الوقت- لم يتوان تنظيم داعش الإرهابي خلال شهر الرحمة عن إستهداف "بني آدام" على مختلف إنتماءاتهم الدينية والعرقية، حيث شهد يوم أمس الجمعة تفجيرات دموية عدّة حصدت حوالي 211شهيد، ومئات الجرحى.
توزعت التفجيرات الداعشية هذ المرّة على القارات الثلاث( آسيا، أفريقيا وأوروبا) مستهدفةً الشيعة في مسجد الكويت، والسنة في تونس والأكراد في عين العرب والمسيحيين في أوروبا.
تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت
بینما تبنى تنظيم داعش الإرهابي الإنفجار العنيف الذي إستهدف مسجد الإمام الصادق(ع) في الكويت أمس الجمعة، أعلن وزير الصحة الكويتي علي العبيدي ارتفاع عدد الشهداء الى 27 شهيدا وعدد المصابين الى 227 حیث اعلنت البلاد الحداد العام اليوم السبت .
وأضاف العبيدي، في تصريحات مساء الجمعة، أن الوزارة استنفرت وأعلنت حالة الطوارئ لاستقبال جميع المصابين، داعيا الله عز وجل لهم بالشفاء العاجل .
وتناقلت وسائل الاتصال الاجتماعي شريط فيديو قالت انه للانتحاري الذي فجر نفسه اثناء صلاة الجمعة في مسجد الامام الصادق عليه السلام . ويظهر الفيديو الارهابي لدى دخوله المسجد بطريقة مريبة حيث يضع يديه على الحزام الناسف بحالة الاستعداد للتفجير. وبعد ثواني قليلة يحدث الانفجار .
واثر الحادث الدموي، قرر مجلس الوزراء الكويتي إعلان اليوم السبت يوم حداد "على أرواح حادث الانفجار الإرهابي" وذلك خلال اجتماع طارئ عقده أمس الجمعة .
وأعلنت مستشفيات عدة حالة الطوارئ لمعالجة الجرحى، ودعت بنوك الدم المواطنين إلى التبرع .
هجوم على فندقين في تونس
وفي تونس، ارتفعت حصيلة الهجوم الإرهابي الذي شنه أمس الجمعة طالب تونسي مسلح برشاش كلاشنيكوف على فندق بولاية سوسة السياحية في الساحل الشرقي التونسي، الى 37 قتيلا و36 جريحاً بعضهم في حالة حرجة .
وأكدت مصادر إعلامية تونسية أن من بين القتلى سياح اجانب في الهجوم الذي استهدف فندق "إمبيريال بالاس" في سوسة، في حين أوضح شهود عيان أن منفذ العملية تسلل إلى الشاطئ وقد أخفى سلاحه الكلاشنيكوف تحت مظلة يحملها، وأطلق النار بصورة عشوائية على السياح.
هذا وكشف كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي في تصريح صحفي، أن أحد منفذي العملية الإرهابية هو تونسي الجنسية وينحدر من منطقة القيروان وسط تونس، كما تبين أنه طالب بالجامعة .
وفي سياق متصل قال شرطي الأربعاء أن قوات الأمن اعتقلت انتحاريا كان يحاول تفجير قبر أول رئيس لتونس الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير. وتزامن احباط الهجوم مع تفجير انتحاري فجر فيه المهاجم نفسه قرب فندق بمنتجع سوسة السياحي .
ويأتي هذا التفجير في وقت تشهد فيه البلاد هجمات متكررة من طرف مسلحين يعتقد على نطاق واسع أنهم من التنظيمات الجهادية التي وجدت موطئ قدم لها في تونس مستغلة بذلك الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد منذ ثورة 14 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي .
146 قتيل في الهجوم على كوباني
إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، عن مقتل 146 مدنيًا على يد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة عين العرب كوباني السورية .
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد، إن التنظيم دخل كوباني الواقعة على الحدود مع تركيا يوم الخميس ثم اندلعت اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردية في المدينة .
وأضاف أن الهجوم يمثل ثاني أكبر مذبحة يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق المدنيين منذ مقتل المئات من أبناء عشيرة الشعيطات السنية في شرق سوريا العام الماضي .
وتسلل المسلحون إلى المدينة متنكرين بثياب القوات الكردية والجيش الحر، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق إن المعارك مستمرة في أكثر من 5 نقاط داخل المدينة بين القوات الكردية و"داعش ".
وفي حين حمّل الأكراد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مسؤولية الهجوم على المدينة وذلك من خلال السماح لعناصر تنظيم داعش الإرهابي بالمرور من الأراضي التركية للهجوم على كوباني والتخلص من الأكراد على الحدود التركية ومنع أي تحالفات مع الأكراد في الداخل، نفى الأخير هذه الاتهامات.
مصنع غاز في فرنسا
وفي فرنسا، أعلنت وزارة الداخلية أنها تعرفت على هوية منفذ الهجوم على مصنع أميركي للغاز الصناعي قرب (جنوب شرقي البلاد) وأنه يدعى ياسين صالحي. وقد أسفر الهجوم الذي وقع صباح اليوم الجمعة عن قتل شخص وإصابة آخرين.
وحسب الداخلية الفرنسية فإن صالحي (35 عاما) ينحدر من منطقة إيزير حيث وقع الحادث قرب محافظة ليون، وأن له علاقة بالتيار السلفي، مشيرة إلى أن سجله القضائي فارغ.
وكان الهجوم قد خلف قتيلاً وجريحين. وحسب شهود، فإن شخصين مجهولي الهوية استخدما سيارة في عملية اقتحام مصنع للغاز، مما تسبب في تفجير عبوات صغيرة داخل المصنع.
وذكرت مصادر رسمية العثور على جثة مقطوعة الرأس قرب الموقع وإصابة شخصين بجروح طفيفة. وعلق الرأس المقطوع على سياج قرب المصنع بجانبه علم كتب عليه باللغة العربية.
وتبين لاحقا أن الرجل الذي قطع رأسه هو مدير شركة نقل تنظم الدخول إلى المصنع، وهو في الأربعينيات من عمره، وتبين أن صالحي يعمل فيها، تمكن من دخول ساحة الموقع عبر سيارة تابعة لشركة النقل.
وفي تصريح لوزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، اعتبر أن "بصمة جهاديين تقف وراء الحادث".
من جانب آخر، أشارت مصادر قضائية إلى أن الشرطة تحفظت على زوجة المشتبه في تنفيذه الهجوم.