الوقت- وجه مندوب امريكا السابق في الامم المتحدة والقيادي في تيار المحافظين الجدد في امريكا جون بولتون انتقادات شديدة لحكومة اوباما حيال ما ورد في بنود الاتفاق النووي بين ايران والسداسية الدولية، واعرب عن أسفه من ان طريقة اعادة اجراءات الحظر على ايران لاقيمة لها سياسيا.
وفي مقال نشره بصحيفة نيويورك تايمز قال بولتون: للأسف ان اعادة اجراءات الحظر هي على غرار كلام اوباما عن الخيارات الموجودة على الطاولة في مواجهة ايران وهي ادبيات سياسية خاوية، وان قائمة الاسباب لمعارضة اتفاق فيينا قائمة طويلة لكن النقص الموجود حول اعادة اجراءات الحظر يأتي في مقدمة هذه القائمة.
واعتبر بولتون ان الاتفاق النووي مع ايران يعتبر نموذجا وسابقة خطيرة "ولو كان اوباما يعتقد بكل الخيارات المطروحة على الطاولة لكانت طهران قد حصلت على امتيازات قليلة في اتفاق فيينا ولكن لم يسمع احد لغة التهديد لايران في خطابات اوباما وهذا فراغ يخيف اسرائيل وتستفيد منه ايران".
وادعى بولتون ان ايران سوف لن تلتزم بما ورد في الاتفاق وان اوباما لن يلجأ الى القوة ضدها بل سيعود الى تطبيق الحظر عليها، وانتقد هذا السياسي الامريكي المتطرف اتفاق فيينا واصفا اياه بالاتفاق المعقد، كما انتقد البند الوارد في الاتفاق الذي يعطي ايران الحق بعدم تطبيق اي بند من بنود الاتفاق في حال فرض عليها الحظر جزئيا او كليا.
وادعى بولتون الذي يعتبر من الشخصيات الداعية الى الحروب في امريكا ان الحكومة الامريكية تعلم حتما بان ايران ستخرق التزاماتها وان هذه الخروقات الايرانية المحتملة لم تكن من القضايا الهامة والرئيسية التي اهتم بها المفاوضون بل كانت القضية الاهم والاساس في المفاوضات وهيكلية الاتفاق بنيت على اساس كيفية اكتشاف الخروقات وادارة هذا الموضوع.
واضاف بولتون: ان مشروع اوباما ليس اللجوء الى القوة بل الاستفادة من اعادة فرض الحظر، ان ادارة اوباما قد قالت مرارا ان الحظر الاقتصادي واجراءات الحظر الجديدة هي التي تبعد ايران عن الاسلحة النووية لكن آلية التعامل مع الخرق المحتمل من قبل ايران تعاني من نقص واشكاليات، ان ايران ترفض شرعية اعادة فرض العقوبات عليها في فقرتين من فقرات اتفاقية فيينا (المقطعين السادس والعشرين والسابع والثلاثين) وان ايران قد اعلنت انه في حال عودة فرض اجراءات الحظر علها بشكل كلي او جزئي فانها ستتعامل مع هذا الأمر كمبرر لوقف تنفيذ تعهداتها في اتفاق فيينا.
وقال بولتون انه يتوقع ان تخرق ايران اتفاق فيينا ومن ثم يتم اعادة فرض الحظر ضدها ثم تقوم ايران باستخدام فن الدبلوماسية وتدعو الغرب لقبول الاتفاق معها واضاف "ان خرق الاتفاق من قبل ايران سيحدث عندما تستفيد ايران من اموالها المجمدة وانتهاء الحظر ضدها بالكامل، ان الاوروبيين متعطشون لاعادة العلاقات الاقتصادية مع ايران وان التخلي عن الاتفاق مع ايران سيكون مؤلما بالنسبة لهم، ان ما يؤلمنا هو ان الايرانيين يعرفون الاوروبيين اكثر مما يعرفهم اوباما".
واضاف: ان خطة اوباما لمواجهة الفيتو الروسي والصيني الذي يمنع عودة اجراءات الحظر بشكل تلقائي على ايران فيها اخطار مخفية لامريكا، فحسب قرار مجلس الامن الدولي رقم 2231 واتفاق فيينا يعتبر مجلس الامن الدولي ملزما بالتصويت على استمرار الغاء اجراءات الحظر المفروض على ايران اذا ادعى احد اطراف الاتفاق ان خرقا قد حصل واذا ادعت واشنطن حدوث اختراق فإن موسكو وبكين تصبحان الجهتين المسؤولتين عن ابقاء الحظر او الغائها واذا لم يحصل اتفاق حول موضوع الخروقات فإن الغاء اجراءات الحظر سيستمر.
وتابع بولتون قائلا: ان الشيء الوحيد الذي حفظ الولايات المتحدة خلال السنوات الـ 70 الماضية في الامم المتحدة هو حق النقض (الفيتو) وان سعي اوباما للالتفاف على هذا الحق سيتسبب بحدوث اخطار طويلة المدى تفوق اهميتها المكاسب الآنية وقصيرة المدى التي تكسبها واشنطن من مواجهتها مع روسيا والصين في الوقت الحالي.