الوقت- لم يمضِ يومٌ واحدٌ على تأكيد حكومة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي الاستمرار في معركة الحديدة والسيطرة عليها دون تراجع، إلا وأتى الرد من أبو ظبي، ليؤكد أن سلطة الحرب والسلم ليست بيد من تدّعي الإمارات أنها جاءت إلى اليمن من أجل استعادة سلطته وشرعيته، فقد كان الرد الإماراتي سريعاً ومفضوحاً، ومؤكداً أن حكومة هادي لا تملك أي قرارات مصيرية، بل هي حكومة صورية تستخدم كـ "دمية" من قبل تحالف العدوان الذي تقوده السعودية والإمارات، لذا كان هذا الرّد متناقضاً كلياً مع موقف الحكومة من معركة الساحل الغربي، وهو ما أثار موجة استياء ممن يوالون الحكومة التي اعتبروها منزوعة الصلاحيات من قبل التحالف والإمارات تحديداً.
سلطات قرقاش
الموقف الإماراتي المفاجئ لم تكترث له حكومة صنعاء، بقدر ما كان صادماً لحكومة هادي التي وجدت نفسها أمام واقع آخر تفرضه أبو ظبي، وتعرّيها وسلطاتها، فوزير الشؤون الخارجية الإماراتي "أنور قرقاش" أعلن "الأحد"، وقف معركة الحديدة بشكل مؤقت لإتاحة الفرصة لجهود الأمم المتحدة، بعد ساعات من إعلان حكومة هادي أنه لا تراجع عن المعركة، وهو الإعلان الذي لم يترجم على أرض الواقع، إذ إن المواجهات لا تزال على أشدها بين مرتزقة أبو ظبي والمجاهدين اليمنيين في الساحل الغربي، قرقاش الذي حاول أن يبرر إعلان توقيف المواجهات إلى الجهود المتواصلة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، تهرّب من واقع المعركة التي التهمت المئات من المدرعات والآليات العسكرية، وتسببت بمقتل وإصابة المئات من أبناء الجنوب، مبرراً إعلان وقف المواجهات بمنح الحوثيين الوقت الكافي للاستجابة للشروط التي يطرحها التحالف.
ناطق أنصار الله يرد
لم يتأخر الرد اليمني الرسمي مطلقاً، حيث نفى الناطق الرسمي لـ "أنصار الله" محمد عبدالسلام، أن تكون الإمارات قد أوقفت الحرب على محافظة الحديدة، مشيراً إلى أن إعلانها وقف العمليات يهدف إلى تضليل الرأي الدولي ومحاولة عرقلة الجهود الأممية، وأشار إلى أن ذلك الإعلان يأتي لعرقلة جهود الأمم المتحدة والترويج بأن هناك موافقة على تحركات المبعوث الدولي فيما يخص الحل السياسي الشامل، وقال: إن المبعوث الأممي مارتن جريفيث يدرك ذلك مؤكداً أن موقف جماعته واضح وصريح، ولا يمكن أن تقبل الجماعة أي نقاش جزئي لا في الحديدة ولا في غيرها بالمطلق، فالعالم يجمع أن الحل في اليمن هو سياسي ولا يجوز أن يتحرك المبعوث إلى الحل العسكري، وأن يذهب إلى الحديدة حيثما اتجه العدوان حد وصفه، وقال إن تصريحات قرقاش تعدّ محاولة للدخول في معركة جديدة للتغطية على الفشل العسكري والسياسي والإعلامي الذي وقعوا فيه نتيجة إعلامهم الصريح، والذي كانوا يطمئنون إليه بأنهم سيسيطرون على الحديدة، وأن صلاة العيد ستكون فيها، وعندما فشلوا عادوا إلى هذه الالتفاف والخداع، فهم ما كانوا سيتوقفون لأنهم أعلنوا حرباً لتدمير البلد والساحل الغربي.
ناطقا الحكومة والجيش يعززان
أكد ناطق حكومة الإنقاذ الوطني عبد السلام جابر أن إعلان الإمارات عن إيقاف العمليات العسكرية في الساحل الغربي جاء نتيجة الفشل الذي منيت به القوات التابعة للإمارات في معركة الحديدة، وقال جابر إن إعلان قرقاش يكشف مجدداً أن ما تسمى حكومة الشرعية ليست سوى عباءة لستر عورة الغزاة، حسب قوله، وفيما التزمت حكومة هادي الصمت، سخر الناطق الرسمي للجيش اليمني العميد الركن شرف غالب لقمان، من تصريحات قرقاش، التي قال فيها إن الإمارات أوقفت عملياتها مؤقتاً في الساحل الغربي لليمن من أجل جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث، واعتبر العميد لقمان تصريحات قرقاش التي جاءت كتغريدات في "تويتر" أنها ذرّ للرماد على العيون، وتأكيد على أن ما يتعرض له الساحل الغربي هو محاولة فاشلة لاحتلاله من قبل الإمارات، وأكد العميد لقمان أن المعارك مستمرة على أشدها حتى اللحظة في كل الجبهات على الساحل الغربي، وأن قوات الجيش واللجان الشعبية، تنفذ عمليات نوعية ضد القوات الموالية للإمارات الذين لا يتوقفون تحت الغطاء الجوي والبحري في محاولاتهم التقدم في عمق الساحل الغربي ونحو مدينة الحديدة، لافتاً إلى أن القوات الموالية للإمارات تستخدم كل طاقاتها وأسلحتها بما فيها المحرّمة دولياً في المعارك الحالية، والتي لا تحقق فيها أي شيء يذكر، ولفت إلى أن التغير في موقف الإمارات يأتي بعد فشل خططها وعملياتها المدعومة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا لاحتلال الساحل الغربي لليمن ومدينة الحديدة، وأكد أن الإمارات كانت تتوقع احتلال الساحل الغربي في ساعات، وإذا بها تغوص في رمال الساحل اليمني وتغرق في مياه بحره، بحسب العميد لقمان.