الوقت – المشادات الكلامية بين الرئيس الأمريكي المنتخب والحكومة الصينية قد تصاعدت يوم الاثنين لأن بكين ردت بحدة على مواقف ترامب حول سياساتها الإقتصادية والأمنية وهذا ينذر بحدوث مواجهة بين الإقتصادين العالميين الكبيرين ويثبت ان ترامب ملتزم بوعوده الإنتخابية حول تحدي السياسات التجارية والإقتصادية للصين.
وفي هذا السياق قالت صحيفة وول ستريت جورنال ان التوتر بدأ حينما أجرى ترامب اتصالا هاتفيا مثيرا للجدل مع الرئيسة التايوانية وقد تخطى الحوار بينهما القضايا الثنائية وتناول قضايا الصين ومسألة الإستقرار في آسيا وأوقيانيا، وكانت الصين قد وجهت اللوم في البداية الى التايوان أكثر من توجيهه نحو ترامب.
واضافت الصحيفة: رغم ذلك نشر ترامب خلال الأسبوع الحالي عدة تغريدات حول الصين على صفحته في تويتر ما أثار سخط الصينيين الشديد، وقد إنتقد ترامب في تغريداته السياسات الإقتصادية للصين وكذلك التواجد العسكري الصيني في بحر الصين الجنوبي، وردا على ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "لو كانغ" ان بلاده نقلت اعتراضها وامتعاضها الى بعض افراد فريق ترامب بشكل مباشر.
وبعد ذلك وفي يوم الإثنين كتبت صحيفة "بيبل دايلي" الصينية التابعة للحزب الشيوعي في صفحتها الاولى "ان ترامب وفريقه الإنتقالي يجب ان يعلموا ان افتعال المشاكل في العلاقات الصينية الأمريكية يعني فقط خلق المشاكل لأمريكا نفسها.
ويقول السيناتور الجمهوري بوب دول الذي رتّب الإتصال الهاتفي بين ترامب والرئيسة التايوانية ان الشركة التي يعمل فيها لديها تعاملات مع المكتب الإقتصادي والثقافي التايواني في أمريكا وهذا ما أدى الى ترتيب المحادثة الهاتفية تلك.
ورغم هذا كله يعتقد الخبراء ان ترامب والحكومة الصينية يسعيان الى رسم حدود جديدة للعلاقات بين البلدين وهذه الحدود ستشهد مواجهة أكبر قياسا مع عهد باراك اوباما.
ويقول أحد مسؤولي ادارة اوباما ان البيت الابيض قد تلقى اتصالات عديدة من المسؤولين الصينيين خلال الأيام الماضية إشتكى خلالها الصينيون من خطوات ترامب وقالوا ان الإستقرار في علاقات البلدين يعتبر أمرا ضروريا.
ويضيف هذا المصدر الحكومي ان الصينيين كانوا يطلبون إيضاحات وإرشادات حول النوايا السياسية لترامب لكن مسؤولي البيت الأبيض أبلغوهم بأنهم لايعرفون شيئا عن هذا الأمر.
ان أول اختبار حقيقي للعلاقات بين البلدين في عهد ترامب (يبدأ في 20 يناير) سيكون في منتصف أبريل حينما ستصدر وزارة الخزانة الأمريكية تقريرا ماليا عن أداء الدول الأخرى أثناء حملة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية وقد وعد ترامب ان هذا التقرير سيسمي الصين كجهة تدخلت ماليا في تلك الإنتخابات وهذا سيؤدي الى تفاوض صيني أمريكي حول هذه القضية وهناك احتمال بأن يتم تغريم الصين، ويمكن لتلك المفاوضات ان تغير مسار التعامل بين البلدين.
ورغم ذلك امتنع مساعد ترامب "مايك بينس" يوم الاحد عن التحدث بصراحة هل سيعتبر ترامب الصين جهة خارجية متدخلة ماليا في الإنتخابات أم لا؟ كما اختار المتحدث باسم الفريق الإنتقالي لترامب "جيسون ميلر" الصمت حيال هذا الموضوع.
لقد انتقد ترامب أثناء حملة الإنتخابات الرئاسية السياسات المالية والتجارية للصين ووعد بوضع ضرائب بنسبة 35 الى 45 بالمئة على صادرات البضائع الصينية الى امريكا، ولم يكن واضحا هل انه سيلتزم في المرحلة المقبلة بما قطع من وعود خلال حملة الإنتخابات الرئاسية أم لا لكن محادثته الهاتفية مع الرئيسة التايوانية يوم الجمعة الماضي أثار خلافا حقيقيا في العلاقات الأمريكية الصينية ولذلك يعتقد المراقبون ان حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين ستبدأ مع استلام ترامب للسلطة رسميا.