الوقت- قال مصدر عسكري سوري، إن وسائط الدفاع الجوي تصدّت لعدوان بالصواريخ على مطار التيفور (وسط البلاد) وأسقطت 8 صواريخ، بعد ساعات من تعهّد الرئيسين الأمريكي والفرنسي "بردّ قوي ومشترك" على "هجوم كيميائي" مزعوم في دوما قرب دمشق.
وأكد المصدر لوكالة سانا السورية، سقوط شهداء وجرحى جرّاء العدوان بالصواريخ على مطار التيفور ووسائط الدفاع الجوي تتصدى للعدوان وتسقط عدداً من الصواريخ، وأضاف المصدر "يرجح أن يكون الاعتداء أمريكياً".
وفي هذا السياق نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله إن قتلى وجرحى سقطوا في الهجوم، مضيفاً إن "وسائط دفاعنا الجوي تتصدى لعدوان بالصواريخ على مطار التيفور وتسقط 8 صواريخ"، فيما قال المرصد السوري المعارض إن 14 مقاتلاً على الأقل قتلوا في القصف.
فرنسا وأمريكا تنفي تنفيذ الهجوم
وفي سياق متصل، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم الاثنين، إنه لا صحة لتقارير عن أي ضربات أمريكية لقواعد سورية، وقال المتحدث باسم البنتاغون لوكالة "سبوتنيك"، رداً على طلب للتعليق على ما إذا كانت واشنطن حقاً قامت بتوجيه ضربة لسوريا، كما ذكرت العديد من وسائل الإعلام، "نحن على علم بالتقارير، ولكن لا يمكننا تأكيد أي شيء".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد الرئيس السوري بشار الأسد بـ "دفع ثمن باهظ" على خلفية شن هجوم كيماوي مزعوم على مدينة دوما السورية، وكتب ترامب، في تغريدة نشرها اليوم الأحد على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "قتلى كثيرون، بينهم نساء وأطفال، سقطوا جراء هجوم كيميائي مجنون في سوريا، وإن المنطقة التي شهدت هذا الحادث الوحشي، معزولة ومحاصرة من قبل الجيش السوري، الأمر الذي يجعل الوصول إليها غير ممكن على الإطلاق من قبل المجتمع الدولي".
ودعا الرئيس الأمريكي إلى فتح الطريق فوراً في المنطقة لوصول المساعدات الإنسانية والتدقيق في الحادث، واعتبر ما حصل "كارثة إنسانية جديدة لا سبب لها"، مضيفاً: "لقد طفح الكيل!"، وهاجم ترامب سلفه، الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بسبب سياساته في سوريا، وقال: "لو عبر الرئيس أوباما خطه الأحمر الذي رسمه على الرمل، لانتهت الكارثة السورية منذ وقت بعيد، ولولى الأسد في غياهب التاريخ".
من جانبه الجيش الفرنسي ينفي تنفيذ أي قصف جوي على مطار التيفور العسكري في سوريا، بعد ساعات من اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها الاثنين إن الرئيسين "تبادلا خلال مكالمة هاتفية المعلومات والتحليلات التي تؤكد استخدام الأسلحة الكيماوية"، مضيفة إنه "يجب تحديد جميع المسؤوليات في هذا الصدد بوضوح"، وأشار البيان أيضاً إلى أن "الزعيمين أصدرا التعليمات لفريقيهما بتنسيق الجهود في مجلس الأمن الدولي الاثنين، وسيناقش الزعيمان الأمر مرة أخرى خلال 48 ساعة".
إلى ذلك امتنعت متحدثة في المكتب الإعلامي للجيش الإسرائيلي عن التعليق على القصف الذي استهدف مطار التيفور العسكري السوري في ريف حمص.
وقاعدة التيفور "T4" العسكرية أو مطار "التياس" كما هو متعارف عليها محلياً، تعرّضت لقصف من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في شهر فبراير الماضي، واعترف جيش الاحتلال آنذاك بالغارة وقال إنها رد على اختراق طائرة إيرانية بلا طيار الأجواء الإسرائيلية، وكانت قد انطلقت من هذه القاعدة.
ويأتي الهجوم الصاروخي على المطار السوري بعد مزاعم تحدثت عن تنفيذ هجوم كيميائي في الغوطة الشرقية وهو ما نفته كل من روسيا وسوريا، حيث نفى رئيس مركز المصالحة الروسي، يوري يفتوشينكو، مزاعم تتهم القوات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما، مشيراً إلى أن بعض الدول الغربية تستخدم هذه المزاعم لعرقلة انسحاب "جيش الإسلام" من المدينة السورية.
كما نفت وزارة الخارجية السورية وقوع هجوم بأسلحة كيميائية بمدينة دوما بالغوطة الشرقية، واتهمت الأذرع الإعلامية لـ"جيش الإسلام" بفبركة ذلك لاتهام الجيش السوري، "في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدمه"، وذلك وفقاً لوكالة الأنباء السورية "سانا".
تواصل تنفيذ اتفاق دوما
ورغم هذه التطورات مازال تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه عصر الأحد بين الجيش السوري ومسلحي "جيش الإسلام" في مدينة دوما مستمراً، حيث خرجت فجر الاثنين، 39 حافلة، تقلّ مسلحي "جيش الإسلام" برفقة عائلاتهم من مدينة دوما في الغوطة الشرقية إلى مدينة جرابلس شمال سوريا، وتم تجميع الحافلات التي خرجت من دوما عند أوتستراد حرستا قبل انطلاقها برتل واحد نحو الشمال السوري، كما تمكن الجيش السوري، من تحرير الدفعة الأولى من المخطوفين الذين كانوا محتجزين لدى إرهابيي "جيش الإسلام" في سجن التوبة في دوما.