الوقت-اكد الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله في كلمة له بمناسبة احتفال تخريج أبناء الشهداء، أن المقاومة اللبنانية كانت وستبقى اللبنانية حاضرة في المعادلات الاقليمية، مشيراً الى ان المحاولات الاميركية الاسرائيلية لدعم من بعض الانظمة العربية لضرب المقاومة في المنطقة مازالت مستمرة، مؤكداٌ فی الوقت ذاته أن العلاقة بين حزب الله وايران، علاقة عقائدية غير قابلة للتغيير.
وحذر السيد نصر الله من ان حزب الله والمقاومة في لبنان يشكلان الهاجس التالي لاميركا بعد النووي الايراني، مؤكدا ان اميركا كانت وستبقى الشيطان الاكبر قبل الاتفاق النووي وبعده .
وحول طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين ايران وحركات المقاومة وعلى الأخص المقاومة الاسلامية في لبنان، أكد السدي حسن نصر الله، ان علاقات ايران مع حلفائها عقائدية قبل ان تكون علاقات سياسية ونحن نتلقى دعما ماليا وماديا من ايران وهو كاف لنا، وليس لدى حزب الله مشاريع تجارية او استثمارية ونحن لا نمارس التجارة الحلال ولكنهم يتهموننا حتى بالتجارة المحرمة، ولكن اسرائيل عندما تعجز عن اغتيال قادة المقاومة جسديا تعمد لاغتيالهم معنويا خاصة وان هناك ماكينة تعمل منذ عشر سنوات على ترويج الأكاذيب بشان وضع المقاومة، مضيف ان ايران لم تبع حلفاءها في الاتفاق النووي وان القائد الخامنئي اكد في خطبة العيد موقف ايران من المقاومة وحلفاء ايران، ونحن يدنا في الحرب النفسية هي العليا لأننا ننطلق من الوقائع الصادقة وليس الأكاذيب وان كل ما عملوا عليه وما سيعملون عليه ضد المقاومة سيذهب هباء منثورا .
وبين السيد نصر الله ان الحديث ضد حزب الله لا يأتي من بعد استراتيجي او سياسي وانما هو نابع عن حقد وكراهية منوها الى ان هناك حملة لتسخيف وتوهين الانجازات والانتصارات التي حققها حزب الله منذ حرب تموز ومؤكدا ان كل ما قالوه عن حزب الله ليس له اساس من الصحة، مؤكداً على ثبات موقف حزب الله المنطلق من عقيدة صلبة قائلا ان "لا قتل القادة ولا اغتيالنا المعنوي ولا التضييق الاقتصادي والتجاري سيغير في مسارنا ".
وقال مضيفا: ان المستهدفين اللبنانيين لا صلة لأموالهم بحزب الله، وان هناك عمل دؤوب لتشويه سمعة حزب الله والمساس بمصداقيته، مطالبا الدولة اللبنانية العمل بمسؤولياتها لحماية اللبنانيين ورعايتهم والدفاع عنهم .
وفيما يتعلق بالحرب على الارهاب التكفيري، اعتبر السيد نصرالله في كلمته ان "داعمي الارهاب في سوريا يدفعون الان الاثمان بعد انقلاب السحر على الساحر، متوجهاً بالقول الى كل من يقول بان باستطاعة اجهزة الاستخابارات الاقليمية والعالمية السيطرة على الجماعات الارهابية بانه واهم، وخصوصاً الذين يعتبرون ان داعش لايعتبر تهديداً للبنان"، مشيراً الى اننا "بحاجة الى ادراك وطني لحجم الخطر التكفيري على بلدنا"، داعياً الى التعاون من اجل تثبيت الامن والاستقرار في البلد " ، مضبفاً" قلنا من قبل إن من سيأتون بهم إلى سوريا والعراق من أجل ضرب المقاومة سينقلبون عليهم وان الدول التي أمنت كامل التغطية لـ"داعش" بدأت تدفع الأثمان ونحن لا نشك في رعاية تركيا لتنظيم داعش الارهابي لكنها تقول اليوم ان "داعش" تشكل تهديدا لها، ورأينا داعش الافعى انقلبت على من يتولى رعايتها . "
وختم السيد نصرالله كلمته بالحديث عن الوضع الداخلي اللبناني،حيث اعتبر السيد نصر الله ان التلويح باستقالة رئيس الحكومة مضر للبنان وهو لن يقدم أو يؤخر، داعيا تيار المستقبل الى تلبية دعوة التيار الوطني الحر إلى النقاش لحل المسائل العالقة في البلد، معتبراً في الوقت ذاته أنه يجب تثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة لأنها تحمي لبنان من التهديدات.
وأشار السيد نصر الله، ان اللبنانيين احيوا العيد في أمن وأمان بفضل دماء الشهداء، معتبرا ان لولا تضحيات الشهداء والدماء والفداء لما كان لبنان ينعم بما ينعم، وقال: ان الاجيال الحاضرة تمارس المقاومة وهي تؤمن بما تحقق من انجازات وان رجالنا ومجاهدونا يمتلكون نفس صبر عائلات الشهداء وان عوائل الشهداء في لبنان يرسلون رسائل الى حزب الله تطالب بارسال باقي ابنائهم للقتال، وان التثبيت الواقعي لمثلث الشعب والجيش والمقاومة يحمي لبنان من التهديدات، وانه يجب عدم المراهنة على الوضع الاقليمي وإلاّ ضاع البلد، وحذر السيد نصر الله من خطورة أخذ لبنان إلى الفراغ لأنه يعني أخذ البلد إلى المجهول، مشيراً إلى أن التهديد بالاستقالة في لبنان لن يفيد والحل الوحيد هو الحوار بين الأطراف.