الوقت ـ بعد عدم اعتراف طالت مدته من قبل الكيان الاسرائيلي حول معالجة ارهابي الجماعات المسلحة في مستشفيات هذا الكيان، اصبحت وسائل الاعلام الاسرائيلية تنشر بعض الاخبار حول هذه القضية كان علی رأسها التقارير التي تحدثت عن زيارة بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي لجرحي الجماعات الارهابية التي يتلقون العلاج في مستشفيات إسرائيل وفقا لتقرير القناة السابعة الإسرائيلية.
حيث تسعی إسرائيل الادعاء بان الهدف من وراء تقديمها الخدمات العلاجية لافراد الجماعات المسلحة السورية هو هدف إنساني . لكن ثمة من يقول أن إسرائيل تسعی من خلال تقديمها هذه الخدمات، تهيئة الارضية اللازمة للافراد الذين يتم علاجهم في الاراضي المحتلة حتی يصبحوا جواسيس منتشرين في شتی الاراضي السورية لتقديم المعلومات الاستخباراتية لاسرائيل في المستقبل.
يوسي مليمان، محلل للشؤون الاستخبارية في وسائل الاعلام الاسرائيلية، كشف عما وصفه بـ «ثمار التدخل الانساني» من خلال تقديم خدمات العلاج الطبية الی افراد المعارضة السورية، موكدا ان «هذا التدخل يحوّل الجرحى المعالَجين، وهم اكثر من الف جريح، الى ما يشبه سفراء اسرائيل في سوريا بعد عودتهم»، مضيفاً أن «الجرحى يعودون وهم يحملون صورة رائعة عن إسرائيل، بعد عشرات السنين من غسيل الدماغ التي خضعوا له من قبل الدعاية السورية الرسمية، التي تصور اسرائيل كأنها عدو وحشي».
أما لجهة الفائدة الأكثر أهمية، حسب تصريحات ميلمان، فهي افساح المجال امام الاستخبارات الإسرائيلية لتكوين قنوات اتصال استخبارية، وإن بصورة غير مباشرة، ونقل رسائل الى زعماء القرى والبلدات السورية المحاذية للحدود.
ويذكر في هذا الصدد إلى أن "الجيش الإسرائيلي" خلال الفترة الماضية أكد في وقت سابق على موقعه الرسمي أن "أكثر من 500 جريح سوري تمت معالجتهم في إسرائيل". حیث یعتبر هذا التقریر، اعترافا رسمیا من قبل جیش الاحتلال الاسرائلي في مایخص دعمه الارهاب في سوریا. ذاكراً بأن 40% منهم تلقوا العلاج في مستشفيات ميدانية قام الجيش الاسرائيلي بإنشائها بالقرب من الحدود!.
كذلك جرى نقل نسبة كبيرة منهم بواسطة المروحيات لتلقّي العلاج في المستشفيات المدنية ــ غالباً في مستشفى "زيف" في صفد، وفي "رمبام" في حيفا ــ. و6% من المصابين تمت إعادتهم إلى سوريا بعد حصولهم على العلاج الأولي وفقا لهذا التقریر.
كما ذكر قائد القوات الطبية في المنطقة الشمالیة، في جيش العدوّ، طريف بدر، أنّه في بعض الأحيان "تصلنا رسائل من الجانب الآخر مكتوبة باللغة العربية حيث تصف ما حدث للمصاب وما يجب أن يكون العلاج".
وفقا لهذه المعلومات التي نشرتها وسائل الاعلام الاسرائيلية فان مشفى "زيف" في صفد بالأراضي الفلسطينية المحتلة كان أحد المراكز الطبية المهمة لتقديم العلاج لافراد الجماعات الارهابية السورية خلال الاعوام الماضية بعد بدء الازمة السورية.
وفي هذا السياق اكدت وزارة الصحة الإسرائيلية في تقرير لها أن اسرائيل عالجت 1400 مصاب من أفراد الجماعات المسلحة السوریة المعارضة التي تقاتل الحكومة السورية. حيث ان تقديم خدمات العلاج لهؤلاء الافراد من قبل المستشفيات الاسرائيلية ادت الی احتجاجات من قبل المستوطنين الاسرائليين بسبب تقليص الخدمات الطبية التي كانوا يتلقونها إثر انشغال المشافي الاسرائيلية بتقديم الخدمات الطبية الی افراد المعارضة السورية.
ويقول المستوطنون الاسرائيليون بان تقديم الخدمات الطبية الی افراد الجماعات الارهابية السورية تودي الی التاخير في تلقيهم الخدمات العلاجية مما ادت هذه القضية الی ازعاج الكثير منهم. وبناء علی هذه التقارير فعندما يحتاج اي من الارهابيين السوريين الی تلقي خدمات فورية فانه سيكون في المرتبة الاولی لتلقي هذه الخدمات علی حساب المرضی الاسرائليين.
وفي هذه الاثناء جدير بالاهتمام تصريحات عدنان العرعور التي ادلا بها قبل فترة وهو أحد أبرز قادة الجماعات الارهابية السورية الذي يقطن في السعودية، "أن إسرائيل مشكورة لأنها تعالج جرحى المقاتلين المعارضين في سوريا".
مثل هذه التصریحات والمواقف المتناغمة من قبل قادة الجماعات الارهابیة السوریة والمسؤلین الاسرائیلیین تدل علی أن الارهاب في سوریا هو صنیعة الکیان الاسرائیلي ویهدف الی تدمیر سوریا بسبب دورها المحوري فی مواجهة الخطط الاسرائیلیة الاحتلالیة والهیمنة الامریکیة.