الوقت- لا يزال سكّان منطقة الصراري في مديرية صبر الموادم بمحافظة تعز يواجهون حصار خانق منذ أشهر حيث تزداد معاناة المحاصرين في أقسى ظروف إنسانية تمر على البلدة في ظل صمت أممي مطبق تخرقه بعض المناشدات الصادرة عن حقوقيين أو عن اللجنة الثورية العليا.
تعرضت قرية الصراري إلى حصار جزئي منذ 15 ابريل2016 م، إلا أن ارتفاع حدّته في الأسابيع القليلة الماضية بعد منع دخول الغذاء والدواء والرغبة في استخدام المدنيين كورقة ضغط للاسترزاق يفتح باب التساؤل عن مصير أكثر من 2000 أسرة، فهل ستترك هذه العائلات لقمة سائغة أمام كتائب ابو العباس التابعة لتنظيم القاعدة وقوات هادي التي تشاطرها الحصار؟
ولم يكتفي المرتزقة بالحصار فقط حيث نفّذوا العديد من الاعتداءات خلال الاشهر الماضية سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى، إلا أن الهجوم المسلّح منذ أكثر من أسبوع من أربعة محاور، ينذر بكارثة إنسانية كبيرة في ظل إصرار هذه الجماعات على تنفيذ أساليب تنظيم داعش الإرهابي بحق المدنيين كان آخرها جريمة التمثيل البشعة بجثة الشهيد مصطفى الجنيد الذي قضي في وقت سابق برصاص المرتزقة المحاصرين للقرية منذ أكثر من سنة، حيث قام المسلحون بقطع يديه وساقية وصلبه بصورة وحشية للغاية.
بين النار والحصار
كثيرة هي الإعتداءات على اهالي الصراري، فقد تعرضت المنطقة لاعتداءات متكررة زادت حدتها خلال الايام الماضية ،أدت إلى سقوط ضحايا في صف
وف المدنيين منهم أطفال عُرف منهم: احمد عبدالحكيم عبدالقادر الجنيد 15 سنه ، وعلاء عبدالوهاب سرور الجنيد 16 سنه ومحمد خالد محمد عبدالواسع الجنيد 17 سنة ، بالإضافة إلى سقوط 10شهداء اليوم الاحد 17يوليو2016م.
معاناة أبناء الصراري لا تقتصر على منعهم من الغذاء والدواء بل تعداه إلى التهديد بالسحل والتهجير والتشريد العرقي وتعرض الكثير للأسر والإيقاف القسري، فضلاً عن توقّف 3 مدارس عن التعاليم ما أدّى إلى شلل الحركة التعليمية.
دعوات لرفع الحصار
الدعوات لرفع الحصار إرتفعت في الآونة الأخيرة، فقد طالب ناشطون حقوقيون الامم المتحدة بـ"اتخاذ الاجراءات الازمة لفك الحصار والمعانة عن اهلي منطقة الصراري بتعز، مبدين تخوفهم من ارتكاب العناصر التكفيرية والمرتزقة جرائم شبيهة بما حدث لأهل الرميمة في أغسطس الماضي حيث ذبحت 30 مدنيا وأسيرا ونكّلت بجثامينهم وعلّقتها في الشارع العام في جريمة اهتزت لها مشاعر وضمائر الشارع اليمني بمختلف فئاته.
من جانبه، طالب الوفد الوطني في مفاوضات الكويت في رسالة موجهة للمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ، طالبوا الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية والتحرك العاجل لرفع الحصار الذي يفرضه مرتزقة العدوان على أبناء منطقة الصراري بتعز، في حين حملت اللجنة الثورية العليا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام إلى اليمن المسئولية الكاملة عن استمرار حصار الصراري والقصفهم العشوائي الذي يتعرّض له سكانها الأبرياء.
في السياق ذاته، طالب رئيس لجنة تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة تعز اللجنة العليا لمراقبة وقف إطلاق النار بذل مزيد من الجهد لإيقاف مذبحة جماعية وشيكة لسكان قرى منطقة الصراري من قبل الجماعات التكفيرية.
وأشار إلى أن لجان الوساطة من مشائخ وأعيان لم تحقق شيئا وانتهت مهامها بالفشل، في حين تقف جمعية الصليب الأحمر والمنظمات الاغاثية الدولية والمحلية تقف متفرجة دون أن تحرك ساكنا رغم أن الجماعات التكفيرية تقوم الآن باستجلاب معدات وآليات ومدرعات لأطراف المنطقة وتعمل على إزالة العوائق التي وضعها المواطنون في الطرق الفرعية التي تصل القرى تمهيدا لاقتحام وشيك.
أهالي تعز نفّذوا وقفة إحتجاجيّة أمام مقر الأمم المتحدة للتنديد بحصار قرية الصراري بتعز تحت شعار "الصراري أهلها يذبحون ولا من نصير" حيث استنكر المشاركون في الوقفة ما تتعرض له قرية الصراري بتعز من حصار وقصف بمختلف الأسلحة من قبل مرتزقة العدوان السعودي والذي يتنافى مع القوانين الإنسانية والدولية والشرائع السماوية.
اليوم تتحدّث كتائب ابو العباس التابعة لتنظيم القاعدة عن تحضيرات لاقتحام البلدة، بعد أسابيع على عمليات قصف عشوائي كثيفة بقذائف الـ"ار بي جي" وصل عددها اليوم إلى أكثر من 300 قذيفة، فهل سيتحرّك المجتمع الدولي لإنقاذ أهالي الصراري أم سيتركهم يذبحون ولا من نصير، تماماً كما فعل مع أهالي الرميمة؟!
إن كّل هذه الإجراءات التي تتخذها الجماعات المسلّحة ضد المدنيين تتزامن وقرار رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي السماح لمرتزقة العدوان، وتحديداً محافظة تعز، في تلقي العلاج في العاصمة والمحافظات الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية، إلا أن أي كارثة إنسانية واجتماعية وأخلاقية ستنعكس على سير عملية السلام في اليمن.