الوقت- لم يخرج الزعيم النازي الأعلى "هتلر" عن دائرة الضوء طوال العقود الماضية رغم انتحاره منذ 72 عامًا ومازال حديث العالم حتى يومنا هذا، فحياة هذا الرجل ووفاته مليئتين بالتفاصيل التى تجعله مصدر جذب للملايين ممن يسعون لمزيد من الإيضاحات بشأن ما حدث بالضبط خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي هذا الإطار نشرت شهادة مهمة لـ "روكاس ميش" أحد الحراس الشخصيين لـ"فوهرر" والتي تخص انتحار هتلر، باعتبار أنه كان أول من ألفى نظرة على جثمانه بعد وقت قصير من وفاته، كما أن ميش كان آخر من تبقى على قيد الحياة من حراس هتلر الشخصيين، قبل وفاته عام 2013 عن عمر 96 عاما.
وذكرت صحف غربية بأن كتاباً يخص هذا الموضوع لميش بنسخة إنجليزية ستصدر قريباً ويحمل اسم "الشاهد الأخير على هتلر.. مذكرات حارس هتلر"، يحكي فيه الحارس الشخصي تفاصيل جديدة عن الدقائق الأخيرة في حياة الزعيم النازي قبيل انتحاره.
ويقول ميش إنه "في 3 أبريل عام 1945، أرسل الجنرال كيتل رسالة قال فيها إن الجيش الألماني فشل في فك الحصار السوفييتي على برلين وإن نهاية الحرب العالمية باتت حتمية"، حيث كانت القوات السوفيتية على بعد 500 متر فقط عن مخبأ هتلر.
بعد ذلك بقليل، سمع ميش هتلر يتحدث بصوت خفيض مع مارتن بورمان مسؤول الحزب النازي وآخرين، ورآه يمشي باتجاه مكتبه، ثم تبعته إيفا براون التي كانت وقتها زوجته، وذلك حسبما يقول مدير دار نشر الكتاب مارتن ميس.
وتابع نيس: "ميش رأى أوتو غانشي معاون هتلر يغلق باب المكتب خلف هتلر وإيفا، وقال لميش إن القائد لا يريد إزعاجا. هتلر صافح غانشي وأخبره أن كل الجنود أصبحوا في حل من الولاء له، كما قال له إنه لا يريد لجثته أن تنتهك على الملأ مثلما حدث مع جثة موسيليني، بل أن تحرق".
وأضاف نيس نقلا عن ميش: "كل من في المخبأ انتظر في قلق، ثم حدثت بعض الفوضى وفتح باب المكتب، وألقى ميش نظرة داخله".
ويقول ميش: "ألقيت نظرة على إيفا، كانت في وضع الجلوس وقدماها مشدودتان ورأسها مائل ناحية هتلر، وإلى جوارها كان هتلر ميتا، عيناه مفتوحتان وتحدقان ورأسه متدلية للأمام قليلا".
وتشير عديد من الروايات إلى أن إيفا براون انتحرت بابتلاع أقراص السيانيد السامة.
وقال ميش إنه سمع أن إيفا براون وماغدا غوبلز، زوجة جوزيف غزبلز وزير الدعاية النازية في عهد هتلر، تعهدتا بالموت مع زوجيهما.
يشار إلى أن قوات الجيش الأحمر السوفيتي ألقت القبض على ميش في وقت لاحق، وحكم عليه بالسجن 8 سنوات، لكنه ظل على ولائه لهتلر بقية حياته.
وفي رواية أخرى مكملة نشرت تؤكد رواية ميش وهي ورودت على لسان سكرتيرة هتلر الخاصة ترودل جونج التى عاصرت أدق تفاصيل النهاية قالت فيها عن آخر لحظات الزعيم:
في الساعه الثانية بعد الظهر تناول هتلر غذاءه مع سكرتيرته وطباخته النباتية وكانت هذه أخر وجبة طعام لهتلر وانتهى من طعامه في الثانية والنصف ورفضت عروسه ايفا ان تتناول أى طعام.
وعاد هتلر وايفا الى جناحهما ولم تمض لحظات حتى سمع المقيمون فى الملجأ طلقة مسدس وانتظروا سماع طلقة أخرى وعندما دخلوا وجدوا جثة هتلر على الأريكة والدماء تنزف منها والى جانبه ايفا بروان ووجدوا مسدسين على أرضية الغرفة لكن العروس لم تستخدم المسدس وتجرعت السم.
كانت الساعة الثالثة والنصف تم تشييع جثمان هتلر وايفا ولم ينطق احد من المشيعين بحرف وكان الصوت الوحيد الصادر من انفجار القذائف من المدفعية الروسية في حديقة المستشارية الألمانية وعلى الجدران المحطمة المحيطة بها وقام احد سكرتيري هتلر واسمه هاينز لينج مع أحد الجنود بنقل جثمان هتلر بعد ان لفاه ببطانية عسكرية رمادية أخفيا فيها وجهه المهشم وعرف الحاضرون جثة هتلر من السروال الأسود والحذاء اللذين أطلا من البطانية وكان موت ايفا اكثر هدوءا ونظافة وكانت ترتدى ثوبا قاتماً.
واغتنم الحاضرون فرصة هدوء نيران المدفعية الوسية فوضعوا الجثتين فى حفرة أحدثتها القذائف ثم صبوا عليهما البنزين وأشعلوا النيران وانسحب المشيعون الى ملجأ باب الطوراىء وعندما ارتفعت ألسنة اللهب من الجثتين وقفوا جميعا وقفة استعداد عسكري وارتفعت أيديهم بالتحية النازية " هاى هتلر " ولم يطل أمد الاحتفال بالوداع الاخير اذ ان القذائف الروسية بدأت فى دك الحديقة من جديد واضطر الأحياء الباقين الى التراجع الى الملجأ تاركين للنيران المشتعلة اتمام المهمة وهى ازالة آخر آثار لهتلر وعروسه ولم يتم العثور بعد ذلك على أى عظام وكان هذا سبب الشائعات التى انتشرت بعد الحرب عن بقاء هتلر حيا لكن الاستجوابات الفردية التى قام بها الضباط الانجليز والأمريكون مع مختلف شهود العيان لا تترك مجال للشك وقد قدم أحد الشهود تفسيراً معقولاً لعدم العثور على العظام المحروقة عندما قال للمحققين : لقد محيت الاثار بسبب استمرار نار المدفعية الروسية فى ضرب الملجأ بلا انقطاع.
وبعد انتحار هتلر بيوم انتحر وزير اعلامه وصديقه وتابعه الملخص " جوزيف جوبلز "مع زوجته بعد أن قتلا أطفالهما الستة، وتم نشر قصتهما فى رسالة سابقة وهكذا انتهت قصة هتلر المأساوية وكانت لحظاتها الأخيرة ملئية بالإثارة حفل زواج قبل الانتحار باربع وعشرين ساعه وحفل راقص ملىء بالتوتر والجنون وطعام عداء قبل الانتحار بساعه واحراق للجثة بحيث لم يتبقى أى آثار لزعيم من أكثر الزعماء اثارة للجدل فى العالم.
