الوقت- أعرب وزير الطاقة السعودي، "خالد الفالح" أن السعودية تخطط لزيادة طاقة خط الأنابيب "شرق – غرب"، 40 بالمئة خلال عامين حتى يتحاشى عبور المزيد من صادرات النفط من مضيق "هرمز" الإيراني.
وأضاف "الفالح"، بأنه ينبغي على المستوردين، كخطوة أولى فورية، تأمين الملاحة في الممر المائي الاستراتيجي الواقع عند مدخل الخليج الفارسي، خاصة بعد الهجمات الإرهابية على ناقلات نفط في المنطقة.
ولفت "الفالح" أنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراء فورية لحماية إمدادات النفط وتأمين المضيق، الذي يمرّ من خلاله نحو خُمس نفط العالم.
يذكر أن أنبوب "شرق – غرب"، يتكوّن من أنبوبين 48 بوصة و 52 بوصة، يمتدان من المنشآت الساحلية شرق الجزيرة العربية بالقرب من البحرين ويصلان إلى خليج "ينبع" على الساحل الغربي للسعودية من جهة البحر الأحمر.
وهنا يطرح هذا السؤال نفسه، هل سوف يتمكّن هذا الأنبوب النفطي الذي تم تشييده لزيادة مبيعات السعودية من النفط، من نقل كل النفط من منطقة الخليج الفارسي إلى البحر الأحمر بحيث ستصبح ناقلات النفط غير مضطرة إلى العبور من مضيق هرمز؟، وعقب المقابلة الصحفية لوزير الطاقة السعودية مع وكالة رويترز، كشف مركز "غلوبال ريسيرش"، بأن هذه الخطط سوف تفشل في نهاية المطاف وذلك للأسباب التالية:
1. حجم الأنبوب
يمرّ حوالي خمس صادرات النفط العالمية من مضيق "هرمز" الإيراني وإذا كان من المقرر أن يمرّ حوالي 20 مليون برميل من النفط من أنبوب "شرق - غرب"، فإنه يجب زيادة حجم هذا الأنبوب إلى أربع أضعاف.
والخوف هنا يتمثّل في أنه عند اقتراب موعد الانتهاء من بناء هذا الأنبوب الضخم، أن تقوم بعض دول العالم بزيادة طلباتها من النفط وهذا الأمر سوف يزيد الأمور تعقيداً، وذلك لأن هذا الأنبوب لن يكون بمقدوره أن ينقل كل تلك الكميات الضخمة من النفط، ولذا سوف تضطر الدول العربية المصدّرة للنفط إلى نقل النفط مرة أخرى من مضيق هرمز.
خالد الفالح وزير الطاقة السعودي
2. الفترة الزمنية الطويلة للمشروع
تخضع أسعار النفط في العالم لتغيّرات العرض والطلب، وتحدث هذه التغيرات في فترات زمنية صغيرة جداً وإذا كان من المقرر تصميم مثل هذا الأنبوب الضخم وبنائه، فكيف سيمكن منع الآثار المدمّرة لتقلّبات سوق النفط على الاقتصادات الغربية وحياة الشعوب حتى الانتهاء من بناء ذلك الأنبوب؟
3- تأمين وحماية الأنبوب
في الأشهر الأخيرة، استُهدفت صناعة النفط في السعودية مراراً وتكراراً من قبل الطائرات اليمنية من دون طيار والصواريخ.
ولنفترض هنا أن إيران لن تدخل في مواجهات عسكرية مع السعودية، فما هي الخطط التي وضعتها الرياض للتعامل مع هذه الطائرات اليمنية المسيّرة البسيطة، لتأمين وحماية خطوط الأنابيب الضخمة التي يبلغ طولها 1200 كيلومتر؟، وما الذي سيتم فعله إذا ما تعرّضت منشآت النفط للقصف ولم يتم إنتاج النفط؟ وإذا ما تم تعطيل محطة أو محطتين من الـ 11 محطة لضخ النفط على امتداد هذا الأنبوب عند طريق الاختراق الالكتروني أو ما شابه ذلك، فإلى أي حدّ سوف تتأثر عملية انتقال النفط من هذا الأنبوب؟.
إن من المثير للاهتمام هنا، أن أحد الهجمات الأخيرة التي نفذتها الطائرات اليمنية من دون طيار في مايو 2019 كانت تستهدف بشكل خاص خط أنابيب النفط "شرق – غرب".
4. هناك أيضاً مضيق!
لنفترض أنه سيتم تحميل نفط الخليج الفارسي بعد اجتيازه لمسافة تعادل 1200 كيلومتر، على متن ناقلات النفط في البحر الأحمر. وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعضاً من هذه الناقلات سوف تكون مجبرة على المرور من مضيق باب المندب اليمني وقناة السويس، فكيف سوف تتعامل هذه الناقلات مع جبهة "أنصار الله" وحزب الله في لبنان! في الواقع، قبل أن تتضرّر إيران من العقوبات التي فرضوها عليها، فلقد تضرروا هم أكثر من هذه العقوبات.
5. معارضة البلدان المصدّرة
تمتلك السعودية حوالي 5 ملايين برميل فقط من الطاقة التصديرية. وإذا كان يتعيّن على الـ 20 مليون برميل من النفط التي كانت تمرّ من مضيق "هرمز"، أن تنتقل عبر خط الأنابيب "شرق – غرب"، فإن هذا يعني أن على دول الخليج الأخرى المصدّرة أن تستخدم هذا الطريق.
وهنا يمكن القول بأنه ربما تقبل دولة الإمارات مثل هذا الاقتراح، لكن قطر والكويت والعراق لن توافق بالضرورة على ذلك المطلب وذلك لأن السعودية سوف تأخذ منهم الكثير من الضرائب ولهذا فإنهم سيفضلون التعامل مع إيران بدلاً من ذلك أو إيجاد مشترين آخرين غير المشترين الغربيين.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه إذا انتقل كل هذا النفط من السعودية، فإن أيدي وألسنة البلدان المستوردة للنفط سوف تكون مقيّدة أمام الرياض أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأنه في وقتنا الحالي تسبّب صمت العواصم العالمية القوية ضد انتهاكات الرياض لحقوق الإنسان وقيامها بإبادة جماعية في اليمن وإنشائها للديكتاتوريات في السعودية وما إلى ذلك، في ظهور موجات غاضبة لدى الرأي العام العالمي ضد هذه الدول الغربية.
النتيجة
بالنظر إلى الأسباب الخمسة المذكورة أعلاه، يبدو أن اقتراح "أرامكو" ضرب من الخيال، ولهذا فإنه لا يمكن للدول الغربية الكتابة على هذا الجدار المهزوز ويجب عليهم أن يفكروا في حلول طويلة الأجل للتعامل الإيجابي مع إيران.