البيئة المحلية فإن هجرة النخب في قطاع الصيدلة قد توقفت تقريباً، وأن أي دواء يدخل في الحقل سيجري إنتاجه بشكل تجاري خلال عامين قبل أن يتم تسويقه في سوق الاستهلاك .
وفي السياق ذاته، أكد قائد الثور الإسلامية عقب إنهاء "ستاري" من حديثه "ستاري"، على ضرورة التحرر من الاقتصاد القائم على النفط وتداعياته، قائلاً: "إن إحدى انتقادات الشباب في هذا المعرض كانت أن البعض يستورد نماذج مماثلة للمنتجات والأجهزة المصنّعة لديهم، وهذا الأمر ناجم عن التأثر بثقافة الاقتصاد النفطي لذلك يجب إصلاح هذه الرؤية الخاطئة".
وخاطب قائد الثورة الإسلامية، مساعد الرئيس الإيراني، قائلاً: "لا ينبغي أن تسمحوا لهذه العقبات أن توجد أمام مسار الشباب الناشطين، وابذلوا ما بوسعكم في هذا الخصوص، وأنا سأقدّم لكم كل ما بوسعي من الدعم أيضاً".
كما شدد السيد آية الله خامنئي على ضرورة إصلاح الرؤية الخاطئة المتعلقة بالتأثر بثقافة الاقتصاد النفطي، داعياً إلى الوقوف بوجه العراقيل التي تُعوق مسار الشباب الناشطين في المجال العلمي والصناعي، كما أثنى سماحته على جهود الباحثين والتقنيين والعاملين على إقامة المعرض.
وخلال استقباله جمعاً من الشباب الإيراني الفائزين بميداليات في مسابقات الأولمبياد العلمي الوطنية والدولية برفقة أعضاء المنتخب الوطني بالكرة الطائرة للشباب الفائز ببطولة العالم الأخيرة، قال السيد "علي خامنئي" يوم أمس الاربعاء: "إن التقدم العلمي المفيد للبلاد مشروط بامتلاك رؤية ثورية تكون مبنية على الفكر الإسلامي ويجب على الشباب النخبة أن يجعلوا هدفهم بلوغ حدود العلم والتكنولوجيا ودفعها إلى الأمام.
وأشاد الإمام "خامنئي" بعمق رؤية وحكمة وعقلانية الشباب النخبة، ولفت إلى أن مسار النخبوية مسار لا ينتهي لذلك لا ينبغي أن يُنظر إلى كسب الميدالية على أنه نهاية الطريق وأن يتم إيقاف مسار تقدّم ورفع مستوى قدرات النخبة.
وأكد الإمام "خامنئي" على أن الشباب النخبة والرياضيين يشكّلون آمال مستقبل الثورة والبلاد، واشار إلى أن ما صرّح به الشباب النخبة في هذا اللقاء يحكي عن وجود فكر ودقة نظر ونظرة عميقة للقضايا، وهذا أمرٌ في غاية الأهمية ومدعاة للسرور، إلى ذلك أعرب قائد الثورة الإسلامية عن شكره للباحثين والتقنيين والمشرفين على هذا المعرض قبل أن يكتب ملاحظة في سجل الزيارات كانت كالتالي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
شاهدنا في هذا المعرض لمحة وضّاءة من المواهب الإيرانية والهمم الثورية ونحن شكرنا الله على ذلك ونؤكد ضرورة متابعة الأعمال الأساسية والبنيوية لاستثمار الحوافز والقدرات العالية، هذه هي المهمة الأهم للمسؤولين الحكوميين، عليكم التوكل على الباري واتخاذ الخطوات بثقة وأمل ومن المتيقن أنكم ستتمكنون من تسوية المشكلات الاقتصادية للبلاد إن شاء الله تعالى.
السیّد "علي خامنئي"