الوقت- على العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ 26 آذار الماضي، تظاهر حشد كبير من اللبنانيين امام السفارة السعودية في بيروت للتعبير عن سخطهم واستنكارهم لهذا العدوان الظالم.
وأكد المشاركون في هذه التظاهرة تضامنهم مع الشعب اليمني، وطالبوا بوقف نزيف الدم اليمني فوراً. كما طالبوا المنظمات الدولية بتشكيل لجان تحقيق لمعاقبة قتلة الشعب اليمني أمام محكمة الجنايات الدولية لينالوا القصاص العادل باعتبارهم مجرمو حرب .
ودعا المشاركون في الاحتجاج الدول المتحالفة مع السعودية في عدوانها على اليمن إلى وقف هذا العدوان، واصفين المجازر التي ارتكبت بحق الشعب اليمني بأنها تشبه في جوهرها المجازر التي ارتكبها الکیان الإسرائيلي ضد الفلسطينيین، كما دعوا الشعوب العربية إلى عدم السكوت ازاء هذه الجريمة.
بدورها دانت الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية المجازر الوحشية التي يرتكبها آل سعود بحق المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني. واصدرت "هيئة التنسيق" للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية بياناً أعلنت فيه إدانتها الشديدة للمجازر الوحشية التي ترتكبها السعودية والدول الحليفة لها في اليمن، ودعت الى وقف هذا العدوان فوراً ودعم الحوار السياسي بين الأطراف اليمنية بعيداً عن أي تدخل أجنبي لوضع حدّ لهذه الكارثة التي ترقی إلی جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي وقت سابق نظم الطلاب العرب في لبنان تظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت منددين بالعدوان الغاشم على اليمن، ورددوا هتافات تنتقد الانظمة العربية المتواطئة مع السعودية في هذا العدوان واطلقوا شعارات الموت لأمريكا والموت لآل سعود والموت لإسرائيل. كما طالبوا الشعوب العربية بالنهوض لنصرة الشعب اليمني والوقوف معه في خندق واحد، وإسقاط الأنظمة العميلة المتحالفة مع أمريكا والکیان الاسرائيلي التي تشارك في العدوان.
يأتي هذا في وقت تتواصل فيه المسيرات والوقفات الاحتجاجية الواسعة ضد نظام آل سعود الذي يستخدم كافة الاسلحة بما فيها المحرمة دولياً لقتل وإبادة الشعب اليمني واستهداف بناه التحتية ومنشآته المدنية بما فيها المستشفيات والمدارس والجسور ومحطات الكهرباء ومحطات الوقود والقطاعات الاقتصادية المنهكة اساساً، بسبب السياسات الفاشلة التي تعاقبت على حكم هذا البلد المسكين طيلة العقود الماضية.
وشهدت العديد من الدول العربية والاجنبية مظاهرات مناهضة لآل سعود بينها العراق ومصر والمغرب وفرنسا وروسيا واستراليا وإسكتلندا وأمريكا وبريطانيا، وحمل المتظاهرون لافتات تندد بالعدوان ورفعوا صوراً لأطفال يمنيين استشهدوا جراء الغارات السعودية الوحشية.
كما نظمت جاليات عربية وإسلامية فعاليات تضامنية مع الشعب اليمني في الكثير من عواصم العالم شاركت فيها جمعيات وهيئات حقوقية ونشطاء مدنيون، نددوا خلالها بالنظام السعودي واكدوا دعمهم الكامل لسيادة اليمن واستقلاله، واصفين ما يسمى بـ"عاصفة الحزم" بـأنه عدوان همجي على شعب أعزل يسعى الى تقرير مصيره بنفسه بعيداً عن أي هيمنة أجنبية.
يأتي هذا في وقت اعلنت فيه مؤسسة بيت الحرية لمكافحة الفساد والدفاع عن الحقوق والحريات ان عدد شهداء العدوان السعودي الغاشم على اليمن وصل منذ بدايته في 26 مارس الماضي وحتى 25 ابريل الجاري الى ثلاثة آلاف و 512 شهيداً بينهم 492 طفلاً وطفلة و 209 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى ستة آلاف و189 جريحاً بينهم 978 طفلاً وطفلة و713 امرأة.
ووفقاً لتقرير المؤسسة وصل عدد الأسر التي نزحت من مساكنها في الأحياء والقرى والمدن التي طالها العدوان السعودي خلال الفترة المذكورة ما بين 90 – 95 الف اسرة.
واشار التقرير الى أن عدد المساكن التي تهدّمت وتضرّرت كلياً أو جزئياً بلغ اربعة آلاف و898 منزلاً منها 129 منزلاً تم تدميرها على ساكنيها موزعة على 504 تجمعاً سكانياً، الى جانب تدمير 857 منشأة مدنية ذات طابع خدمي في مختلف محافظات اليمن التي تم قصفها من قبل الطيران السعودي والدول المتحالفة معها في هذا العدوان.
في هذه الاثناء استنكر العديد من الشخصيات الاسلامية والوطنية في العالمين العربي والاسلامي الاعتداء الآثم على اليمن، مشددين على أن الشعب اليمني هو شعب عزيز وكريم ومعروف بصلابته ومن حقه اختيار نوع الحكم الذي يريد.
ووصفت هذه الشخصيات العدوان السعودي بأنه حلقة من حلقات المشروع الصهيو امريكي الذي يستهدف تأجيج الفتنة الطائفية في المنطقة، والذي فشل هذه المرة أيضاً بفضل تماسك اليمنيين الذين اثبتوا انهم على درجة عالية من الوعي وانهم موحدون تجاه العدوان وتجاه مصير بلدهم ومستقبل أبنائهم.
ويعتقد معظم المراقبين ان السعودية ارتكبت خطأً فادحاً بشنها العدوان على الشعب اليمني، معربين عن أملهم باتخاذ خطوات سريعة من قبل المجتمع الدولي للحيلولة دون اراقة المزيد من دماء هذا الشعب والاسراع بتقديم المساعدات الانسانية العاجلة له للتخفيف من معاناته التي تفاقمت جراء العدوان السعودي – الامريكي الظالم على هذا البلد.