الوقت - بعد ان اكتشفت امريكا وحلفائها ان الجماعات الارهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش التكفيري الارهابي هي عاجزة عن اسقاط النظام في سوريا تعتزم واشنطن ومعها حلفائها الاقليميين التدخل بشكل اكبر في سوريا وذلك عبر خلق ما يسمى بالمعارضة المعتدلة وتدريب عناصرها وتجهيزها، والجديد في الامر هي المعلومات التي تسربت من اسطنبول والتي قالت بأن العسكريين الأتراك والأميركيين يضعون اللمسات الأخيرة على اتفاق يقضي بتدريب ألفي مقاتل من المعارضة السورية "المعتدلة" وهي جماعة "الجيش الحر" في معسكر على الأراضي التركية في إطار الاستراتيجية الاميركية لدعم المعارضين السوريين، فهل بهذا تكون واشنطن قد بلعت الطعم التركي؟ وهل تقسيم الارهابيين الى ارهابيين جيدين وغير جيدين يعود بالنفع على الشعب السوري؟
تشير المعلومات الواردة من تركيا أن تدريب المعارضين السوريين في هذا البلد على يد ضباط امريكيين واتراك سيبدأ الشهر المقبل، علماً بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) تشرف على معسكرات تدريب أخرى للمعارضين السوريين في دول عربية , ونقلت صحيفة حرييت ديلي نيوز التركية عن مصادر لم تحددها أن تدريب قوات الجيش الحر سيبدأ في نهاية كانون الأول في مركز تدريب الدرك الذي يبعد نحو 150 كلم جنوب شرق العاصمة أنقرة.
وأضافت الصحيفة إن عسكريين أتراكاً وأمريكيين سيقومون بتدريب هؤلاء المقاتلين، لكن معداتهم ونفقات التدريب ستتم تغطيتها بالكامل من الولايات المتحدة, وقد أنهى القادة العسكريون للبلدين التفاصيل الأخيرة لهذه الخطة خلال لقاء عقد هذا الأسبوع في مقر قيادة القوات المسلحة التركية.
ووفق المعلومات المتوافرة في واشنطن فإن الإدارة الأميركية بدأت تدرك اليوم وبسبب التحولات على الأرض، أن الضربات الجوية لن تكفي وحدها لضرب جبهة النصرة وداعش امام ما يسمى بالجيش السوري الحر وأن قوة ما يسمى بالمعارضة المعتدلة التي سيجري تجهيزها ستحتاج إلى غطاء جوي لضمان نجاحها وترافق ذلك مع نقل محطة سي ان ان معلومات عن درس واشنطن إقامة منطقة حظر جوي على الحدود مع تركيا.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن إدارة أوباما تدرس خططاً جديدة من شأنها أن توسع المهمة السرية التي تضطلع بها السي آي إيه لتدريب عناصر ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة وهي مهمة تطورت على نحو مطرد خلال العام الماضي مع العلم أن الوكالة تدرب حالياً نحو 400 عنصر بشكل شهري ومن المتوقع أن يقوم البنتاغون بتدريب عدد مماثل بعد أن يكتمل إعداد برنامجه التدريبي بحلول نهاية العام المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: نحن بحاجة إلى الإسراع في مساعدة المقاتلين المعتدلين وننظر إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية بوصفها أفضل وسيلة للعمل على هذا الموضوع بسرعة.
لكن صحيفة واشنطن بوست رأت أن قرار توسيع برنامج وكالة الاستخبارات الأميركية من شأنه أن يعمق تورط الولايات المتحدة بالأزمة في سوريا .
وعلى الرغم من هذا فمن الواضح ان ما يسمى بالجيش الحر لم يعد قادرا على مواجهة الجيش السوري وان تدريب الفي مقاتل او عدة آلاف من المقاتلين لا يمكنه تغيير موازين القوى في سوريا، فلماذا قررت امريكا القبول بهذه الخطة التي في الاساس هي خطة تركية كان المسؤولون الاتراك قد دعوا الى تنفيذها سابقا؟
يعتقد المحللون ان تركيا وبعدما تبين ان هناك رفض دولي لتنظيم داعش وجبهة النصرة يمنع دعم هاتين الجماعتين الارهابيين من اجل اسقاط النظام في سوريا تسعى الى تشكيل جبهة معارضة جديدة في سوريا تكون نواتها من الجيش الحر ومن ثم تستقطب هذه الجبهة المسلحين من داخل سوريا والمسلحين الاجانب ويتم دعمها دوليا من اجل العمل على اسقاط النظام السوري .
وهكذا تريد تركيا استمرار الحرب في سوريا حتى لو تم القضاء على تنظيم داعش او جبهة النصرة وهذه سياسة تركية يدفع ثمنها الشعب السوري وهي لا تتسبب الا باراقة المزيد من الدماء في سوريا فالارهاب جبهة موحدة ولايمكن ايجاد ارهابيين جيدين في مقابل ارهابيين سيئين وان افعال الجماعات الارهابية كلها واحدة حتى لو اختلفت الأسماء.
