اقدم الديكتاتور الباكستاني الاسبق الجنرال ضياء الحق الى تشكيل جماعة معادية للشيعة تحت اسم جيش الصحابة من اجل قمع الشيعة الباكستانيين وذلك بالتعاون مع السعودية بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران في عام 1979 وكان زعيم تلك الجماعة هو "مولانا حق نواز جنغوي" في وقت يشكل الباكستانيون الشيعة ثاني اكبر تجمع للشيعة في العالم بعد ايران، وقد قام جيش الصحابة باغتيال الشخصيات المهمة ومنهم الاطباء والمهندسون وضباط بالجيش والشرطة كما قتل عناصر جيش الصحابة في الخامس من اغسطس 1988 زعيم الشيعة في باكستان السيد عارف حسين حسيني.
وقد انضم ملك اسحاق الذي كان يسكن ولاية بنجاب الى عسكر جنغوي بعد لقاء مع مؤسس هذه الجماعة حق نواز جنغوي في عام 1989 وقد قامت هذه الجماعة باغتيال المستشار الثقافي الايراني في باكستان "صادق كنجي" وتسبب ذلك بتوتر في العلاقات بين ايران وباكستان.
وبعد موت ضياء الحق عمد جيش الصحابة الى بسط نفوذه في باكستان وأراد الظهور كحزب سياسي لكن هذا تسبب بحدوث صراعات بين قادة هذه الجماعة لكن ملك اسحاق قام بالتعاون مع "رياض بسرا" و"اكرم لاهوري" بشكيل جماعة جديدة بهدف ابادة الشيعة تحت اسم عسكر جنغوي.
ويعتبر عسكر جنغوي جماعة ارهابية ممنوعة في باكستان وهي على صلة وثيقة بالقاعدة وجماعة طالبان الباكستانية وجماعة جندالله الارهابية وقد وضعت باكستان وامريكا والاتحاد الاوروبي واستراليا هذه الجماعة على قائمة الجماعات الارهابية لكن الكاتب الباكستاني "عماد ظفر" قد قال في مقال كتبه في صحيفة "باك تي هاوس" ان الملك اسحاق كان أداة تلعب بها اجهزة الاستخبارات الباكستانية وكانت حكومة ولاية بنجاب تتكفل برعاية عائلته اثناء مكوثه في السجن.
وكان ملك اسحاق قد خرج من السجن بعد ان امضى 14 عاما فيه وذلك في شهر يوليو من عام 2011 بعد ان برأته المحكمة العليا الباكستانية من 44 جريمة قتل خلالها 70 شخصا وقد اعلن اسحاق اثناء محاكمته بشكل علني انه سيعود لقتل الشيعة بعد خروجه من السجن.
وكان الرئيس الباكستاني السابق برفيز مشرف قد اعلن حظرا على نشاط جيش الصحابة وعسكر جنغوي في عام 2002 بسبب نشاطاتهم التكفيرية وقد قامت هاتان الجماعتان في حينها بتشكيل جماعة جديدة سموها "اهل السنة والجماعة" في باكستان وتزعم هذه الجماعة الجديدة محمد احمد لدهيانوي.
وكانت جماعة ملك اسحاق هي المسؤولة عن الهجوم على نادي اسنوكر في المنطقة التي يقطنها الشيعة في مدينة كويتا في فبراير عام 2013 وقد راح ضحية هذا الهجوم 110 شهداء واكثر من 150 جريحا.
وشن عسكر جنغوي ايضا هجوما وحشيا آخر في فبراير 2013 في مدينة كويتا في ولاية بلوتشستان ذهب ضحيته 27 شيعيا من قومية الهزارة و200 جريح.
وقد اعتقلت السلطات الباكستانية ملك اسحاق بسبب هذه الهجمات المتكررة على الشيعة الهزارة والتي خلفت 200 شهيد في شهر واحد وفي ديسمبر 2014 رفض 3 من القضاة طلب حكومة ولاية بنجاب لاستمرار اعتقاله لكنه ارسل الى محكمة اخرى في ولاية مولتان لمدة اسبوعين لمحاكمته بتهمة الارهاب.
وكانت الانباء تتردد دوما بان السلطات الباكستانية قد افرجت عن ملك اسحاق لكن قبل اكثر من اسبوعين اعلنت الشرطة الباكستانية أنها قتلت ملك اسحاق وابنيه و١١ شخصا آخرين في تبادل لإطلاق النار، بعد أن هاجم مسلحون قافلة للشرطة وحرروه أثناء نقله إلى منطقة قرب قرية مظفر جاره بإقليم بنجاب للتعرف على رجال احتجزوا للاشتباه في أنهم أعضاء في جماعة إسحاق، وكان ضبط في القرية مخبأ للأسلحة.
وقالت الشرطة إنه أثناء العودة نصبت لها مجموعة من الرجال يستقلون دراجات نارية كمينا، وحررت إسحاق وابنيه لكن أفرادا من الشرطة على الطريق هاجموا المسلحين أثناء فرارهم، الأمر الذي أدى إلى مقتل إسحاق وابنيه و١١ شخصا آخرين، وبذلك طويت صفحة هذا الارهابي المجرم.