الوقت- أفادت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية بأن رئيس أمريكا لديه الكثير من جسور التواصل مع قادة الكيان الصهيوني لكسب ودهم ومحبتهم على الرغم من أنه يعلم جيداً بأن هذه السياسة قد تعرّض حياة العديد من أفراد القوات الأمريكية في المنطقة للخطر، ولفتت تلك الوسائل الإعلامية إلى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يفضّل كسب ود الكيان الصهيوني على سلامة الجنود الأمريكيين ولهذا فلقد أصدر البيت الأبيض يوم أمس الاثنين بياناً يتعلق بإدارج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية وبتسليط الضوء أكثر على النقاط أدناه، ستتكشف لنا معالم وأبعاد هذا الإجراء "الغبي" الذي قامت به إدارة الرئيس الأمريكي "ترامب":
1. السوداوية والكآبة السياسية: يعتقد العديد من الناس بأن سلوك "دونالد ترامب" خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، مجرد سلوك انتخابي يسعى من خلاله لكسب الكثير من أصوات الشعب الأمريكي وكذلك يعتقد معظم الخبراء السياسيين بأن هذا السلوك لم يكن جزءاً من شخصيته الفردية، ولكن بعد وصول "ترامب" إلى البيت الأبيض واستمراره بالقيام بسلوكيات سخيفة، خاصة في مجال العلاقات الدولية، أصبح الجميع متيقن بأن الرئيس الجديد يعاني من مشكلة شخصية خطيرة ولقد زاد هذا الرئيس الأحمق الطين بلة عندما قام بوضع أشخاص حمقى مثل "جون بولتون" و"مايك بومبيو" في رأس الهرم السياسي لأمريكا ولقد برهن الرئيس "ترامب" خلال السنوات القليلة الماضية بأن لديه شخصية وقحة وغدارة وعنصرية ومتطرفة وكاذبة وناكثة للعهود والمواثيق ولا تحترم الآخرين ولهذا فإنه يمكن إطلاق اسم "السوداوية والكآبة السياسية" على إدارته ونهجه السياسي.
2. الخضوع المطلق للصهيونية: سرعان ما كشف "ترامب" عقب وصوله إلى السلطة عن روابطه القوية مع قادة الكيان الصهيوني وعن تمسّكه القوي بالصهيونية، وهذا الأمر تؤكده القرارات الأخيرة التي اتخذها هذا الرئيس المتهور والمتمثلة بخروجه غير القانوني من الاتفاق النووي وعقده لقمة "وارسو" المناهضة لإيران، وفرضه للكثير من العقوبات غير القانونية ضد إيران والإعلان عن ضم "مرتفعات الجولان" للكيان الصهيوني، وإدارجه مؤخراً الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية، وكل هذه القرارات جاءت تلبية لمطالب الكيان الصهيوني، وحول هذا السياق أفادت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية بأن رئيس أمريكا لديه الكثير من جسور التواصل مع قادة الكيان الصهيوني، على الرغم من أنه يعلم جيداً بأن هذه السياسة قد تعرّض حياة العديد من أفراد القوات الأمريكية في المنطقة للخطر.
3. الفشل في سوريا: لقد قام الأمريكيون بتشكيل تحالف دولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي وبذلوا الكثير من الجهود لخداع الرأي العام العالمي والسيطرة على أجزاء مختلفة من الأراضي السورية من خلال الادعاء بأنهم يقومون بمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، لكن ما حدث في ميدان المعركة لم يصب في مصلحتهم، حيث فشلت القوات الأمريكية في تحقيق أهدافها وعجزت عن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي الذي مني بالكثير من الهزائم على أيدي قوات محور المقاومة وأبطال الجيش السوري.
إن العجز الأمريكي في سوريا لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن أمريكا لم تستطع إخراج قوات الحرس الثوري من الأراضي السورية وتعتبر هذه القضية أسوأ من القضية الأولى بالنسبة للبيت الأبيض.
4. تأسيس إرهاب واسع النطاق: لقد قام النظام الإمبريالي الأمريكي بارتكاب الكثير من الجرائم الوحشية تحت ذريعة محاربته للإرهاب في جميع أنحاء العالم، وعكف ذلك النظام بعد الحرب العالمية الثانية على تدريب الآلاف من الإرهابيين الذين قاموا بالكثير من العمليات الإرهابية التي أدت إلى مقتل الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم، بل إن ذلك النظام لم يكتفِ بهذا الحد، بل قام بإنشاء منظمات إرهابية كبيرة مثل تنظيم "القاعدة" و"داعش"، اللذين قاما بالكثير من العمليات الوحشية ضد الإنسانية في مناطق مختلفة من العالم خلال العقود القليلة الماضية، وبالتالي، فإن مثل هذه الدولة التي تصنع الإرهاب لا يمكنها أبداً وليس لديها القوة لانتهاك القانون الدولي، وإدراج قوات عسكرية تابعة لدولة معينة في قائمة المنظمات الإرهابية.
5. اجراء شكلي: فيما يتعلق بالإجراء الأخير الذي قامت به أمريكا والمتمثل في إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، ما هو الهدف الرئيس الذي تسعى أمريكا لتحقيقه من هذه الإجراء المتهور؟ بصرف النظر عن الأشياء التي تطرقنا إليها أعلاه، إلا أنه يبدو بأن القطاع العسكري الإيراني يؤرق مضاجع قادة أمريكا ولهذا فلقد قاموا باتخاذ مثل هذا الإجراء المتهور لمعالجة هذه القضية ولو بشكل جزئي، ولكن هل بمقدور القوات الأمريكية مواجهة قوات الحرس الثوري الإيراني واستفزازه؟ من المؤكد بأن الإجابة على هذا السؤال ستكون سلبية وذلك لأن الحرس الثوري الإيراني لديه الكثير من الأسلحة القوية والمتطورة التي بمقدورها الوصول إلى داخل العمق الأمريكي.
ولهذا، فإنه يمكن الاستنتاج هنا بأن الأمريكيين لن يجرؤوا على مهاجمة قوات الحرس الثوري الإيراني، وذلك لأنهم يعلمون جيداً بأنهم سيتلقون ردّاً قاسياً من القوات الإيرانية في حال حدوث أي هجوم عليها، ويبدو بأن تعلق "ترامب" بقادة الكيان الصهيوني، يمنعه أيضاً من الانخراط في مثل هذه الحماقات المتهورة وهذا الأمر تؤكده تصريحاته الأخيرة التي عبّر عنها قائلاً: "وفقاً لسياستنا ولأسبابنا الأمنية، لن يكون هناك أي تغيير في خطة دعم القوات الأمريكية أو في الإجراءات التي تم اتخذها في هذا الصدد وستقوم وزارة الدفاع كما في الماضي بالعمل على حماية قواتها الأمنية المنتشرة في نقاط مختلفة من العالم".
ورداً على سؤال أحد الصحفيين حول كيف تتعامل أمريكا مع قوات الحرس الثوري عقب إدراجها في قائمة المنظمات الدولية، أجاب ترامب وقال: "بعد هذا الإجراء، لن يكون هناك أي تغيير في القواعد والأساليب الأمنية".
على الرغم من هذا، من الواضح أن عمل البيت الأبيض هو اجراء شكلي، لكن إعلان مجلس الأمن القومي الإيراني عن الوجود الإرهابي لقوات سنتكام يعد خطوة جادة.