الوقت- للجمعة الثانية على التوالي تواصلت فعاليات مسيرة العودة الكبرى على حدود قطاع غزة مع باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث احتشد آلاف المواطنين الفلسطينيين وأشعلوا الإطارات المطاطية لإعاقة آلة القتل الإسرائيلية التي عمدت إلى استهداف المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي ما أدّى إلى استشهاد 4 فلسطينيين في حصيلة غير نهائية.
توجه مئات الشبان الفلسطينيين بعد ظهر الجمعة إلى الحدود للمشاركة في الجمعة الثانية من مسيرة العودة والتي أطلقت عليها اللجنة المنظمة مسيرة "تأبين الشهداء" على حدود غزة، وبدأ الشبان بإشعال الإطارات المطاطية على الحدود الشرقية لمدينة رفح، بقصد منع الجنود الإسرائيليين من الرؤية لمنع قنص المتظاهرين، حيث ارتفعت سحب الدخان الأسود في سماء المنطقة ومنعت الرؤية بشكل كبير، وساعدت حركة الرياح على توجه الدخان الأسود المتصاعد إلى المستوطنات المحاذية للقطاع. وذكر موقع "واللا" العبري، أن “الفلسطينيين اختاروا توقيت إشعال الإطارات بعد الظهيرة بعد متابعة حركة اتجاه الرياح التي ستكون شرقية ما يدفع الدخان نحو المستوطنات"، وحاولت سلطات العدو الضغط على مؤسسات دولية لمنع "فعالية الكاوتشوك"، وأهم ما قامت به هو مخاطبة منظمة الصحة العالمية لإيقافها من قبل الفلسطينيين، نظراً للمخاطر الصحية الجمّة المترتبة عليها، إلا أن محاولتها لم تكلل بالنجاح.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن حصيلة الضحايا حتى بعد ظهر الجمعة، هي إصابة أكثر من 250 مواطناً فلسطينياً واستشهاد 4، ما يعني ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على مسيرة العودة الكبرى منذ يوم الجمعة الماضية إلى 25 شهيداً، ولفتت المصادر الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال تعمّدت استخدام الرصاص المطاطي والغازات السامة والرصاص الحي لإبعاد المتظاهرين عن السياج الشائك ومنعهم من اجتيازه ودخول الأرض المحتلة، وأشارت إلى أن جيش الاحتلال استخدم الطائرات في محاولة لإطفاء الإطارات المشتعلة ومن ثم لإطلاق الغازات السامة باتجاه غزة.
وفي سياق متصل قالت وسائل إعلام فلسطينية إن الفلسطينيين المشاركين في مسيرة يوم الجمعة أحرقوا صور الملك السعودي وابنه ولي العهد احتجاجاً على خطوات المملكة التطبيعية مع كيان الاحتلال بعد أن اعترف محمد بن سلمان قبل يومين بالكيان الإسرائيلي وبما أسماه "حق اليهود" في إقامة دولة في فلسطين المحتلة وهو ما لاقى استنكاراً فلسطينياً شعبياً كبيراً على المستوى الشعبي والرسمي.
وأطلَق الشبان الغاضبون شعارات دعت الملك سلمان لوقف التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، كما انتقدوا الهرولة من بعضِ الدولِ العربية لإقامة علاقاتٍ مع كيان الاحتلال. وبالقربِ من حدودِ غزة الشرقية وعلى مقربة من جنودِ الاحتلالِ الإسرائيلي لَوّح الشبان بصورِ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المحروقة وسط التأكيدِ على الاستمرارِ بمقاومة الاعتداءات الإسرائيلية والرفض المطلق لسياسة بعضِ الدولِ العربية التي تريد تصفية القضية الفلسطينية.
بدورها أكدت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار على استمرار الفعاليات المطالبة بالعودة وكسر الحصار، ودعت الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة في تأبين شهداء يوم الأرض، مشددة على سلمية وشعبية هذه الفعاليات.
أما منظمة "بتسيلم" لحقوق الإنسان في الكيان الإسرائيلي، فقد ناشدت جنود الاحتلال رفض الأوامر والامتناع عن إطلاق النار على المتظاهرين السلميين، وقالت المنظمة في بيان لها إنه "من غير القانوني أن يتم إطلاق النار على متظاهرين عزل، ومثل هذا الأمر غير قانوني مطلقاً".
كما أكد مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي مالدينوف أنه "يتعين السماح للمظاهرات والمحتجين بالمضي بشكل سلمي، ويجب عدم تعريض المدنيين "خاصة الأطفال" للخطر أو استهدافهم بأي شكل من الأشكال"، ودعا المسؤول الأممي القوات الإسرائيلية إلى "ممارسة أقصى حد من ضبط النفس اتجاه المتظاهرين".
وتأتي هذه التظاهرات، التي تحظى بإجماع فلسطيني كبير، بعد أسبوع واحد على مسيرات يوم الأرض التي سقط فيها 18 شهيداً فلسطينياً وإصابة المئات، حيث تجمهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل للمطالبة بالعودة، لكن جيش الاحتلال عمد إلى قمع الفعاليات السلمية بالقوة واستهدف المدنيين ما أثار موجة انتقادات دولية واسعة.