الوقت ـ اقترحت مصر یوم الاثنین 23 من یولیو عبر وسائل الاعلام خطة لوقف الحرب فی قطاع غزة وتهدئة الاوضاع شملت وقف الهجوم الصهیونی من البر والجو والبحر وکذلک وقف عملیات المقاومة الفلسطینیة ضد کیان الاحتلال من البر والجو والبحر وحتی الانفاق تحت الارض بالاضافة الی اعادة فتح معابر قطاع غزة وتسهیل عملیة مرور البضائع والمسافرین الی القطاع , کما اقترحت مصر بأن یتم حل باقی المسائل ومنها المسائل الامنیة فی محادثات بین الجانب الفلسطینی والطرف الصهیونی علی ان یوفد کل طرف ممثلین له الی القاهرة خلال 48 ساعة بعد سریان وقف اطلاق النار من أجل التفاوض .
وقد رفضت حرکة حماس هذه الخطة المصریة قائلة إن شروطها قد تم تجاهلها ورفضها , وقد أبلغت حرکتا حماس والجهاد القاهرة بأنهما لا تسعیان فعلیا لاستعداء مصر ولا لتهمیش دورها فی "المشارکة فی الوصول إلی صفقة سیاسیة تنهی العدوان علی الشعب الفلسطینی فی غزة" وأنها تستهدف التعاون مع القاهرة "وکل من یستطیع تقدیم العون لتحسین شروط الاتفاق بحیث لا یأتی مکافأة لرئیس الوزراء الصهیونی"، وذلک بحسب مصادر عربیة نقلت الرسالة للقاهرة.
وتعبیرا عن مرارة الموقف هذا وتأکیدا علی التمسک بخیار المقاومة , فقد أکد الناطق باسم حماس سامی أبو زهری رفض حرکته وفصائل المقاومة للضغوط الممارسة علیها لإجبارها علی التخلی عن شروطها لوقف إطلاق النار مع الاحتلال وقال "ان الحراک الدولی یهدف إلی إنقاذ الاحتلال من الورطة، والمقاومة لن تستجیب للضغوط وستفرض شروطها من خلال تفوقها فی المیدان " .
وفی انتقاد للموقف المصری قال القیادی فی حرکة الجهاد الإسلامی بفلسطین، خالد البطش "ان طرح المبادرات لا یکون بالإعلام..هناک عناوین معروفة للمقاومة..هناک عناوین معروفة لإدارة الصراع مع هذا المحتل سواء ما یتعلق بالمقاومة أو حتی جانب السلطة الفلسطینیة " واضاف البطش انه لن یتم التوافق علی وقف اطلاق النار حتی رفع الحصار الصهیونی علی قطاع غزة .
وفیما اکد القیادی فی حرکة حماس اسماعیل هنیة إن مطالب الشعب الفلسطینی تتلخص فی وقف العدوان وعدم تکراره، ورفع الحصار نهائیًا، والإفراج عن المعتقلین الذین اعتقلوا مؤخراً شدد القیادی الآخر فی حماس مشیر المصری ان حرکته مستعدة للتهدئة بشروط المقاومة "ومستعدة أیضاً لمعرکة طویلة الأمد ونفسنا فیها طویلة ولدینا من المفاجآت ما یغیر قواعد اللعبة وفرض معادلات جدیدة وإرباک حسابات العدو إلی أن نحقق الانتصار ."
وتأکیدا علی وحدة صف المقاومة فی غزة قال امین عام حرکة الجهاد الاسلامی رمضان عبد الله شلح "ان معادلة التهدئة مقابل التهدئة انتهت والمعرکة لن تقف دون رفع الحصار عن شعبنا وحقنا فی المواجهة ".
وفی أحدث المواقف شددت حرکة "حماس" مساء امس الأربعاء 23 یولیو علی لسان رئیس مکتبها السیاسی خالد مشعل رفضها وقف إطلاق النار فی قطاع غزة قبل رفع الحصار الإسرائیلی المفروض علی القطاع منذ 2006 , وقال مشعل " نحن نرید وقف العدوان غدا أو الیوم أو فی هذه اللحظة لکن ارفعوا الحصار ضمانة وبشکل مؤکد ولیس وعدا أو تفاوضا لاحقا" وأضاف "نتفق علی المطالب وتحقیقها وبعد ذلک نتفق علی ساعة الصفر لوقف إطلاق النار" مؤکدا "لا نقبل أیة مبادرة لا ترفع الحصار عن شعبنا " .
ولایزال وزیر الخارجیة الامریکی فی القاهرة یحاول التوصل الی صیغة لوقف اطلاق النار بما یحفظ المصالح الصهیونیة ویغلب الشروط الصهیونیة فی المعادلة وهذا فی وقت بات من الواضح انه لم یعد بامکان هذا الکیان فرض شروطه علی الفلسطینیین لأن المقاومة الفلسطینیة صمدت فی المیدان وافشلت الخطط الحربیة للجیش الصهیونی وباغتت هذا العدو وردت بما لم یکن فی الحسبان حینما قصفت تل ابیب وحیفا بالصواریخ وقتلت العشرات من جنود الصهاینة ونفذت عملیات نوعیة حتی فی البحر وتحت سطح الارض وارسلت طائراتها من دون طیار الی العمق الصهیونی واسرت جندیا صهیونیا وقطعت الملاحة الجویة فی کیان الاحتلال , حیث بات صراخ المعلقین الصهاینة عالیا فی وسائل اعلامهم بأن حربهم فشلت .
وتاکیدا علی هذا وفی احدث التصریحات , شددت المقاومة الفلسطینیة علی لسان الناطق باسم حرکة حماس سامی ابوزهری مساء امس الاربعاء أن نجاح حماس فی إغلاق المجال الجوی الصهیونی، انتصار کبیر للمقاومة وتتویج للفشل الصهیونی و"إن هذا تدمیر لهیبة الردع الصهیونیة" .