الوقت- تناقلت عدداً من وسائل الإعلام الغربية والعربية في الآونة الأخيرة الكثير من الأخبار التي أفادت بحدوث هزة غير مسبوقة ومحاولة للانقلاب على النظام في الأردن مشيرة إلى أن السعودية والإمارات لعبتا دوراً هاماً وقدمتا الكثير من الدعم المالي واللوجستي خلال الأشهر القليلة الماضية لبعض القادة العسكريين في الأردن للقيام بهذا الانقلاب، حيث أعربت وسائل الإعلام تلك أن الملك الأردني "عبد الله الثاني" اصدر أوامره باعتقال أخويه الأمير فيصل والأمير علي وابن عمه الأمير محمد بن طلال بعد تلقيه بعض التقارير الاستخباراتية التي أفادت بوجود اتصالات مباشرة ومستمرة بين هؤلاء الأمراء وبين ولي عهد السعودية "محمد بن سلمان" وولي عهد أبو ظبي "محمد بن زايد" هدفت إلى القيام بانقلاب للإطاحة بالملك من العرش الأردني.
وفي سياق متصل اصدر موقع "SURA" للأنباء بياناً حول محاولة الانقلاب هذه، حيث قال: " أوامر ملكية بإحالة مبكرة إلى التقاعد للأمراء الثلاثة وإبعادهم عن المناصب التي كانوا يشغلونها في القوات المسلحة الأردنية". ورجح الكثير من المحللين السياسيين بأن هذه الإحالة المبكرة للتقاعد أتت بعد محاولة أولئك الأمراء على الانقلاب وأشار المحللين إلى أن سبب دعم السعودية والإمارات لذلك الانقلاب، يرجع إلى الموقف الذي اتخذته الأردن حيال بعض قضايا المنطقة كالأزمة القطرية وقضية القدس. فيما أعربت بعض الصحف الفلسطينية بأن أسباب ذلك الانقلاب ترجع إلى عدم موافقة الملك الأردني على اقتراح ولي عهد أبوظبي بضرورة دعم القيادي الفلسطيني "محمد دحلان" لكي يترأس حركة "فتح" خلفاً للرئيس الفلسطيني الحالي "أبو مازن".
وفي السياق نفسه اكد الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي "تيك ديبكا"، بأن الأردن شهدت خلال الأيام القليلة الماضية محاولة انقلاب داخلية مدعومه من السعودية والإمارات. ولفت هذا الموقع بأن السلطات السعودية والإماراتية أرسلت قبل عدة أيام رسائل تحذيرية للسلطات الأردنية وطالبتها بفك تحالفها مع تركيا وقطر. واكد هذا الموقع الإسرائيلي أيضا بأن السلطات الأردنية استطاعت أن تحتوي تلك الأزمة وتحبط ذلك الانقلاب بعد أن رصدت أجهزتها الاستخباراتية اتصالات أولئك الأمراء مع السعودية والإمارات.
من جهته كتب الدكتور "نائل الشافعي"، مدير موسوعة المعرفة والمحاضر في معهد "ماسات شوستس" للتقنية، تغريده على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حيث قال:" إن ملك الأردن عبد الله الثاني عزل أخويه؛ فيصل وعلي وابن عمه طلال بن محمد من قيادة الجيش الأردني بعد أن اعترضت المخابرات الأردنية اتصالاتهم المشبوهة بوليي العهد، السعودي والإماراتي، والتي كانوا يتباحثون فيها عن مخطط للانقلاب ضد الملك ولفت الدكتور "الشافعي" أن الأمراء الثلاثة الآن هم قيد الحبس المنزلي. وأضاف "الشافعي"، قائلا: "من ناحية محمد بن سلمان، فأنا أرى أنه سيسعى لإنهاء حكم "آل سعود" لتصبح مملكة ثم جمهورية محصورة فيه وفي نسله من بعده وهذا لا يتأتى مع بقاء الأسرة الغريمة "الهاشميون" في الحكم في الأردن، ولذلك يود إنها الحكم الهاشمي في الأردن".
من جهة اخرى صرح اليوم السبت مصدر رسمي اردني رفيع المستوى لوكالة "الأناضول"، بعد انتشار تقارير صحفية أكدت بان السلطات الأردنية استطاعت إفشال ذلك الانقلاب، بأن " قرار العاهل الأردني عبد الله الثاني بإحالة ثلاثة أمراء من الخدمة العسكرية إلى التقاعد هو أمر طبيعي". وأضاف ذلك المصدر أيضا أن : "الأمراء الثلاثة تسلسلوا في رتبهم العسكرية كغيرهم من أبناء الوطن إلى أن وصلوا إلى أعلى الرتب".
وفي سياق آخر اصدر الديوان الملكي في الأردن يوم امس السبت بيانا نفى فيه ما تم تناقله عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي حول وقوع محاولة للانقلاب هدفت إلى الإطاحة بالملك ولقد جاء في هذا البيان: "تناقلت بعض المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي إشاعات وادعاءات باطلة ملفقة ومغرضة تشيع الأكاذيب تسيء إلى أصحاب السمو الملكي الأمراء فيصل بن الحسين وعلي بن الحسين وطلال بن محمد وسيقوم الديوان الملكي الهاشمي بالملاحقة القانونية لكل من يسيء أو ينشر الأكاذيب، والمزاعم الباطلة بحق أصحاب السمو الملكي الأمراء والأسرة الهاشمية، حيث أن ما نشر من أخبار مختلقة أخيراً يهدف إلى الإساءة إلى الأردن والنيل من مؤسساته".
وفي نفس السياق أعربت وكالة "بترا" الأردنية الرسمية، أن الملك الأردني عبد الله الثاني وجه للأمراء الثلاثة رسائل شكر وتقدير بعد إحالتهم إلى التقاعد من القوات المسلحة الأردنية ولفتت هذه الوكالة أن الملك وصفهم قائلا: "لقد كانوا من خيرة ضباط الجيش، أوفياء مخلصين للأردن والعرش الهاشمي".
الجدير بالذكر هنا أن محاولة الانقلاب تلك التي نشرتها بعض الصحف الغربية والعربية غير مستبعدة وان السعودية والإمارات كان لهما دورا بارزا فيها وذلك لان الساحة العربية شهدت في الآونة الأخيرة الكثير من التدخلات في شؤونها الداخلية من قبل النظام السعودي والإماراتي اللذان عملا بجهد على زعزعة امن منطقة الشرق الأوسط وقدما الكثير من الدعم لبعض الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.