الوقت- أعلن الأردن الثلاثاء أنه سوف ينفذ حكم الإعدام بالعراقية المسجونة لديه ساجدة الريشاوي التي كان يطالب تنظيم "داعش" الارهابي بإطلاق سراحها فجر (اليوم )الأربعاء، وجاء الإعلان بعد بث التنظيم المتطرف شريط فيديو على الإنترنت يظهر إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا وهو حي.
وقطع ملك الأردن، زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، في أعقاب التأكد من إعدام تنظيم داعش الإرهابي للطيار معاذ الكساسبة. ووجه الملك الأردني عبد الله الثاني، رسالة للاردنين قال فيها: "لقد قضى الطيار الشجاع معاذ دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته، والتحق بمن سبقوه من شهداء الوطن، الذين بذلوا حياتهم ودماءهم فداء للأردن العزيز".
الى ذلك توعد الجيش الاردني بالانتقام من قتلة الطيار معاذ الكساسبة وأكد أن "دمه لن يذهب هدرا"، فيما أعلنت الحكومة الأردنية الثلاثاء أن رد الأردنيين على تنظيم داعش الارهابي سيكون "حازما ومزلزلا وقويا".
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي في 24 ديسمبر الماضي أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة بعد سقوط طائرته وهي من طراز اف-16 بالقرب من مدينة الرقة، شمال سوريا في أول حادثة من نوعها منذ بدء غارات التحالف ضد هذه الجماعة المتطرفة في سوريا في أغسطس. وأعلن التنظيم حينها أنه أسقط الطائرة بصاروخ حراري. ونفى الأردن وواشنطن هذه المزاعم.
وفي سياق متصل أفاد مصدر أمني أردني مسؤول امس الثلاثاء أن حكم الإعدام سينفذ بالانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي كان تنظيم داعش الارهابي قد طالب بإطلاق سراحها مقابل رهينة ياباني والابقاء على حياة الطيار الاردني معاذ الكساسبة.
وأضاف المصدر أن "حكم الإعدام سينفذ بمجموعة من الجهاديين على رأسهم الريشاوي والمدان العراقي زياد الكربولي المنتمي لتنظيم القاعدة والمسؤول عن اعتداءات ضد مصالح أردنية".
يشار الى أن ساجدة الريشاوي هي امرأة غابت لسنوات عن الأضواء، ولكن عاد اسمها ليظهر من جديد في الآونة الاخيرة بعدما جرى الحديث عن احتمال عقد صفقات ومبادلتها بالراهائن لدى تنظيم داعش الارهابي. وهي انتحارية حاولت تفجير نفسها عام 2005 خلال موجة الهجمات الإرهابية التي ضربت آنذاك الفنادق الأردنية، غير أنها فشلت في مهمتها، وقد وصفها تنظيم "داعش" الإرهابي في بيانه بـ"الأخت الأسيرة"، عارضا مبادلتها بالرهينة اليابانية، كينجي توغو قبل ان يقتله قبل يومين ، بعدما قام بقتل زميله الياباني الآخر، هارونا ياكاوا.
ولم تظهر الريشاوي إلى العلن منذ تسعة أعوام، إذ أنها مسجونة في الأردن منذ اعتقالها عام 2005، وقد ظهرت في تشرين الثاني من تلك السنة على شاشة التلفزيون الأردني لتقدم إفادتها عن محاولتها الفاشلة للمشاركة في الهجمات على الفنادق التي أدت آنذاك إلى مقتل 57 شخصا. وقالت الريشاوي في المقابلة: "زوجي فجّر قنبلته، وأنا حاولت تفجير قنبلتي، ولكنني فشلت.. فر الناس من المكان، وأنا ركضت معهم".
وكان القضاء الأردني قد أصدر حكما بالإعدام بحق الريشاوي عام 2006، ولكن في السنة نفسها علقت المملكة أحكام الإعدام، قبل أن تعود لتستأنف العمل بها الشهر المنصرم.
وتقول السلطات الأردنية إن الريشاوي، وهي الآن في العقد الرابع من العمر شاركت مع زوجها، حسين علي الشمري، بعملية تفجير فندق راديسون، التي راح ضحيتها 38 شخصا كانوا بحفل زفاف، وقد أدت الهجمات بمحصلتها العامة إلى مقتل ثلاثة انتحاريين و57 شخصا بثلاثة فنادق.
وتجزم عمّان بأن تنظيم القاعدة في العراق، الذي كان يقوده آنذاك أبومصعب الزرقاوي، هو الجهة التي تقف خلف العمليات، وقد قتل الزرقاوي في غارة جوية أمريكية عام 2006، ووصف وزير الخارجية الأردني السابق، مروان المعشر، الريشاوي آنذاك بأنها "شقيقة الذراع الأيمن للزرقاوي" دون الكشف عن اسمه الكامل.
إلا أن الأردن كان يصر على أن إطلاق سراحها سيكون مقابل إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة والذي أعدمه التنظيم حرقا كما ظهر في شريط بث الثلاثاء.
أما الكربولي فهو متهم بالانتماء لتنظيم "القاعدة" واعتقلته القوات الأردنية في أيار/ مايو 2006، وأصدرت محكمة أمن الدولة الاردنية الحكم عليه بالإعدام في الخامس من أيار/ مارس 2007، ولكن الحكم لم ينفذ حتى الآن. واعترف الكربولي في شريط بثه التلفزيون الأردني في أيار/ مايو 2006 أنه قتل سائقا أردنيا في العراق واستهدف مصالح أردنية هناك.