الوقت - بات من الواضح أن حملة التضليل التي يقودها ال سعود في المنطقة تهدف لامتلاك الشعوب واستعبادها فكرياً وعقلياً، فاعلامهم الحاقد الذي يسدل ستار فولاذي على الثورة الشعبية في بلادهم، يعمل على بث الفرقة والتهجم على ثورات الشعوب، ويسعى الى تقسيم المنطقة لمقاطعات مذهبية تخدم المشروعين الأمريكي والاسرائيلي لا أكثر ولا أقل.
حملة شرسة يقودها ال سعود ضد أنصار الله في اليمن تهدف لتقليب الرأي العالمي عموماً و العربي خصوصاً على هذه الجماعة و تكفي مراقبة بعض التصريحات السعودية الاخيرة، والتحريض الممنهج والخبيث الذي تحمله وسائل اعلام داخلية وخارجية محسوبة على المملكة، لتبيان حجم النقمة ضد الثورة التي لطالما أكد قادتها أن هدفها الأساس مواجهة الارهاب ومكافحة الفساد.
لم تتوقف وسائل الاعلام الممولة "سعودياً" التي اتخذت من الكذب والكذب الاخر شعاراً لها عن حملتها الاعلامية ضد "بعبع" أنصار الله الذي قاد الثورة اليمنية الى بر الأمان وحطم المشروع الأمريكي الاسرائيلي السعودي في اليمن، كما أنها لم تتوانى عن المساندة المستمرة لعصابات داعش والقاعدة، ويبدو أن الكذب والافتراء بات مهنة محببة لدى هذه القنوات التي تهدف دون خجل أو حياء لخداع الشعب اليمني من خلال رسم صورة مشوهة عن التنظيم الذي استطاع بتضحياته الجسيمة هزيمة المشروع المخابراتي الداعشي في اليمن، وإنقاذ البلاد من شفا حرب أهلية مقيتة.
مؤخراً نقلت وسائل الاعلام الممولة سعودياً خبراً عنوانه "رجال القبائل يقتلون عددا كبيرا من الحوثيين وسط اليمن"، وقد دعمته بالصور الا أن المتحدث باسم أنصارالله نفى صحة هذه الخبر، هذه التغطية الاخبارية تتضمن خبثا اعلاميا ماكراً ودعاية سياسية حاقدة، أولاً لأن عبارة رجال القبائل تهدف لتعبئة وتحريض اليمنيين ضد "أنصار الله"، وثانياً تحجب وسائل "المكر" هذه واقع المعركة عن الشعب اليمني، أي ان المعركة في واقع الحال تدور بين أنصار الله وبين تنظيم القاعدة الارهابي، ولان الشعب اليمني ينفر من تنظيم القاعدة المتوحش، تعمد "المضللون" اخفاء هذه الحقيقة عن الرأي العام، لانه سيساند "أنصار الله" بمجرد سماعه كلمة القاعدة.
التلاعب بالمسميات سياسة خبيثة لطالما اعتمدها هذا الاعلام الماكر بغية الوصول الى هدفه بأي وسيلة ممكنة "فالغاية تبرر الوسيلة" لديهم، لذلك لو نظرنا الى عبارة، "تقتل عددا كبيرا من الحوثيين وسط اليمن"، تحمل في طياتها مكراً لا يدرك للوهلة الاولى، كون العبارة توحي بانتصارات حقيقية لرجال القبائل على الحوثيين وهو ما يرفع من معنويات عصابات القاعدة المهزومة، كما ان عبارة الحوثيين هدفها الوحيد الايحاء بأنهم غزاة ومعتدين جاءوا من صعدة شمال اليمن الى وسط اليمن، وبالتالي فان القبائل في وسط اليمن يدافعون عن انفسهم ضد غزاة ومحتلين، وهو ما يحفز ابناء هذه المناطق للقتال بدافع العصبية والحمية المناطقية. بينما واقع المعركة يؤكد أن التقدم ساحق في مواجهة ارهابيي القاعدة، كما أن عصابات القاعدة هي في واقع الامر تتجمع الى وسط اليمن من مختلف المناطق والمحافظات اليمنية ومن خارج حدود الجمهورية اليمنية لتتخذ من هذه المناطق اوكارا تنطلق منها لتنفيذ عملياتها الاجرامية ضد الشعب اليمني .
هذا غيض من فيض الهجمة الاعلامية الخبيثة المستمرة على مدار الساعة ضد "أنصار الله" التي تبذل قصارى جهدها في ملاحقة ومطاردة عناصر تنطيم القاعدة الارهابي، وما يقوم به "أنصار الله" من ادوار وما يقدم من خدمات كبيرة للشعب اليمني هي اكثر بكثير من ان تعد او تحصى، فايجابيات هذا التنظيم تعكس نفسها على حياة الشعب اليمني في المناطق التي يتواجد فيها، حيث لمس المواطن اليمني بشكل مباشر الأمن والطمأنينة.
داخلياً بالرغم من السيطرة على الأرض يسعى مكون أنصار الله بدبلوماسية تامة أن يشارك كل الفرقاء في اليمن الجديد، وقد تكللت هذه المساعي بنجاح تام عبر توقيع اتفاق السلم والشراكة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. أما خارجياً، فيعي أنصار الله جيداً ضرورة الوحدة بين أبناء الشعب اليمني "لكف الشر الخليجي والأمريكي".
ما يمكن استخلاصه مما ذكر أعلاه، أن التكامل بين ما تقوم به التنظيمات الارهابية من جرائم قتل وارهاب على الأرض، وما ما تقوم به الوسائل الاعلامية المساندة لتلك العصابات الارهابية في السماء يؤكد أن الطرفان يعملان لمستخدم واحد هو "المشروع الأمريكي-الاسرائيلي".
