الوقت - أحدثت مبادرة دي مستورا شرخاً بين الجماعات المسلحة المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، حيث اتهم أبومحمد الجولاني قائد جبهة النصرة، قادة الجيش الحر بأنهم باعوا سوريا مقابل ارتياد الفنادق الفخمة والحصول على بعض المناصب الحكومية.
أفاد موقع الوقت التحليلي، بأن مبادرة مبعوث الأمم المتحدة التي تقضي بتحقيق وقف في اطلاق النار و تشكيل حكومة شراكة وطنية، أشعلت من جديد نار الخلافات بين الجماعات المسلحة المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد.
و تقضي المبادرة بتشكيل دولة شراكة وطنية تكون فيها وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية بيد الرئيس بشار الأسد، فيما تكون بقية الوزارات بما فيها الداخلية بيد المعارضة. وتخاطب هذه المبادرة بشكل ضمني تلك الفئات من المعارضة التي لا تمانع في استمرار رئاسة الرئيس بشار الأسد وقيادته للجيش والأجهزة الأمنية، وقد أعلن أحد قادة الجيش الحر في حوار له مع صحيفة الغارديان البريطانية أن خطة دي مستورا تعتبر خطوة هامة من أجل وقف سيل الدماء وإنهاء آلام ومعاناة الشعب السوري.
ولم يمض يوم على الموقف الذي أعلنه القائد في الجيش الحر، حتى صرح قائد ما يسمى جبهة النصرة في حديث له مع مراسل صحيفة الحياة في سورية: "القبول بخطة دي مستورا جاء نتيجة الراحة الطويلة التي قضاها البعض في الفنادق الفخمة وبيع سوريا في مقابل الحصول على بعض الحقائب الوزارية."
من ناحية أخرى لم يبد النظام السوري أي رد فعل تجاه مبادرة دي مستورا سوى الاشارة بأنه مستعد لدراستها. وقال وليد المعلم في رده على سؤال مراسل وكالة الانباء السورية الرسمية: بأن الدولة السورية قد بدأت دراسة خطة دي مستورا وأن دمشق توافق من موقع مبدئي على أي مبادرة من شأنها القضاء على الارهاب.
هذا وتختلف وجهات النظر حول حقيقة ومحتوى مبادرة دي مستورا. حيث يرى بعض المحللين أن هذه المبادرة تأتي في سياق الخطة التي طرحتها روسيا في 30 يونيو/حزيران وتحظى بدعم روسيا وحلفائها، إلا أن الخطة الروسية كانت قائمة على نزع سلاح الجماعات المسلحة، في حين أن خطة دي مستورا لم تأت على ذكر سلاح المعارضة. فيما يقول بعض المراقبين أن مبادرة دي مستورا وخلافاً للمعلن تأتي في سياق المبادرة الفرنسة التركية التي تقضي بإيجاد منطقة حظر جوي، فبالرغم من أن مبادرة دي مستورا لم تأت على ذكر منطقة الحظر الجوي، لكنها أيضاً لم تأت على ذكر موضوع نزع سلاح الجماعات المسلحة، وفي الوقت نفسه تمنع المبادرة أي عملية جوية على خطوط المعارضة المسلحة، وفي النتيجة ستؤدي بشكل غير معلن إلى إيجاد منطقة حظر جوي.