الوقت- أكد مجيد مجيدي مخرج فيلم محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخلال مؤتمر صحفي في موقع انتاج الفيلم لاعلان اطلاق الفيلم، أن فكرة العمل جاءت اثر الاساءات المتكررة لرسول الاسلام محمد (صلى الله عليه وآله). وازاء ردود الفعل الانفعالية التي كانت ترافق كل اساءة، كان لا بد من عمل نوعي يعرف العالم بالشخصية الحقيقية للرسول الكريم (ص). وقد حمّل المسلمين مسؤولية التقصير في نشر حقيقة الاسلام في العالم، مؤكدا على عدم صحة الادعاءات التي تتناول الفيلم حول تجسيد وجه الرسول وتناول الفيلم مواضيع خلافية بين السنة والشيعة. حيث أكد أنه تم اختيار مرحلة من حياة الرسول (ص) لا خلافات فيها والهدف من الفيلم هو الوحدة الاسلامية في وجه الحملات المسيئة للرسول الكريم (ص).
هذا في وقت يتعرض فيه الفيلم لحملة مستغربة من الانتقادات الواسعة في الاعلام العربي، بالاضافة الى انتقادات وجهت للفيلم من قبل بعض الجهات الدينية وعلى رأسها الازهر، الذي عبر عن رفضه عرض الفيلم الذي يظهر وجه الرسول (ص) على حد تعبيرهم. وهذا ما ينفيه مخرج الفيلم مطلقا داعيا الازهر الى مشاهدة العمل ومن ثم الحكم عليه.
حول الفيلم
يتناول الفيلم مرحلة ما قبل ولادة الرسول الكريم (ص) الى عمر 12 عاما بشكل اساسي، ويتخلله مشاهد من حياة الرسول بأعمار اخرى. وقد أخذ الفيلم جهد ما يزيد عن سبع سنوات من العمل الجماعي المتواصل في مدينة نور السينمائية، ليكون العمل الايراني بل والعالمي الاضخم الذي يحكي سيرة حياة رسول الاسلام محمد (ص). وقد شارك في الفيلم كوكبة من السينمائيين والممثلين الايرانيين وتولى اخراجه المخرج الايراني الكبير مجيد مجيدي، بالاضافة الى مجموعة من السينمائيين العالميين الحائزين على جوائز عالمية. كالمصور السينمائي الايطالي "ويتوريو استورارو" والموسيقار الهندي "اي.ار. رحمان" ومهندس الديكور العالمي "ميلجن كركا كلجاكويج" وخبير المؤثرات الخاصة السينمائي الامريكي "سكوت اي اندرسون" وآخرين. ومن المتوقع أن يتبع هذا الفيلم جزءان آخران يحكيان سيرة الرسول محمد (ص) في شبابه ابان الدعوة الاسلامية، ومرحلة انتشار الاسلام في شبه الجزيرة العربية.
قراءة في أهمية الفيلم
وقد جاء على رأس اولويات وأهداف صناعة هذا الفيلم بالاضافة الى التعريف بشخصية الرسول محمد (ص) ومسألة الوحدة الاسلامية، الدفاع عن الاسلام امام الاساءة والتحريف الذي يتعرض له، حيث أن العمل هو الاول من نوعه الذي يخرج المسلمين من الصمت ازاء انتهاك حرمة الرسول (ص) للتعريف به عالميا من خلال عمل سينمائي يخاطب العالم أجمع مسلمين وغير مسلمين، ويظهر الشخصية الحقيقية الرؤوفة لرسول الرحمة (ص). وخلال هذه الظروف بالذات والتي يسعى الغرب الى نشر فوبيا الارهاب والاسلام المتشدد الذي لا يمت بالواقع للاسلام المحمدي الاصيل بصلة، يأتي عرض الفيلم وباكثر من لغة ومنها الانكليزية والعربية والاردو بالاضافة الى الفارسية ليكون منارة للعالم وشعلة أمل في هذا الواقع المظلم من الظلم والعدوان واللارحمة باسم الاسلام. كما ويؤسس الفيلم لمرحلة جديدة من الافلام الاسلامية بمحورية رسول الله محمد (ص) وليعرف العالم وشعوب المعمورة على حقيقة الاسلام.
ومن المحتم أن الفيلم سيلقى اصداءا على نطاق واسع اسلاميا وعالميا، وسيكون منطلقا لاقبال متجدد اوروبي وغربي على الاسلام، وهو أخشى ما يخشاه أعداء الامة. اذ ورغم السياسة الممنهجة للغرب لضرب صورة الاسلام ونشر فوبيا الاسلام ورسول الاسلام، فان الاقبال على الدين الاسلامي في تزايد في كل اصقاع الارض وفي الغرب بالخصوص. وهذا يؤكد ضرورة العمل الحثيث على التبليغ للاسلام الاصيل وفي كافة الساحات وخاصة الثقافية منها. وذلك تعزيزا لحالة الوعي الشعبية لحقيقة الاسلام في الغرب.
هنا يشعر المسلم بالاسى امام الانتقادات التي يواجهها هكذا عمل من قبل المسلمين انفسهم والذين يجب أن يتلقفوه ويروجوا له خدمة للاسلام ودفاعا عن رسولهم محمد (ص). وليكون هذا العمل نموذجا يقتدى به في المستقبل من خلال اعمال اخرى تتناول جوانب اخرى من حياة الرسول (ص) والاسلام، لكي تصل رسالة محمد (ص) الى كل نفس تواقة للحقيقة والايمان.