الوقت- قالت صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم في مقال للكاتب "ويس مور" رئيس مؤسسة "روبن هوود" الخيرية، إن الحرب على الفقر التي يدعي الغرب القيام بها هي حرب على الفقراء وقد أتت بنتائج عكسية.
حيث قال الكاتب: "لقد نشأت على حافة الفقر في حي بالتيمور وبرونكس خلال الثمانينات والتسعينات أتذكر تلك الشوارع التي لا يمكن أن يمر فيها أي أحد بعد حلول الظلام، أي إن التنقل فيها يعني القتل، وفي محاولة للوصول إلى المنزل بأمان ودون حصول أي ورطة، كان الشعور الذي ينتاب الذين يعيشون في تلك المجتمعات المهملة أنهم في حالة من الحصار المستمر.
وتابع الكاتب بالقول إن الفقر هو شيء رهيب وفظيع، بل هو وباء ممكن أن يغزو ويصيب كل حياتنا ومجتمعاتنا وبيوتنا، ومخازننا ومدارسنا، وعملنا، وصحتنا، حيث إنه وقبل نصف قرن أدعى الرئيس الأمريكي السابق ليندون جونسون أنه سينهي آفة الفقر في الولايات المتحدة - "حرب غير مشروطة على الفقر"، وهذا الشخص نفسه هو الذي يعتبر بأنه محارب قديم شارك في الحرب في أفغانستان، وأنا الذي أعرف مستوى الجهد الذي تقوم به أمريكا لكسب الحروب، ولكن ومنذ 53 عاماً ومنذ تعهد جونسون، تخلت أمريكا عن هذا الالتزام وهذه المسؤولية، والنتيجة هي أننا قريبون من النصر الآن أكثر مما كنا عليه من قبل، فمنذ عام 1973، ومعدل جيراننا الذين يعيشون في الفقر المدقع بات مرتفعاً بشكل كبير بينما اقتصادنا ما زال ينحدر نحو الهاوية أكثر من ذي قبل.
والأسوأ من ذلك، هو أن الحرب المزعومة على الفقر أصبحت حرباً على الفقراء، وأقول هذا ليس لانزعاجي من أي إدارة معينة أو حزب سياسي، ولكن بسبب فشل سياسات الإسكان من السبعينات ومن خلال السياسات الضريبية منذ الثمانينات، ووجهود الرعاية وإصلاح العدالة الجنائية منذ التسعينات والسياسات التعليمية من هذا العقد، أي إن أمريكا لديها تاريخ مشين من وضع السياسات التي زجت بالشعوب في براثن الفقر لا بل إنها سعت إلى الإبقاء عليهم هناك، فنحن بحاجة إلى أن نكون واضحين تماماً، الناس الذين يعيشون في الفقر هم ليسوا سوى ضحايا، وليسوا جناة، فبالنسبة لي، عملت والدتي ثلاث وظائف، وهذه الأمة في حاجة إلى خطة في المعركة حتى يمكن للمواطنين الفقراء لدينا أن يشقوا طريقهم نحو الأفضل، وبدلاً من ذلك، بعد عقود من سياسات متناقضة لا تتفق اتبعتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة أصبح 45 مليون أمريكي يعيشون في فقر وأوضاع اقتصادية متدهورة.
واستطرد الكاتب في مقاله بالقول إن في مدينة نيويورك وحدها، هناك 1.8 مليون شخص يعيشون في فقر، ففي برونكس، معدل الفقر بين الأطفال هو اثنين من كل خمسة، إذا نظرنا إلى الفقراء في مدينة نيويورك التي ينبغي أنها مدينة الأثرياء، فإنها ستكون خامس أكبر مدينة تعاني من الفقر في الولايات المتحدة، وقد استثمرت المنظمات الخيرية الكبيرة الأخرى مثل مؤسسة فورد وروبن هوود، ومؤسسة إدنا ماكونيل كلارك ومؤسسات المجتمع المفتوح بشكل كبير وجوهري في هذه المعركة زاد الفقر الذي يعصف بأمريكا، فمن جانبنا لدينا أكثر من 200 شريك في المجتمع من الجنود الشجعان في الخطوط الأمامية الذين لم يتخلوا أبداً عن هذه الحرب على الفقر من المعلمين والممرضين والأخصائيين الاجتماعيين ورجال الدين، والمدربين والمتطوعين، والسبب هو غياب الدور الحكومي.