الوقت- قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم في مقال اقتصادي لها نقلاً عن مؤسسة أوكسفام الاقتصادية أن الشرخ الاقتصادي في الثروات قد ازداد بمعدل 13 في المئة سنوياً في الفترة ما بين عامي 2006 و 2015 أي أسرع بست مرات من أجور متوسط العمال.
وبحسب الصحيفة البريطانية أثارت منظمة أوكسفام القلق بشكل خاص بشأن أجور النساء، قائلة: " إنهن يكسبن دائماً أقل من نظرائهن الذكور وغالباً ما يشغلن الأعمال الأقل أماناً".
وقد كشف التقرير الجديد الذي أعدته منظمة أوكسفام عن أن أكثر من 80 في المئة من جميع الثروات المتولدة عالمياً في العام الماضي تتدفق إلى خزائن الأثرياء أي بنسبة واحد في المئة من السكان.
كما أظهر البحث أن 3.7 مليارات شخص هم أفقر نصف السكان وقال مارك غولدرينغ، الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام في المملكة المتحدة: "هناك شيء خاطئ جداً في ظل اقتصاد عالمي يسمح بنسبة 1 في المئة للاستمتاع بنصيب الأسد من الزيادات في الثروة، بينما يفشل النصف الأفقر من البشرية".
وأضاف بالقول: "إن تركيز الثروات الشديدة في القمة ليس علامة على ازدهار الاقتصاد ولكنه أحد مظاهر النظام الذي يفشل بمساعدة الملايين من الناس الذين يعملون بجد وبأجور زهيدة".
وتدعو منظمة أوكسفام إلى "إعادة النظر في النماذج القانونية والتجارية التي تعطي الأولوية لعائدات المساهمين على الأثر الاجتماعي الأوسع"، وقال إن الأرقام الجديدة تؤكد "كيف تؤثر الشركات المفرطة على صنع السياسات وتآكل حقوق العمال وحملة لا هوادة فيها للحد من التكاليف من أجل تحقيق أقصى قدر من العائدات للمستثمرين جميعاً وهذا الأمر يساهم في اتساع الفجوة بين الأغنياء والباقين ".
وارتفعت الثروة بمعدل 13 في المئة سنوياً بين عامي 2006 و 2015 بالنسبة للأغنياء وهو ما يزيد بست مرات عن أجور متوسط العمال، وفقاً للمنظمة.
وقالت المجموعة أيضاً إن الأمر يستغرق أربعة أيام فقط للرئيس التنفيذي لواحدة من أكبر خمسة تجار أزياء في العالم لكسب ما سيكسبه عمال الملابس البنغلاديشيين في حياتهم كلها.
وأثارت منظمة أوكسفام القلق بشكل خاص بشأن أجور النساء، قائلة إنهن يكسبن دائماً أقل من نظرائهن الرجال ووفقاً لمعدلات التغيير الحالية، وتتوقع المجموعة أن تستغرق الفجوة العالمية في الأجور وفرص العمل بين النساء والرجال في جميع أنحاء العالم 217 سنة.
وقال غولدرينغ: "لقد قطع العالم خطوات كبيرة نحو القضاء على الفقر، لكن التقدم يمكن أن يكون أسرع إذا بذلنا المزيد من الجهود لكسر الحواجز التي تعوق أفقر الناس في العالم".، "لكي يكون العمل طريقا حقيقيا للخروج من الفقر، علينا أن نضمن حصول العمال العاديين على أجر معيشي، وأن يعملوا ضمن ظروف لائقة، وألّا تتعرض المرأة للتمييز. وإذا كان هذا يعني تقليل الثروات للأغنياء فإن هذا الثمن يجب أن نكون مستعدين لدفعه ".
وأشارت البيانات التي جمعها البنك السويسري كريدي سويس، أوكسفام إلى أن 42 شخصاً يمتلكون الآن نفس الثروة مثل 3.7 مليارات الذين يشكلون أفقر 50 في المئة من الأفراد. وفي عام 2009، كان الرقم 380.
وعلى الرغم من أن عدم المساواة يبدو أنه يزداد سوءاً، قالت أوكسفام إن مسح 70،000 شخص في جميع أنحاء المملكة المتحدة وتسعة بلدان أخرى بيّن مؤخراً أن ما يقرب من ثلثي الناس يقولون إنهم يريدون من حكوماتهم معالجة عاجلة للفجوة الاقتصادية الكبيرة والمتنامية في الدخل.
واستناداً إلى هذه الأرقام، سوف يستغرق متوسط عامل بدوام كامل 160 سنة لكسب ما يمكن أن يسجله الرئيس التنفيذي المتوسط خلال عام واحد.
وأظهرت البيانات في نهاية ديسمبر والتي جمعتها بلومبرغ أن أغنى الناس على كوكب الأرض أضافوا ما يزيد عن 1 تريليون دولار إلى ثروتهم الجماعية في عام 2017 – أي أكثر من أربعة أضعاف مكاسب العام الماضي - وذلك بفضل ارتفاع أسعار الأسهم.
واعتباراً من يوم الجمعة، تصدرت أسهم جيف بيزوس التي تتبع قائمة المليارديرات مع إجمالي القيمة الصافية المقدرة بـ 109 بليونات دولار تليها مايكروسوفت والمشارك بيل غيتس والممول المخضرم وارن بافيت في 94 بليون دولار و 91.7 بليون دولار على التوالي.
يذكر أن بحث أوكسفام يأتي عشية بدء المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس - وهو تجمع سنوي للنخبة السياسية والتجارية في سويسرا، ويبرز عدم المساواة في الثروة بانتظام كبند بارز من بنود جدول الأعمال في المنتدى.