الوقت- روى شاهد عيان كان في داخل الطائرة المدنية الايرانية التي حملت مساعدات طبية وغذائية الى الشعب اليمني ومنعتها الطائرات الحربية السعودية من الهبوط في مطار العاصمة اليمنية صنعاء تفاصيل مذهلة عن كيفية مواجهة الطيار الايراني للمقاتلات السعودية وتحديه للأوامر السعودية رغم التهديدات باسقاط الطائرة.
وأشار هذا شاهد العيان في مقابلة صحفية الي القرار الذي اتخذه الطيار الايراني بهزاد صداقت نيا الذي كان يتولي قيادة هذه الطائرة، وهو شقيق لشهيدين وطاقم الطائرة في تحدي المقاتلات السعودية التي كانت تدعو هذه الطائرة الي العودة بالرغم من حصول اذن مسبق لايصال المساعدات الانسانية الي الشعب اليمني.
وأكد شاهد العيان أن الطيار صداقت نيا أبدي شجاعة منقطعة النظير عندما تجاهل انذار الطائرات الحربية السعودية، وقرر الهبوط في مطار صنعاء لايصال هذه المساعدات الي الاشقاء المسلمين في اليمن. وقال شاهد العيان "ان هذه المهمة كانت محفوفة جدا بالمخاطر، خاصة وان الجانب السعودي أثبت عدم التزامه بالقوانين والاتفاقيات الدولية، وعندما عجز عن اجبار الطائرة الايرانية علي الرجوع وعدم مواصلة طريقها نحو صنعاء، بادر الي تدمير مدرج المطار وحرق احدي الطائرات الجاثمة فيه ما اضطر الفريق الايراني الي العودة بعد أن يئس من تنفيذ مهمته التي تحمل المخاطر من أجلها".
ويقول شاهد العيان الايراني "ان جميع من كان على متن تلك الرحلة الجوية الى صنعاء كانوا قد كتبوا وصاياهم" ويضيف "ان الطائرة كانت قد حلقت الى اليمن مرتين ففي المرة الأولى لم يسمحوا اصلا للطائرة بدخول الاجواء اليمنية وفي المرة الثانية قال الطيار بهزاد نيا انه سيذهب وسيهبط في صنعاء مهما حصل".
ويضيف "عندما دخلنا الاجواء اليمنية وجه برج المراقبة السعودي انذارا لنا لنعود ادراجنا وكان البرج يوجه انذارا تلو انذار وحينها قال الطيار لنا بأنه واثق من ان السعوديين يريدون اسقاط الطائرة وقد قال للجميع بأن ينطقوا الشهادتين كما ان الطيار قد قال للسعوديين بأننا لا نحتاج الى اذن من قبلكم لايصال المساعدات الانسانية الى اليمن وحينها قال برج المراقبة السعودي لنا بأنكم مجانين ".
وتابع شاهد العيان "بعد ذلك ظهرت مقاتلتان قرب جناح الطائرة ومقاتلتان ايضا خلف الطائرة وبدأوا بالعد العكسي وكان برج المراقبة يقول لنا باستمرار باننا مجانين وانا كنت حينها امازح من كان في داخل الطائرة وحينما وصلنا الى صنعاء بدأت المقاتلات السعودية بالعد العكسي مرة أخري ومن ثم وجهت انذارا لنا وعندما اردنا الهبوط قصفت المقاتلات نقطتين من مدرج المطار وعندما واصلت طائرتنا عملية الهبوط قصفت المقاتلات المدرج بشكل يمنع عملية الهبوط وعندما رأى اليمنيون ذلك قالوا لنا لا تهبطوا وحينما اردنا العودة كانت المقاتلات السعودية تصر على انزالنا في مطار سعودي وقد اطلقت قنابل دخانية من اجل اخافتنا لكننا رفضنا ذلك وكنا في حينها نواصل رحلة متواصلة دامت 11 ساعة وكان السعوديون يقولون لنا ان وقودكم قد انتهى لكننا عندما عدنا واصلنا الطيران فوق البحر لكي نسقط في البحر اذا تم استهدافنا وليس على الاراضي السعودية ".
ويضيف شاهد العيان " لقد كان اهالي صنعاء ينظرون الى ما وقع عن اسطح منازلهم وقد تعجبوا من شجاعة الطيار الايراني وقد قال السعوديون لنا ان نهبط في السعودية من اجل التزود بالوقود لكننا رفضنا ذلك ".
وكان هذا الطيار أكد في وقت سابق اقتراب الطائرات الحربية التابعة للنظام السعودي من طائرته في الاجواء اليمنية وأكد أنها قامت بأعمال استفزازية خطيرة.
وتابع هذا الطيار قائلاً: "ان طائرته وهي من طراز ايرباص 310، حصلت علي اذن التحليق في الساعة 12 ظهرا، وكانت تقل فريقا طبيا ومساعدات انسانية بما فيها الادوية والمعدات الطبية، بالاضافة الي عدد من الجرحي اليمنيين، وتوجهت نحو مطار صنعاء".
وأضاف قائلا "لقد تم انجاز كل المراحل القانونية وفق الاعراف الدولية لتحليق الطائرة وحصولها علي اذن المرور من الطريق المحدد لها من خلال أجهزة الرادار، ووصلت الطائرة الي الاجواء العمانية، وغادرتها دون أية مشكلة متوجهة الي سماء اليمن الذي يمكن اجتيازه لمدة 130 دقيقة".
وشدد الطيار علي أنه دخل الاجواء اليمنية لمدة 20 دقيقة، فتسلم اتصالا من المسؤولين في المطار أن السعودية لن تسمح له بالهبوط في صنعاء، موضحا أنه سأل هؤلاء عن السبب .. فأجابوا أن السعوديين لا يريدون الهبوط في مطار صنعاء. وتواصلت القوات السعودية مع قبطان الطائرة عبر استخدامها ترددات البث اليمنية، وطلبت منه التوجه للهبوط في أحد المطارات السعودية. لم يستجب الطيار للنداء السعودي، معلناً أنه ضمن الأجواء اليمنية، ولا يمكن لأحد، باستثناء السلطات اليمنية، منع وصول الطائرة إلى صنعاء، ثم قام الطيار بالتصريح عن حمولة الطائرة قائلاً: يمكن لمن يشاء أن يفتش الحمولة فور وصولها إلى مطار صنعاء، نحن نحمل مساعدات إنسانية.
ورغم ان محاولة الطيار الايراني بهزاد صداقت نيا لم تنجح في ايصال ما كانت تحمله طائرته الى الشعب اليمني لكن اليمنيون سيظلون يذكرون كيف قد جازف هذا الطيار بحياته وتحدى السعوديين من اجل ايصال المساعدات للشعب اليمني، كما يبقى هذا الاجرام السعودي في ذاكرة التاريخ ولا يمكن محوه او نسيانه عندما يبقى اليمنيون يتذكرون ما فعله آل سعود بهم وباطفالهم.