الوقت- قالت وزارة الخارجية الايرانية اليوم الاثنين انها ليست قلقة من اي سلوك من قبل امريكا والآخرين، وقالت، لقد خططنا لكل الفرضيات التي قد تحدث، ويمكننا ان ننفذ سياساتنا بناء على التعامل بالمثل وأن نواصل مسارنا.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية، بهرام قاسمي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي إن امريكا قد ترتكب خطأ استراتيجيا فيما اذا لم تتحر الدقة في تناولها موضوع قدراتنا الصاروخية والحرس الثوري، وبشكل عام لن يكون ذلك في مصلحتها.
وردا على سؤال بشأن الحظر الامريكي الجديد ضد ايران، والمقرر التصويت عليه يوم غد، وايضا بشأن مصير الاتفاق النووي، اعتبر بهرام قاسمي هذا الاتفاق بأنه اتفاق دولي متعدد الاطراف وقد صادق عليه مجلس الامن الدولي، مضيفا أنه ليس من السهل لأحد الاعضاء انتهاك أو إلغاء او تقويض هذا الاتفاق لتمتعه بآليات معززة، ولو لم يكن سهلا لكان قد حدث ذلك مبكرا جدا. وأضاف قاسمي قائلا: نأمل ان يكون لدى الإدارة الامريكية قدرا من الحنكة والعقلانية اللازمة، بحيث لا تورط نفسها والشعب الاميركي في متاعب جديدة فيما يتعلق بالاتفاق النووي، لكي يمضي الاتفاق في مساره.
وفي معرض إجابته على سؤال حول التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف بأنه إن أبدت امريكا حسن نيتها فإن ايران ستكون مستعدة للتحاور في المجالات الاخرى ايضا، قال قاسمي: لقد كان الاتفاق النووية بالنسبة لنا نوعا من الاختبار لنرى في المستقبل هل توجد إمكانية الحوار بشأن القضايا الاخرى مع الدولة التي بيننا وبينها حاجز كبير من عدم الثقة.. ولكن من المؤسف او لعله من دواعي السرور ان الامريكيين أثبتوا عمليا أنهم غير جديرين بالثقة، ومن خلال عرقلاتهم ونقضهم للعهود في مجال الاتفاق النووي عملوا على توسيع حاجز الثقة.
وبشأن تعامل الادارة الامريكية تجاه الاتفاق النووي، اوضح قاسمي أن القول والعمل قد لا يتفقان على الدوام، فلا يمكن التنبؤ بالسلوك المستقبلي وتحليله بمجرد بعض التصريحات، لافتا الى ان الانباء تحدثت ان ترامب شكل فريقا في البيت الابيض لدراسة موضوع الاتفاق النووي، وهذا ليس موضوعا جديدا ويأتي استمرارا للمواضيع السابقة والتصريحات التي نسمعها من داخل واشنطن.. ولابد ان ننتظر لنرى الى أين ستؤدي هذه التصريحات، مؤكدا ان ما هو هام لنا الافعال لا الاقوال.. ونحن نرصد بدقة فائقة افعال امريكا وتصرفاتها، ونتخذ قراراتنا في هذا المجال.
وردا على سؤال آخر بشأن الاتفاق النووي، أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية اننا نرصد بجدية ودقة تامة موضوع الاتفاق النووي وسلوك جميع اعضاء مجموعة 5+1.
وأشار قاسمي الى الاجتماع الاخير للجنة المشتركة المشرفة على الاتفاق النووي بمدينة فيينا، مبينا اننا طرحنا في هذا الاجتماع بالتفصيل حالات القصور والتنصل ونقض الوعود من قبل امريكا، وقد استمعنا لمواقف الاعضاء، بحيث اكد جميعهم على التزامهم بالاتفاق. وأكمل: انه نظرا للانتهاكات الحاصلة، فإننا سنستفيد من آلية اللجنة المشرفة على الاتفاق النووي، وسنطرح مواضيعنا بصدق وبدقة، وسنواصل هذا الوضع، ونأمل ان ينفذ جميع الاطراف التزاماتهم مثلما التزمت ايران وحسب اعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها، وان يضعوا هذا المبدأ الأساسي بعين الاعتبار من اجل الحفاظ على الاتفاق.
وبشأن التصويت على الحظر الامريكي الجديد ضد ايران والمقرر يوم غد الثلاثاء، قال بهرام قاسمي: سنعلن عن مواقفنا بعد اتضاح نتيجة التصويت في الكونغرس.. اننا نعارض اي حظر من اي دولة كانت وتجاه اي دولة كانت، ونعتقد ان الحظر أداة مجحفة وعديمة الجدوى، وقد شهدنا في السابق، كما ان الامريكيين يدركون ذلك بشأن ايران، ان ايران تمكنت في حقبة الحظر من الاستفادة من طاقاتها بشكل أكبر اعتمادا على ذكاء كوادرها البشرية. ومضى قاسمي قائلا: ان الحظر اجراء عدائي ومستهجن ومرفوض، ولن يكون له اي جدوى سوى زيادة التوتر وإبداء العداء تجاه شعب خرج للتو من انتخابات عظيمة رائعة، وبالتالي هذا يثبت كيف تتصرف امريكا بازدواجية بين ديمقراطية منتخبة من قبل الشعب وبين الانظمة الديكتاتورية في المنطقة التي تنحصر ثرواتها في دولاراتها النفطية.