الوقت- دعت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف تزويد السعودية والإمارات بالأسلحة الحديثة مؤكدة أن النظاميين متورطان بأسوأ كارثة إنسانية في الوقت الحاضر.
ولفتت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن الوضع في اليمن قد يصبح أسوأ بكثير، ففي اليمن يعيش 8 ملايين شخص على حافة المجاعة ويواجهون أسوأ انتشار لوباء الكوليرا في التاريخ، في وقت أصبح فيه أهم مرفأ في البلد هدفاً لهجوم جديد خلال العدوان السعودي الإماراتي المتواصل منذ ثلاث سنوات، حيث تقوم قوات يمنية بدعم إماراتي وسعودي بمحاولة قطع واحتلال الحديدة، وهي مدينة يقطنها 700 ألف نسمة وهي النقطة التي يدخل منها 70% من شحنات المساعدات والتي تبقي على ملايين المدنيين أحياء.
ودعت الصحيفة واشنطن التي تمد التحالف السعودي الإماراتي بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، أن تستخدم نفوذها لإيقاف هذه العملية المتهورة، مضيفة إن السعوديين وحلفاءهم قاموا بالتدخل في اليمن قبل ثلاث سنوات بهدف دعم الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، وأصبحت هذه الحملة مستنقعاً للسعوديين وحلفائهم، الذين قتلوا الآلاف في غاراتهم الجوية ولكنهم فشلوا في استعادة معظم المناطق في البلد. وفي نفس الوقت انهار نظام الرعاية الصحية تقريباً وكذلك الإمدادات الغذائية ما جعل ملايين اليمنيين يعتمدون على المساعدات الدولية.
وفنّدت الصحيفة المزاعم السعودية التي تقول بأن السيطرة على ميناء الحديدة سيحسن من إيصال شحنات المساعدة وسيتوقف تهريب الأسلحة، وأضافت إن جمعيات الإغاثة ترى الأمر بشكل مختلف حيث يقولون بأن الهجوم سيواجه مقاومة قوية وحتى لو نجح فسيأخذ أسابيع وأشهر. وأي توقف متواصل لوصول السفن إلى الحديدة قد يدخل البلد في مجاعة وتجعل من المستحيل تقريباً مكافحة الكوليرا التي أصابت أكثر من مليون شخص حتى الآن.
كما أن التصعيد العسكري ينطوي على حماقة بالذات لأنه يأتي في وقت يتحسن فيه احتمال التوصل إلى تسوية سلمية، ومن المفترض أن يقدم مبعوث الأمم المتحدة، مارتين غريفيثس، خطة لمفاوضات السلام لمجلس الأمن الشهر القادم، وما شجع المسؤولين هو استعداد حركة أنصار الله للتفاوض، حيث قدموا خططاً لوقف القتال لكل محافظة، بما في ذلك وقف إطلاق الصواريخ. ولكن المشكلة تكمن لدى السعوديين والإماراتيين الذين يبدون مهتمين في السيطرة على الموانئ اليمنية أكثر من إنهاء الحرب.
وهنا يجب أن يأتي الدور الأمريكي، حيث إنّ كلّاً من إدارة أوباما وترامب قدمتا دعماً لا محدوداً للتحالف الذي تقوده السعودية بينما وفي نفس الوقت تحاولان كبح القصف المتهور ومفاقمة الأزمة الإنسانية، فعندما فرض السعوديون حصاراً خانقاً على الحديدة العام الماضي أصدر الرئيس ترامب بياناً دعا فيه السعودية للسماح مباشرة بدخول المواد الغذائية والوقود والماء والأدوية لتصل الشعب اليمني الذي يحتاجها بشدة، فتم تعليق الحصار مباشرة.
وأكدت الصحيفة أن إدارة ترامب وعدت بالمزيد من الدعم للسعودية والإمارات بالرغم من المعارضة الشديدة من الكونغرس فهي تسعى لبيع ما قيمته ملياري دولار من الذخائر للحليفين، ويجب أن تكون بدلاً من ذلك تصرّ على أن تحمّل السعودية مفاوضات السلام محمل الجد وأن يوقفوا مرتزقتهم عن الزحف نحو الحديدة.