وقال ليبرمان خلال مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان فترة الحكومة الرابعة لنتنياهو ستنهار بحلول نهاية عام 2015، وإنه يعتقد أن الانتخابات القادمة ستكون في ربيع عام 2016، معتبراً أنه لا حاجة للعمل على إسقاط الحكومة فهي تفعل ذلك بنفسها، وليس هناك فرصة لأن تستمر، لأنها بلا رؤية، ودون اتجاه، وتعمل دون خطة، حسب تعبيره.
وأثارت تصريحات ليبرمان ضجة إعلامية كبيرة في الكيان الإسرائيلي، ما استدعى وسائل الإعلام كافة لنقل الخبر بشكل عاجل.
وفي وقت سابق شنّ نتنياهو، هجوماً على ليبرمان متهماً إياه بالسعي لإسقاط حكومته. وقال في اجتماع مع نشطاء من حزب "الليكود": "لا اعتقد أن أحداً ممن صوّت لحزب ليبرمان كان سيدلي بصوته لهذا الحزب، لو علم أنه يخطط للانضمام إلى الأحزاب اليسارية من أجل تقويض الحكومة التي يرأسها حزب "الليكود". وكان نتنياهو يشير بذلك إلى رفض ليبرمان، الانضمام إلى الائتلاف الحكومي برئاسته.
وشهدت العلاقة بين ليبرمان ونتنياهو أزمة وصلت حد انقطاع الاتصالات بينهما، وانتقد ليبرمان الاتفاق الذي وقعه "الليكود" مع حزب "يهودوت هتوراه" الذي يلغي عدداً من القوانين التي بادر ليبرمان لسنها كقانون ما يسمى "تقاسم الأعباء" والتي يعتبرها من إنجازاته في الدورة الماضية.
ومن المعروف أن الائتلاف الحكومي الحالي الذي يضم أحزاباً يمينية، وهي "الليكود" برئاسة نتنياهو، و"كلنا" برئاسة وزير المالية موشيه كحالون، و"شاس" برئاسة وزير الاقتصاد أرييه درعي، و"يهودوت هتوراه" برئاسة نائب وزير الصحة يعقوب لتسمان، و"البيت اليهودي" برئاسة وزير التعليم نفتالي بنيت، لايحظى سوى بثقة 61 عضواً في الكنيست المكون من 120 عضوا.
ونقلت صحيفة "هارتس" على موقعها الالكتروني قول ليبرمان: "لقد توصلنا إلى استنتاج واضح ولا لبس فيه انه لن يكون صائباً من وجهة نظرنا ان ننضم إلى الائتلاف الحالي".
وشكّل إعلان ليبرمان، هزة سياسية غير متوقعة وصدمة حقيقية لنتنياهو، وهو ما اعتبره سياسيون بأنه سينعكس على قوة الحكومة وإمكانية التعجيل بإسقاطها.
وذكرت القناة السابعة في تلفزيون الكيان الإسرائيلي عن قيادي في الليكود، لم تسمه، قوله إن ليبرمان ينتقم اليوم من نتنياهو سياسياً بقراره التوجه للمعارضة.
من جانبه قال "موشيه كحالون" الشريك الرئيسي لنتنياهو في الحكومة ورئيس حزب "كلنا" إن حكومة يدعمها 61 عضواً فقط في الكنيست ستفشل ولو بعد حين.
بدوره قال "أرييه درعي" رئيس حزب "شاس" وأحد الشركاء في الحكومة في تصريح نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت": "كنا نطمح أن تقوم حكومة واسعة، لكن هذا لم يحدث، ولم تبذل الجهود المطلوبة لتشكيل هذه الحكومة".
كما رحّب "يائير لابيد" وزير المالية السابق ورئيس حزب "يوجد مستقبل" في تصريحات صحفية بقرار ليبرمان معتبراً أن الحكومة تحمل بذور الفشل في الكثير من الملفات بينها الصحة والتعليم.
ووفق المحللين السياسيين والمراقبين يحاول ليبرمان الضغط على حكومة نتنياهو ويراهن على سقوطها لأنه بات مقتنعاً بأن الظروف الحزبية والسياسية في الكيان الإسرائيلي باتت ملائمة له للتنافس على كرسي رئاسة الحكومة، ولهذا بدأ يؤهل نفسه لهذا الدور رغم الوعود التي قطعها لشريكه السياسي السابق - نتنياهو - بأنه لن يتنافس أمامه على هذا المنصب.