الوقت- في يوم الخميس الماضي شهد نهر أروند المشترك بين ايران والعراق والمنطقة التي تسمى مدخل الخليج الفارسي اجراء مناورة بحرية مشتركة بين ايران والعراق بمشاركة قوات حرس الحدود من الجانبين، وقد اعلن قادة القوات المشاركة من الجانبين ان الهدف من هذه المناورات العسكرية المنسقة والواسعة هو حفظ أمن المناطق الحدودية الساحلية والمياه الإقليمية ورفع مستوى قدرات البلدين في مواجهة تهريب المخدرات والسلع.
وقد بثت قناة العراقية (التلفزيون الرسمي العراقي) يوم الجمعة تقارير مصورة شاملة عن هذه المناورات لمشاهديها العراقيين وبعض هذه المشاهد تم تصويرها من على ظهر السفن الحربية الايرانية، وكانت هذه المشاهد تروي تفاصيل هذه العمليات التي شملت ايضا مطاردة العدو الإفتراضي.
وقامت باقي وسائل الإعلام العراقية ايضا ببث أخبار وتقارير عن هذه المناورات بعد مضي يوم عليها فيما إكتفت وسائل اعلام أخرى في المنطقة تعمل كأبواق معادية لايران والعراق بنشر خبر هذه المناورات وأحجمت حتى الآن عن تقديم تحليلات وتفسيرات حولها.
وفي هذه المناورات البحرية المشتركة التي جرت بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية تحت عنوان مناورات "محمد رسول الله (ص)" قامت قوات حرس الحدود الايرانية والعراقية تحت قيادة قائدي قوات حرس الحدود في البلدين العميد قاسم رضائي واللواء حامد عبدالله الحسيني وبحضور جمع من المسؤولين السياسيين للبلدين بعمليات الإمداد والإغاثة ومواجهة القرصنة البحرية ومكافحة تهريب السلع والمخدرات. وقامت 3 سفن حربية بتوفير التغطية للقطع البحرية القتالية للبلدين والتي شاركت في هذه المناورات.
وقد كتبت وسائل الإعلام العراقية في تقاريرها في يوم الجمعة نقلا عن قائد قوات حرس الحدود الايرانية العميد قاسم رضائي ان هذه المناورات تحمل رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة لكنها في نفس الوقت تؤكد بأننا سنقف في اطار اهدافنا المشتركة في وجه أية فتنة وبث الخلافات من قبل الدول التي لاتريد الأمن والإستقرار في المنطقة.
ويعتقد الخبراء الأمنيون والسياسيون للبلدين ان هذه المناورات واضافة الى رسالة السلام والصداقة التي تحملها فإنها تؤكد وجود حلول عملية للحفاظ على أمن المنطقة بشكل جماعي بشكل تستطيع دول المنطقة من خلالها إيجاد تنسيق أدق لمواجهة تهديدات ارهابية والقرصنة البحرية وعمليات التهريب بطريقة أكثر تأثيرا.
وتعتبر هذه أول مناورات مشتركة بين البلدين في البحر ويعتقد الخبراء انه يجب ان يكون الجميع متفائلين تجاه هذه المناورة، كما يمكن لهذه المناورة ان تشكل أساسا لتعاون جماعي في المستقبل يقطع الطريق امام تدخلات القوى الاجنبية في المنطقة ويوفر الأمن للنشاطات التجارية ايضا.
من جهته قدم قائد قوات حرس الحدود العراقية اللواء الحسيني في حديثه لوسائل الإعلام العراقية في نهاية هذه المناورات الشكر والتقدير للجانب الايراني بسبب اجراء هذه المناورات المشتركة قائلا انه يأمل في ان تساهم هذه المناورات التي ستتكرر مستقبلا في ارساء الاستقرار في المنطقة.
ان ايران والعراق بينهما تعامل ومبادلات إقتصادية وتجارية على مستوى عال وهناك تعاون في مختلف المجالات بين البلدين وبصورة خاصة ولذلك من الطبيعي ان يقوم البلدان بتعزيز الأمن على حدودهما لحفظ هذه العلاقات وتوسيعها وهذا الأمر لايتحقق الا عبر التعاون المشترك، وكما قال العميد رضائي فإن الحدود بين البلدين تعتبر من أفضل الحدود أمانا في المنطقة رغم التوترات والاضطرابات التي تعصف بالكثير من اجزاء المنطقة.
وقد أشار العميد رضائي ايضا ان "أمن المنطقة يجب ان يحفظ على يد دول المنطقة نفسها" وهذا ما ابرزته الصحافة العراقية، ونأمل ان تلتقط باقي دول المنطقة هذه الرسالة ايضا.