الوقت- مع تواصل العدوان السعودي على اليمن والحصار الجائر منذ أكثر من عامين، أعلن أعلن وزير الصحة اليمني، محمد سالم بن حفيظ، عجز القطاع الصحي في اليمن عن مواجهة تفشي الكوليرا في البلاد، مؤكداً وجود 8595 حالة يشتبه في اصابتها بوباء الكوليرا.
وأكد الوزير اليمني، أن وباء الكوليرا تجاوز قدرات أي نظام صحي متعاف، اذ يجري تسجيل ما بين 500 الى 600 حالة إصابة بالكوليرا من قبل المستشفيات اليمنية، والمراكز الصحية التي جرى اقامتها على عجل لمواجهة جائحة الكوليرا، مشيراً الى أن المستشفيات في العاصمة صنعاء أضحت عاجزة عمليا عن استقبال المزيد من الحالات، لافتاً الى انعدام الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية نتيجة الوضع الاقتصادي واستمرار العدوان والحصار الجائر على البلاد.
الوباء يجتاح كل الاراضي اليمنية
الأزمة الصحية لم تقتصر على العاصمة صنعاء، اذ أكدت وزارة الصحة ان وضع عددا من المحافظات يقترب من وضع مشابه لما تعيشه العاصمة صنعاء لجهة اعتبار جميع مناطقها، مناطق أصابها وباء الكوليرا.
و أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن المناطق التي تدير فيها المنظمة مراكز صحية سجلت اصابات بوباء الكوليرا هي إب والضالع وعمران وحجة والمحاويط، مشددة على أن "حالات الإصابة بالكوليرا ازدادت بشكل كبير في الأسبوع الماضي".
منظمة الصحة العالمية: ملايين يمني معرضون لخطر العدوى بوباء الكوليرا
بدورها أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن وفاة 51 شخصا جراء مرض الكوليرا، وقدرت المنظمة العالمية في بيان لها، أن 7 ملايين و600 ألف شخص في اليمن معرضون لخطر العدوى بوباء الكوليرا .
في حين أكد مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف "، إن 97 شخصاً تُوفوا بالإسهالات الحادة وإن 8 من بينهم تُوفوا بسبب الكوليرا خلال الـ24 ساعة الماضية، وذكرت اليونسيف أن آخر الإحصائيات سجلت 188 حالة إصابة بالكوليرا في 14 محافظة، كما أن 6000 شخص أصيبوا باسهالات مائية حادة.
الأمم المتحدة: إغلاق مطار صنعاء والوضع الاقتصادي أدى لتفاقم الوباء
كما أكدت الأمم المتحدة، أن الحرب التي تشهدها اليمن، أدت لانتشار وباء الكوليرا، منددة بإغلاق مطار صنعاء والبنك المركزي، وقال ممثل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك، أن ظهور جاء نتيجة الأزمة التي يمر بها اليمن، أن ظهور وباء الكوليرا جاء نتيجة الأزمة التي يمر بها اليمن، مضيفا "إغلاق مطار صنعاء والبنك المركزي والوضع الاقتصادي عامل أساسي لظهور الأوبئة ".
واستعرض المسؤول الأممي مع أعضاء من الحكومة اليمنية تقريرا عن الوضع الوبائي للكوليرا خلال الفترة من 27 أبريل وحتى 13 مايو الجاري بأمانة العاصمة والمحافظات والذي كشف أن إجمالي حالات اشتباه الكوليرا بلغت ثمانية آلاف و595 حالة، فيما بلغ إجمالي حالات الإصابة المؤكدة مخبريًا 213 حالة والوفيات 115 حالة بأمانة العاصمة ومحافظات صنعاء وعمران والبيضاء وحجة والمحويت والضالع وذمار وعدن وإب وتعز والحديدة وريمة وأبين.
الدور السعودي في انتشار الوباء
وتشن السعودية منذ 25 آذار مارس من عام 2015 عدوانا متواصلا على اليمن حصد أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، كما شرد الملايين من الشعب اليمني، وادى الى أوضاع صحية غاية في السوء، حتى وصلت الأمور الى انهيار القطاع الصحي بشكل عام، اذ تقدر منظمات الأمم المتحدة العاملة في قطاع الصحة أن قرابة ١٥ مليون مواطن، نصفهم من الأطفال، باتوا يفتقرون إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية، أو أنهم غير قادرين على الحصول إليها، إما بسبب انعدام الأمن، أو تعرض عدد من المرافق الصحية للقصف من قبل تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، أو بسبب نقص الأدوية نتيجة الحصار الغير انساني الذي تفرضه السعودية على اليمن.
ورصدت المنظمات الحقوقية الدولية توقف أكثر من 600 مرفق صحي عن العمل في عموم البلاد، كما رصدت عجز الحكومة اليمنية، بسبب الحصار السعودي، عن تقديم اللقاحات الروتينية إلى ملايين الأطفال، والتي كانت تقدم سابقاً بشكل روتيني، الأمر الذي أدى لخروج أكثر من 1050 من اصل 3652 منشأة تقدم خدمات التطعيم ضد الأمراض عن العمل، مما تسبب بترك 2.6 مليون طفل تحت سن الخامسة عشرة عرضة للإصابة بالحصبة.