الوقت- ماتزال قضية المقاوم الفلسطيني أحمد جرار، منفذ عملية نابلس الأخيرة، تسبب هستيريا لكيان الاحتلال بعد فشل أكثر من محاولة إسرائيلية لاعتقاله رغم عدد الأجهزة الأمنية التي تتعقبه وتسعى للقبض عليه.
حيث فشل الجيش الإسرائيلي للمرة الثانية خلال أسبوعين في القبض على جرار، الذي يتهمه بالوقوف خلف عملية نابلس التي أدت الى مقتل مستوطن في شهر يناير/كانون ثاني الماضي، واضطرت القوات الإسرائيلية المدرعة التي اقتحمت قرية كفير وبرقين في جنين أمس السبت الى الانسحاب خالية الوفاض، وقامت باعتقال عدد من الشباب الفلسطينيين للتغطية على فشل العملية.
وزير الحرب الإسرائيلي افيغدور ليبرمان حاول تجميل نتائج عملية جنين الفاشلة، قائلاً:" على الرغم من امتلاكنا معلومات كافية عن هوية المنفذين، إلا أن الجيش والأجهزة الأمنية لا تمتلك الصورة الكاملة، ولكن من الواضح أننا أحدثنا ضررًا للخلية المسؤولة عن الحادث، وهذا حدث لم نشهده منذ وقت طويل" وأضاف: "الخلية العاملة في جنين هي خلية منظمة وتمتلك بنية تحتية قوية، لكن الجيش سوف يغلق الدائرة عليهم".
عملية عسكرية سابقة لم تكن أفضل حظاً
وخلال أقل من شهر نفذ جيش الاحتلال العديد من العمليات العسكرية الفاشلة في الضفة الغربية بحثاً عن جرار، كان من بينها عملية واسعة في 17 كانون الثاني الماضي عندما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين واشتبكت مع مقاومين، مما أسفر عن استشهاد الشاب أحمد إسماعيل جرار (31 عاما) وهو ابن عم الشاب أحمد نصر جرار الذي تطارده قوات الاحتلال كما اسفرت الاشتباكات عن إصابة عنصرين من القوات الخاصة المسماة "يمام" التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
كذلك حاصرت قوات الاحتلال خلال الشهر المنصرم منزل عائلة جرار في برقين، وهدمت 4 منازل واعتقلت عدد من أقارب المطارد جرار، مبارك جرار وشقيقه مبروك جرار ومصطفى جرار وابراهيم عبيدي من برقين، فيما اعتقلت ذيب ارشيد وقعقاع ارشيد من الكفير، قبل انسحابها.
جيش جرار يلاحق جرار
جيش الاحتلال اعترف أنه سخر كل إمكانياته للقبض على جرار حياً أو ميتاً، مؤكداً أن وحدات إسرائيلية خاصة الى جانب وحدة من لواء جفعاتي، وعناصر من وحدات حرس الحدود الإسرائيلي، بالإضافة الى وحدات المستعربين كلها وتشارك في عمليات ملاحقته.
كذلك اشارت أجهزة الأمن الإسرائيلية الى أهمية جرار وعمليته البطولية في نابلس، وتعتبر أن خليته تلقت دعماً من الخارج، أو من حركة حماس كون الجرار استخدم سلاحاً متطوراً من طراز M16، بالإضافة الى اختيار مكان تنفيذ العملية الذي من المفترض أن تكون عين جيش الاحتلال واسعة عليه كونه طريق يمتد من نابلس حتى قلقيلية، ويقطعه شارع يقع عليه ما يزيد على 40 قرية فلسطينية وأكثر من 10 مستوطنات.
وفي هذا الصدد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت ان منفذ عملية نابلس مسلح، وإنه لن يختار تسليم نفسه حال تم العثور عليه، بل سيختار المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن المؤسسة الأمنية لن تستطيع كشف شيفرة العملية إلا بعد اعتقال الجرار ولهذا فقد سخر الشاباك وسائل تكنولوجية متطورة لهذا الهدف، وتضيف الصحيفة أن مطاردة أحمد جرار تعتبر من أكثر عمليات الملاحقة المكثفة التي سجلت لمطاردة فلسطيني في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة، وأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مستمرة في عملياتها لاعتقال قائد الخلية التي قتلت الحاخام أزرائيل شيفح في نابلس.
عملية نابلس وانعكاسها على الداخل الاسرائيلي
واستطاعت العملية أيضا أن تلفت الرأي العام داخل الاحتلال بعد أن أظهرت نقطتين غاية في الأهمية: الأولى أن الضفة الغربية ما زالت قادرة على ايلام الكيان الاسرائيلي عسكريًا عبر عمليات منظمة فردية أو من خلال مجموعات ، والنقطة الثانية والأهم أظهرت عجز تل أبيب وجيشها المدجج بالمعدات الحربية وأدوات المراقبة، من تعقب خلية من بضع أفرد واعتقالها، ونجاح الخلية بالانسحاب والاختفاء حتى هذا اليوم.
جرار مصيره الشهادة، لاسيما أن هذا ما يسعى اليه منذ أن أقدم على عمليته البطولية، لاسيما أن جيش الاحتلال ليس فقط من يلاحقه، اذ أن الأمن الفلسطيني التابع للسلطة يلاحقه أيضا ويلاحق كل منفذ للعمليات البطولية، في ظل أنباء تتحدث أن عناصر من الشاباك والموساد تشارك بالتحقيق مع المعتقلين لدى أجهزة السلطة.