الوقت- شهدت الساحة الفلسطينية خلال الساعات القليلة الماضية سلسلة من الأحداث المتعاقبة والمترابطة بدأت من العمليات الإستشهادية الأربعة في حيفا والقدس والضفة وجديداً أُطلقت أربع صواريخ من قطاع غزة الفلسطيني بإتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة جنوباً دون أن تسفر عن سقوط إصابات، في هذا السياق دوّت صافرات الإنذار في مستوطنتي "سديروت" و"شاعر هنيجف" المحاذيتين لقطاع غزة فيما كثف جيش الكيان الإسرائيلي انتشاره للبحث عن اماكن سقوط الصواريخ تزامن ذلك مع سلسلة غارات شنها طيران العدو الإسرائيلي المحتل فجر السبت على قطاع غزة.
غارات الإعتداء الإسرائيلي أسفرت عن استشهاد الفلسطيني ياسين سليمان أبو خوصة 10 سنوات واصابة خطيرة لشقيقته ياسمين 6 سنوات وشقيقه أيوب 13 سنة وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ونقلوا إلى مستشفى محلي في بلدة بيت لاهيا، فيما أدعى الكيان أن الغارة استهدفت موقعاً لكتائب المقاومة القسام، وقد أكدت مصادر أمنية أن عدد الغارات الإسرائيلية بلغت 5 فيما يحتمل تزايدها خلال الساعات القادمة.
عمليّة رام الله و مسيرة بلعين الإسبوعيّة
وفي رام الله اصيب جنديان إسرائيليان مساء الجمعة في عملية بطوليًة نفذها فلسطيني غربي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية على طريق 443 بعد أطلاقه النار عليهم، فيما نقل عن جيش الكيان المحتل أن الحادثة لم تتضح معالمها الكاملة بعد، وقد ضرب طوقاً أمنياً في محل العمليّة ومنع الصحافيين من دخول المكان، فيما أنتشرت قوات الكيان المحتل في محيط العمليّة بحثاً عن منفذ العمليّة.
على صعيد آخر اصيب العشرات بحالات الإختناق بالغاز المسيل للدموع الجمعة خلال مشاركتهم في مسيرة بلعين الإسبوعية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، المسيرة كانت قد انطلقت من مركز القرية وبمشاركة الأهالي والمتضامنين الأجانب، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الشهيدة دلال المغربي إحياء لذكرى استشهادها الـ38، كما أحيوا الذكرى السنوية الـ13 لاستشهاد المتضامنة الأمريكية راشيل كوري. قبل أن تمطرهم قوات الإحتلال بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز ما أدى لوقوع الإصابات في صفوفهم.
فضائية فلسطين وتضامن اعلامي دولي ومحلي
أفادت مصادر أن سلطات الإحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجر أمس مقر فضائية "فلسطين اليوم" واعتقلت مدير مكتبها في الضفة الغربية "فاروق عليات" من منزله في بلدة بيرزيت. كما اعتقلت سلطات الإحتلال المصوّر الصحفي "محمد عمرو"، وكذلك فني البث "شبيب شبيب"، أثناء اقتحامها لشركة "ترانس ميديا" التي تقدّم خدمات تقنية للفضائية في البيرة قرب رام الله. وقال بيان صادر عن جيش الكيان المحتل إنه قرّر إغلاق مكاتب "فلسطين اليوم" بالضفة كون القناة تتبع حركة الجهاد الإسلامي المقاومة. وقال مراسل القناة الفضائية في رام الله جهاد بركات انه قامت قوة من الجيش بمداهمة مكاتبنا في مدينة البيرة، وصادرت مقتنياتها، وأغلقت مكاتب الشركة المشغّلة ترانس ميديا واعتقلت مديرها من بلدة بيرزيت قرب رام الله من جهتها.
في هذا السياق تتالت موجات الغضب الإعلامي حيال الإعتداء الإسرائيلي، فقد اعتبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن هذه الإجراءات تندرج ضمن سلسلة جرائم الإحتلال الممنجهة والمتصاعدة بحق الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية، والتي تعبّر عن عقلية ومنهج بائد يعكس روحيّة الكيان الهمجيّة المستمدة من مشروعها الإحتلالي لفلسطين.
هذا ودعت نقابة الإتحادين العربي والدولي للصحفيين إلى القيام بواجبهما في إدانة هذه الإجراءات، وممارسة الضغوط على الجانب الإعلامي الدولي للضغط على الكيان المحتل والتوقف عن اعتداءاته، كما أدان إعلاميو غزة ما أقدمت عليه قوات الإحتلال بغلق قناة فلسطين اليوم رافضين تكميم أفواه الإعلام الفلسطيني في كل مكان. ومن بيروت عملت قناة الميادين على بث نشرة أخبارها المسائية الرئيسية من مكتب قناة فلسطين في بيروت كخطوة تضامن معها واستنكاراً لجرائم الاحتلال بحقها والشعب الفلسطيني في سياق متصل، تعتقل سلطات الإحتلال الإسرائيلي في سجونها 16 صحفياً بينهم طلبة إعلام، كان آخرهم سامي الساعي من محافظة طولكرم، و فاروق عليات من جنين وهو مدير مكتب فضائية "فلسطين اليوم".
وذكر النادي الصحفي الفلسطيني أنه جرى توثيق تسع حالات اعتقال بين صفوف الصحفيين منذ بداية أكتوبر من العام المنصرم 2015، عدد منهم أُبقي على اعتقاله وآخرون تمّ الإفراج عنهم. فيما زار وفد من قيادات الفصائل الفلسطينية الجمعة، مكتب فضائية فلسطين اليوم في العاصمة اللبنانيّة بيروت لمساندتها في وجه الإحتلال. وأكد وفد الفصائل خلال لقائه مع المدير العام للفضائيّة الدكتور "أنور أبو طه"، رفـضهم لما تعرّض له مكتب فلسطين اليوم في رام الله، مطالبين محكمة الجنايات الدولية وجميع المؤسسات الحقوقية بمحاسبة الإحتلال على انتهاكاته الدائمة بحق الإعلام الفلسطيني.
كما ونظمت الجالية الفلسطينيّة في العاصمة البلجيكيّة بروكسل اليوم، وقفة تضامنيّة مع قناة فلسطين اليوم وانتفاضة القدس أمام مقر مجلس الإتحاد الأوروبي. ورفع المشاركون خلال الوقفة الأعلام الفلسطينية وشعارات تضامنيّة مع قناة فلسطين اليوم، منددين بانتهاكات الإحتلال بحق الشعب الفلسطيني عامة، والصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين على وجه الخصوص.
