الوقت- اكد الرئيس بشار الاسد على ازدواجية معايير الغرب ونفاقه بالتعاطي مع الارهاب، فهو إرهاب عندما يصيبهم، وثورة وحرية وديمقراطية عندما يصيبنا. ولفت الرئيس الاسد الى انه اصبح في الغرب حاضنة تصدر الارهاب الى المنطقة.
وفي خطاب له، خلال لقائه رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة، اوضح الرئيس الاسد انه على الرغم من الوضع المعقد في سوريا فقد زالت الغشاوة عن كثير من العقول وسقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه وهوت بحكم الواقع مصطلحات مزيفة وفضحت أكاذيب أرادوا للعالم أن يصدقها.
واضاف الرئيس الاسد ان التسارع الكبير للأحداث وانتقال عملية التدمير الممنهجة التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية إلى مستويات غير مسبوقة من الإرهاب يدل على العقلية الاجرامية للدول الداعمة للارهاب، كما وانه يعبر عن فشل اساليبهم السابقة لدفع الشعب السوري الى السقوط في فخهم . كما واشار الرئيس الاسد إلى ان الارهاب والمعارضة الخارجية يأتمرون لسيد واحد الذي يمول ويحرك فتارة يطلب من الإرهابيين أن يرفعوا وتيرة الإرهاب وتارة يطلب من المعارضة الخارجية المرتبطة به أن ترفع وتيرة الصراخ من أجل تحقيق ضغط سياسي. والهدف من استخدام المسارين السياسي والارهابي هو ابتزاز الشعب السوري ودفعه الى خيارين، إما القبول بما يملى عليه وإما القتل والتدمير.
وتابع الرئيس الاسد ان صمود الشعب السوري اصبح يشكل تهديدا حقيقيا للمستقبل السياسي للكثير من داعمي الارهاب، خاصة بعد ان ارتد عليهم وبدأ يضرب في بلدانهم، والمبررات التي كانوا يسوقون لها لخداع الراي العام لديهم، لم تعد تجدي نفعا، فقد تبين لشعوبهم ان من يدعمونهم ارهابيون وليسوا ثواراً. واضاف الرئيس الاسد ان منطقتنا كانت تصدر الارهاب للعالم والمنطقة اما اليوم فقد اصبح في الغرب حاضنة تصدر الارهاب إلى هذه المنطقة، ليتفاعل مع الحواضن الموجودة أساسا في الشرق الأوسط وخاصة في الخليج وليبيا وتونس.
وقال الرئيس الاسد إن الإرهاب لا يعرف حدوداً ولا تمنعه إجراءات ولا تردعه استنكارات ولا تصريحات، وإن انتشار الإرهاب لا توقفه حروب ولا تنهيه طائرات كطائرات تحالفهم اليوم. فالإرهاب فكر مريض وعقيدة منحرفة وممارسة شاذة. فمكافحة الإرهاب تكون بالسياسات العاقلة المبنية على العدل واحترام إرادة الشعوب في تقرير مصيرها وإدارة شؤونها واستعادة حقوقها المبنية على نشر المعرفة ومكافحة الجهل وتحسين الاقتصاد وتوعية المجتمع وتطويره. واشار الى ان الاستعمار هو من اسس ورسخ العوامل التي كانت بذوراً للارهاب فيما بعد.
وبالحديث عن التبدلات الاخيرة على الساحة الدولية قال الرئيس الاسد ان هذه التبدلات لا يعول عليها لان المعايير المزدوجة هي السائدة لدى الغرب، فكل شيء مؤقت وقد يتبدل في اي لحظة عندما تتحسن ظروفهم الداخلية والانتخابية والمتعلقة بالإرهاب ويعودون لنفس السياسات الاستعمارية السابقة . وقال ايضا ان جوهر نفاقهم أنهم يدعون مكافحة وحش هم خلقوه ثم فقدوا السيطرة عليه وغايتهم اليوم هي ضبطه فقط وليس القضاء عليه، وكل حملاتهم العسكرية والسياسية والإعلامية، في الحقيقة، أدت إلى نمو الإرهاب بدلاً من القضاء عليه.
واشار الرئيس الاسد الى ان ايران قدمت الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي فساهمت في تعزيز صمود الشعب السوري ومناعته انطلاقاً من أن المعركة ليست معركة دولة أو حكومة أو رئيس، كما يحاولون التسويق، بل هي معركة محور يمثل منهجاً من الاستقلالية والكرامة ومصلحة الشعوب. وكذلك فعلت روسيا التي شكلت مع الصين صمام الأمان الذي منع تحويل مجلس الأمن إلى أداة لتهديد الشعوب ومنصة لإطلاق العدوان على الدول وخاصة سوريا. ووصف الرئيس الاسد مجاهدي المقاومة اللبنانية بالاخوة الاوفياء، وقال ان دورهم كان فعالاً ونوعياً في تحقيق الانجازات في اكثر من مكان، وشكر شجاعتهم ومناصرتهم ووقوفهم الى جانب الجيش السوري.
واكد الرئيس الاسد ان سوريا تتجاوب مع كل مبادرة تأتيها من دون استثناء، لانها على قناعة بأن أي فرصة فيها احتمال لحقن الدماء هي فرصة يجب أن تلتقط دون تردد، فدماء السوريين فوق أي اعتبار ووقف الحرب له الأولوية. واضاف ان أي طرح سياسي لايستند في جوهره إلى القضاء على الإرهاب لا معنى له.
وبالاشارة الى الوضع الميداني قال الرئيس الاسد ان طبيعة الحرب تجعل المعارك في صعود وهبوط، فالارهابيون يدخلون الى منطقة حتى يأتي الجيش السوري ويحررها وهذا شيء يحصل بشكل مستمر منذ بداية الأحداث، فلا داعي لان يحبط المواطنون فهناك أبطال يقاتلون في أحلك الظروف ويستشهدون لتحيا سوريا وتابع الرئيس الاسد ان الحرب ليست حرب القوات المسلحة فقط بل هي حرب كل الوطن والوطن ليس لمن يسكن فيه بل لمن يدافع عنه ويحميه. واشار الى ان انتصار سوريا سيعيد الاستقرار الى المنطقة ويرسم مستقبلها.
وختم الرئيس الاسد بتحية للشعب السوري الذي صمد رغم الآلام والجراح وصبر على جور العقوبات والحصار والشح في الموارد، وتمسك بأرضه رغم كل الإغراءات بالسفر والهجرة. وتحدى الإرهاب وقذائف الموت وعبر بصبره وصموده عن أعمق معاني التشبث بالأرض والجذور وأعطى الوطنية مضمونها الحقيقي وكان في بقائه بقاء للوطن .