الوقت- صحيح أن التكنولوجيا الحديثة وفرت علينا الكثير من الجهد واختصرت علينا الكثير من الوقت وأدخلتنا عبر تطبيقاتها إلى عوالم جديدة لم نكن نعلمها، لكن هذه التكنولوجيا أيضا جلبت معها أشياء أخرى سلبية ابتدءا من الأشعة التي تصدر عنها وليس انتهاءا باختراقها لحياتنا الشخصية والتجسس علينا وسلبنا خصوصيتنا.
وفي عصرنا الحالي أينما ذهبنا نجد الناس يحملون هواتفهم الذكية ويغرقون في البحث عن مواضيع يهمهم في الانترنيت واليوتيوب، يضاف إلى ذلك التلفزيونات الذكية التي ملئت الأسواق والمنازل حاملة معها تقنيات حديثة تشعرنا وكأننا نعيش الحدث إلا هذه التلفزيونات بوسعها سرقة كل معلومات هاتفك الذكي بحسب ما كشف عن علماء ألمان.
وكشف هؤلاء العلماء أنّ أكثر من 200 تطبيق أندرويد من غوغل بلاي ستور بوسعها التجسس على مشاهدي التلفزيون الذكي من خلال نظام الموجات فوق الصوتية فيه. وأثار هذا الكشف مخاوف جمة، لاسيما أنّ شركة سامسونغ للإلكترونيات العملاقة سبق أن نصحت زبائنها بعدم التكلم بأمور شخصية أمام التلفزيونات الذكية المصنعة من قبلها، وذلك عندما تكون خاصية إرسال الأوامر الصوتية مفتوحة. وذكرت الشركة الكورية في بيان استعمال التلفزيونات ونقلاً عن صحيفة "إكسبريس" الألمانية، أن المحادثات تُسجل وتُنقل إلى طرف ثالث.
وأظهر بحث جديد نشره موقع "أن تي في " الألماني، أنّ أغلب مشاهدي التلفزيون لا يغلقون هواتفهم الذكية أثناء مشاهدتهم التلفزيون، بل يستعلمونها للتصفح عليه أحياناً. باحثون من جامعة براونشفايغ التقنية اكتشفوا أنّ 234 تطبيق أندرويد في التلفزيون تواصل قراءة الأصوات الصادرة عن هاتفك وما تتضمنه من رسائل وتبليغات رسائل نصية وصور وروابط يرسلها لك الأصدقاء وإيميلات يرسلها لها البنك أو وكيل الضرائب، أو إشعارات من الشركات بتحويلات وتجري إلى حسابك أو استقطاعات تجري منه. هذه الأصوات لا تسمعها الأذن البشرية، لكنّ الدوائر الإلكترونية المفتوحة للموجات فوق الصوتية التي تكثر في التلفزيون الذكي تلتقطه أوتعيد بثها لجهات لا يتوقعها المشاهد.
ومن التطبيقات الخطيرة التي تجسس عليك " Shopkick" الشركة المنتجة له اسمها "Silverpush " وقد جهزته بخدمة تعقب الأجهزة المقابلة بالموجات فوق الصوتية والتي تستقبل من خلال إعلانات تلفزيونية تجارية شارات فوق صوتية من هاتف المشاهد الذكي بقدرة تنحصر بين 18 إلى 20 ميغاهيرتس دون موافقته.
ولم يختصر الأمر على التلفزيون الذكي في منزلك فقد كشفت معلومات أن شبكات مطاعم الوجبات السريعة المنتشرة عبر العالم تملك شبكات تلفزة خاصة بها، وبوسعها أن تلتقط شارات هواتف الزبائن المارين بها، وحتى شارات هواتف المنطقة المحيطة بالمطعم، واكتشف الخبراء أنّ فروع تلك المطاعم في جنوب شرق آسيا على وجه الخصوص هي من فعّلت هذه الخاصية بقوة.
وبحسب صحيفة "كومبيوتر بيلد" الألمانية فإنّ فروع ماكدونالدز وكريسبي كريمي تتوفر في تلفزيوناتها الذكية خاصية التجسس.
كل هذه التقنيات وغيرها بدأت تخترق حياتنا الشخصية وتتعدى على خصوصيتنا ولاأحد يعلم إلى أين ممكن أن تصل هذه التكنولوجيا في اختراقاتها، فهل يستطيع مخترعوا هذه التقنيات حمايتنا من تأثيرها السلبي علينا أم سنبقى عرضة للتجسس؟