الوقت - شدد الأمين العام لحزب الله حجة الاسلام والمسلمين سماحة الشيخ نعيم قاسم، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الإعلامي محمد عفيف، على أن وحدة الصف اللبناني هي السبيل لردع العدوان الإسرائيلي واستعادة الحقوق، مؤكداً أنه يجب على الكيان الإسرائيلي الانسحاب من الأراضي اللبنانية، ووقف الاعتداءات، والإفراج عن الأسرى، مشيراً إلى قدرة اللبنانيين على التفاهم فيما بينهم بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وحذّر الشيخ قاسم من خطورة ما يقوم به بعض الأطراف الذين يعملون لخدمة المشروع الإسرائيلي، مؤكداً أن ما يجري اليوم في لبنان ليس مجرد عدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بل هو عدوان موصوف يهدف للسيطرة على لبنان وتجريده من جميع مقومات القوة، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو سياسية، وفرض السيطرة التامة على البلد.
وفي سياق الأحداث الأخيرة، أشار إلى واقعة اليونيفيل، حيث صدر بيان أكد أن الكيان الإسرائيلي بنى جداراً تجاوز الخط الأزرق، وأدى ذلك إلى فقدان أكثر من 4000 متر مربع من الأراضي اللبنانية لصالح الكيان. كما أكدت اليونيفيل أن جنودها تعرضوا لإطلاق نار بشكل مباشر من قبل القوات الإسرائيلية، وكان من الممكن أن يتعرضوا للإصابة على بعد أمتار قليلة.
وأوضح الشيخ قاسم أن كل المكوّنات اللبنانية باتت في مواجهة مباشرة مع هذا العدوان، والذي لا يستثني أحداً: “هذا العدوان لا يقبل لا اليونيفيل ولا الجيش اللبناني ولا المدنيين، ولا يريد أصلاً أن يكون هناك استقرار لا في جنوب لبنان ولا في سائر لبنان”.
وأكد أن الاعتداءات على قوات اليونيفيل، الجيش اللبناني، والمدنيين، تعكس خطورة المرحلة وتوسع العدوان، مشدداً على ضرورة مواجهة هذا الخطر بكافة الوسائل الدبلوماسية والسياسية، والتفكير الجاد في جميع السبل المؤدية إلى وضع حد لهذه الاعتداءات.
الحكومة اللبنانية مطالبة بوضع برامج للمواجهة… العدوان هو المشكلة وليس المقاومة
وشدّد الأمين العام لحزب الله خلال كلمته، على أن الحكومة اللبنانية بمؤسساتها وأركانها تتحمل المسؤولية في التفكير الجاد ووضع برامج واضحة لمواجهة الاعتداءات المتكررة، معتبراً أن الدولة مُطالبة بإعداد خطط شاملة تمكّنها من مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن المبعوثين الدوليين خلال لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين يقرّون بأحقية لبنان ويؤكدون أن الكيان الإسرائيلي يتغوّل في عدوانه، بينما يحظى بدعم أمريكي مطلق، مضيفاً أنهم عادةً ما يطالبون لبنان “بالتجاوب” في سياق الضغط على المقاومة، وهو ما وصفه بالاستسلام غير المقبول.
واستنكر منطق المجتمع الدولي القائم على الاعتراف بحق لبنان في مواجهة العدوان، مع عدم تقديم أي خيارات عملية سوى الاستسلام لمطالب الكيان الإسرائيلي. وقال: “ما معنى أن نتجاوب؟ يعني أن نستسلم، لماذا؟ هل الحق مع إسرائيل؟ يردون لا، الحق معكم وهم يعتدون، لكن ليس بيدنا شيء آخر. كلا، لدينا خيار آخر، فالعدوان هو المشكلة وليس المقاومة، العدوان هو المشكلة وليس أركان الدولة ولا الجيش اللبناني، وأداء الجيش اللبناني لا علاقة له بذلك.”
وأكد الشيخ قاسم أن نقطة الانطلاق في المعالجة يجب أن تنطلق من تحميل العدو مسؤولية التصعيد والاعتداء، وليس توجيه اللوم للمقاومة أو مؤسسات الدولة الوطنية. واعتبر أن من يصف المقاومة بالمشكلة فقط لأنها ترفض الاستسلام، يرضى بتمكين الكيان الإسرائيلي من العبث بمصير لبنان.
وقال “نحن لا نقبل بذلك، نحن شركاء في هذا البلد ولنا كلمتنا، ومعنا قسم كبير من الشعب اللبناني، وكذلك قوى سياسية عديدة وحتى الدولة اللبنانية نفسها. لا أحد يقبل أن تُسلّم لبنان لإسرائيل لتعبث فيه كما تشاء.”
التنازلات الحكومية لم تحقق النتائج و”قول لا” أساس استعادة الحقوق اللبنانية
هذا، ووجّه الأمين العام لحزب الله، رسالة مباشرة إلى الحكومة اللبنانية، مؤكداً أن حزب الله جزء من هذه الحكومة ويطمح لنجاحها في بناء لبنان وتحريره، مشدداً على أن التنازلات التي قدّمتها الحكومة بهدف رفع العدوان لم تحقق أي نتائج ملموسة.
وأوضح الشيخ قاسم أن الحكومة وقعت في خطأ حين اتّبعت نهج التنازلات أملاً في إنهاء العدوان، مشيراً إلى أن تجارب التنازل المتكررة، وتقديم العروض المسبقة من طرف واحد، لم تثمر عن أي فائدة، إذ لم تُقابل بأي تجاوب من الطرف الآخر. وأضاف أن تطبيق الاتفاقيات من جانب لبنان تم بانضباط لأكثر من سنة، بينما الكيان الإسرائيلي لم ينفذ أيًّا من التزاماته.
وتطرّق إلى خطة “حصرية السلاح” التي أقرّتها الحكومة ثم قامت بتعديلها بعدما تبيّن خطرها وخطئها الكبير إثر رفض المقاومة والشعب اللبناني لهذا النهج، ورغم ذلك لم تلقَ هذه المبادرات استجابة من الطرف الآخر.
واعتبر أن كل القرارات المتعلقة بالانتشار جنوب نهر الليطاني، وحتى الاستعداد للمفاوضات، إضافة إلى قبول مبادئ ورقة براك “المخزية”، كلها مثّلت تنازلات من طرف لبنان لم تقابلها أي خطوات من الكيان الإسرائيلي، ولم يحصل لبنان على أي ضمانة أميركية، بينما استمرت الطلبات بالمزيد من التنازلات.
ونصح الشيخ قاسم الحكومة بأن تتوقف عن ذلك النهج، وأن تعلن موقفاً حازماً قائلاً: “قولوا لا دفاعاً عن حقوق لبنان، ولنتكاتف جميعاً في هذا الموقف، حتى لو بقي هناك من يسعى للسيطرة أو يرتهن للخارج”.
وأكد أن النجاح ممكن في حال وقف الشعب والحكومة صفاً واحداً، وأن تحقيق الاستقلال وتحرير الأرض واستكمال خطوات الاستقلال يتطلب وحدة المسلمين والمسيحيين ومختلف المناطق في مواجهة العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه، دفاعاً عن الحقوق اللبنانية.
كما وشدد على أن مطلب لبنان الأساسي هو استعادة الحقوق: “نحن نريد أرضنا وأسرانا واستقرارنا واقتصادنا وسياستنا، فهذا حق مشروع لكل الشعب اللبناني، ومن حقنا أن نناله باعتبارنا مواطنين فاعلين في هذه الدولة.”
الوصاية الأميركية خطر كبير على لبنان وأميركا هي مصدر أزمات البلد
وفي كلمته، حذر سماحة الشيخ نعيم قاسم، من خطورة الوصاية الخارجية على لبنان، مؤكداً أن هذه الوصاية لا تهدف إلى استقرار البلد، بل تعمل على تعميق أزماته وتغذية أسباب الفتنة والتوتر الداخلي.
وأوضح الشيخ قاسم أن الولايات المتحدة الأميركية ليست وسيطاً بين الأطراف اللبنانية، بل هي طرف معتدٍ ورئيسي وشريك مباشر في العدوان الذي يشنه الكيان الإسرائيلي على لبنان، مشدداً على أن واشنطن توجه الكيان الإسرائيلي في تحديد حدود العدوان بما يتوافق مع التحركات السياسية والضغوط الدولية.
وأشار إلى التصريحات الإسرائيلية الرسمية التي تؤكد أن كل عمليات الاعتداء والقصف والإجرام ضد لبنان تتم بالتنسيق المباشر مع الولايات المتحدة، منوهاً إلى أن الكيان الإسرائيلي يوظف الاعتداءات في إطار تنفيذ الدور الأميركي بالمساعدة والدعم.
وأكد الشيخ قاسم أن الولايات المتحدة هي من أفسدت الوضع اللبناني منذ عام 2019، إذ شهدت البلاد سلسلة تحركات شعبية حملت بالفعل أوجاعاً حقيقية ومشكلات معقدة، لكن تداخل التدخل الأميركي والأجنبي أضفى على الحراك الشعبي حالة من الفتنة الداخلية بهدف تغيير موازين القوى وإرباك المشهد الوطني.
وبيّن أن الهدف الرئيسي من إشعال الفتنة الداخلية كان خلط الأوراق ودفع الجميع إلى أزمة مستمرة، ما يتيح للولايات المتحدة التدخل وفرض رغباتها على الواقع اللبناني. وأضاف أن انهيار العملة اللبنانية، إفلاس البنوك، وتضرر الاقتصاد كلها نتائج مباشرة للسياسات والتدخلات الأميركية.
وقال “إذا أردت أن تعرف أكبر المصائب التي أصابت لبنان، فتش عن أميركا فهي مصدر كل تلك الأزمات، وهي التي تقود هذا النهج التخريبي.”
بيادق الفساد المالي والسياسي أدوات أمريكية… وقرض الحسن رئة اجتماعية لكل اللبنانيين
وأكد الشيخ نعيم قاسم، أن أركان الفساد المالي والسياسي في لبنان، سواء الذين عملوا في المرحلة السابقة أو من يستمرون اليوم، ليسوا إلا بيادق في يد الولايات المتحدة، مشيراً إلى دعم واشنطن لهؤلاء الأطراف الذين باتوا معروفين لدى الجميع، وأن السياسة الأميركية تواصل تخريب حياة اللبنانيين.
ولفت الشيخ قاسم إلى أن وفداً من وزارة الخزانة الأميركية زار لبنان مؤخراً بهدف التضييق المالي على حزب الله، مما ينعكس على عموم اللبنانيين. وأوضح أن من بين القضايا التي يستهدفها الوفد الأميركي مؤسسة “القرض الحسن”، مؤكداً أنها مؤسسة اجتماعية تخدم جميع المواطنين وتُعد رئة تنفس اجتماعي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وتعمل على تسهيل حياة الناس والفقراء والمحتاجين من مختلف الطوائف.
وأشار إلى أنه لا يملك أحد سلطة منع الخير والمساعدة والتكافل الاجتماعي، ولا ينبغي لأي طرف أن يكون أداة لعدوان جديد، داعياً الحكومة وحاكم مصرف لبنان وكل المعنيين إلى التوقف عن الإجراءات التي تزيد التضييق ليس فقط على حزب الله وجمهوره، بل على جميع اللبنانيين.
وأضاف الشيخ قاسم أن التبرعات التي تصل عبر وسائل عديدة هي تبرعات اجتماعية مخصصة للإعمار والترميم ومساعدة المحتاجين والعاطلين عن العمل في لبنان من كل الطوائف. وأوضح أن رئيس الجمهورية وعدداً من القيادات السياسية من مختلف الطوائف تحدثوا عن “بخ السموم” والتحريض بين اللبنانيين، مشيراً إلى وجود كلام كاذب ومحاولات لإثارة الفتنة ودفع لبنان نحو الوصاية الأميركية داخليًا وخارجيًا.
وشدد على أن خراب البلد يصيب الجميع ولا يُستثنى منه أحد، قائلاً: “بينما تظنون أنكم تخربون علينا فقط، إنما تخربون على أنفسكم وبيئتكم وأبنائكم أولاً.” وحذر من مغبة استمرار الجهات المحرضة، مؤكدًا أن من يطهو السم ويثير الفتنة مكشوفون ويفرح الاحتلال بأسمائهم وأقوالهم، لكن في النهاية “لن يبقى إلا الحق وأصحاب الأرض هم من يستعيدونها.”
الهجوم على الرئيس بري مُدان ويستهدف استقرار لبنان
وفي الشأن الداخلي، أكد الأمين العام لحزب الله، أن الهجوم الذي يتعرض له رئيس مجلس النواب نبيه بري هو هجوم آثم لا مبرر له سوى محاولة تسهيل السيطرة على البلاد عبر استدعاء الوصاية الأجنبية. وأكد أن الرئيس بري يمثل ركيزة أساسية في تحقيق استقرار لبنان، ومنع الفتنة، والمساهمة في بناء الدولة المستقلة والمحررة.
وأشار الشيخ قاسم إلى وجود قانون انتخابي يجب الالتزام به، منتقداً الدعوات التي تطالب بأن تكون أصوات المغتربين ضمن الداخل اللبناني، موضحاً أن مثل هذا التوجه يتيح لقسم من اللبنانيين التصويت في الخارج في ظل ظروف لا تسمح للآخرين بممارسة حقهم الانتخابي بحرية كاملة داخل أوطانهم، نظراً للظروف الأمنية أو المعيشية أو الضغوط الناتجة عن الدول الأجنبية التي يعادي بعضها بعض اللبنانيين ويضيّق الخناق عليهم، مما يخل بمبدأ العدالة والمساواة في العملية الانتخابية.
وأوضح أن الأصوات في الخارج قد تستخدم لخدمة أجندات الداخل دون توفر مناخ عادل يسمح للجميع بالمشاركة، مؤكداً أنه لا يمكن إقامة تحرك سياسي فاعل أو تمكين الأشخاص من حضور مراكز الاقتراع إذا كانت مصالحهم في خطر أو يتعرضون للتهديد.
وأضاف الشيخ قاسم أنه في ظل هذا الواقع، تغيب العدالة والمساواة عن العملية الانتخابية، وهناك من يرفض تحقيق العدالة فقط من أجل تحقيق مكاسب إضافية حسب تصوراتهم، مشيراً إلى أن ذلك يناقض مبدأ التعاون والإدارة المشتركة في البلاد.
وشدد على ضرورة الاستمرار في تطبيق القانون الانتخابي المعتمد دون تعطيل أو تلاعب، حفاظاً على نزاهة واستقرار الحياة السياسية اللبنانية.
أصحاب الأرض هم الباقون والمقاومة وصمود الشعب أساس النصر والاستقلال
و أكد الشيخ نعيم قاسم، أن أصحاب الأرض الذين يحملون لواء الشرف والعزة والكرامة والمقاومة والاستقلال، هم المنتصرون الحقيقيون وهم الباقون مهما اشتدت الضغوطات وصعُبت التحديات.
وشدد الشيخ قاسم على أن أبناء الأرض يضحون بالغالي والنفيس، لكنهم في النهاية يجنون ثمار الحرية والاستقلال من دماء أبنائهم وصبرهم وصمودهم، مضيفا أن الضغوط الحالية رغم قسوتها لن تنجح في كسر إرادة الصامدين، إذ أن الباطل قد يحقق جولة لكنه في النهاية لن يكون المنتصر في كل الجولات.
وأوضح أن الأنفس الأبية ترفض أن تعيش عبيداً لأي جهة، وتؤمن أن المرحلة الراهنة هي مرحلة الصمود وصناعة المستقبل، لافتا إلى أن مستوى القوة والإرادة لدى الشعب والمجتمع في لبنان غير مسبوق، وأن الأعداء يقفون في حيرة أمام تماسك هذا المجتمع وصموده.
وأكد الشيخ قاسم أن هناك محاولات مستمرة لتثبيط عزائم الناس، غير أن أبناء الشعب أثبتوا أنهم الأصلب عزيمة، وأن هذه القوة الجمعية لا يمكن أن تُهزم أو تُكسر.
وشدد على أن المقاومة وحلفاءها من الأحزاب والقوى الوطنية، مدعومين بالجيش وكل المؤمنين بتحرير واستقلال لبنان، قادرون بإذن الله على تحقيق النصر، ولن يُهزموا مهما بلغت قوة الضغوط والتحديات.
للحاج محمد عفيف بصمة خاصة للعمل الإعلامي في حزب الله
واكد سماحته أن الحاج محمد كان اسماً لامعاً في عالم الإعلام، يجمع بين قوة القلم في الكتابة والإلقاء، وعمق الثقافة والوعي، وحسن الرؤية واستقامة المسار.
وأشار إلى أن الشهيد تصدى لمسؤولية العلاقات الإعلامية لأكثر من عشر سنوات تحت إشراف سيد شهداء الأمة، وأن وجود عفيف في هذا المنصب منح العمل الإعلامي خصوصيةً بفضل قدرته على مواكبة الواقع الإعلامي وبناء العلاقات مع مختلف الوسائل، سواء الصديقة أو الخصمة.
وأضاف أن الحاج محمد عفيف استطاع أن يمنح بصمة خاصة للعمل الإعلامي في حزب الله. وبعد شهادة سيد شهداء الأمة، اقترح إقامة مؤتمرات صحفية متتالية لتوضيح قضايا لا تكفي فيها كلمة الأمين العام وحدها. وقد استطاعت تلك المؤتمرات سد ثغرات مهمة وكانت ثمرة تنسيق مستمر من أجل إيصال الرسائل المطلوبة إلى الجمهور وإلى العدو على حدّ سواء.
وأكد الشيخ قاسم أن الشهيد عفيف تميّز بثقافته الواسعة والمتنوعة، خاصة في مجال تخصصه الإعلامي، و التزامه على المستوى الإسلامي والسياسي ومنهج المقاومة، موضحاً أنه كان من المؤمنين بأن الإعلام الصادق هو من يمنح المجتمع والسياسيين مساراً دقيقاً لخياراتهم، فيما الإعلام الكاذب والمضلّل لا يصنع مساراً ولا يؤسس لبنيان. وشدّد على أن الشهيد كان ينتمي إلى مدرسة الإعلام الصادق، معتبرًا أن الناس لهم حق في معرفة الحقيقة.
ولفت إلى سعي الحاج محمد عفيف من خلال اتصالاته إلى إبراز صورة المقاومة ونقلها باستمرار، مضيفًا: “قتلوا الحاج محمد عفيف لأنه نجح في تسويق الفكرة والسردية المقاوِمة التي أرادها حزب الله، والتي تعبر عن واقع المقاومة الإسلامية وجمهورها.”
ووصف الأمين العام الشهيد بأنه نموذج للتحليل الموثوق والخبر الصحيح، مؤكدًا الدور البارز الذي أدّاه في تبيان مفاهيم المقاومة بشكل دقيق. وأضاف: “افتقدناك يا حاج محمد، كنت علماً مُهمّاً، وصاحباً مُحبّاً، وكنت مرتبطاً بسماحة السيد حسن، واستطعت أن توجد بصمة مهمة في العمل الإعلامي.”
ووجه الشيخ قاسم تحية خاصة لوالد الشهيد سماحة العلامة المجاهد الشيخ عفيف النابلسي رحمه الله، ولوالدته الجليلة، ولجميع العائلة والأهل، مشدداً على ضرورة ذكر رفاق الشهيد الأربعة الذين استشهدوا معه وكانوا ملازمين له في كافة تحركاته ونشاطاته، وهم موسى حيدر، حسين رمضان، هلال ترمس، ومحمود الشرقاوي، الذين شكلوا قوة داعمة له ويمثل استشهادهم فخراً كبيراً لهم جميعاً.
الإعلام المقاوم فضح عدوان الكيان الإسرائيلي وقدم صورة مشرقة للمقاومة
وأكد الأمين العام لحزب الله، أهمية تحصين الساحة الإعلامية عبر مراقبة ما يُبث من رسائل ومضامين، مشدداً على دور الإعلام في الدفاع عن الحق وكشف الاعتداءات التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق لبنان وفلسطين.
وتساءل الشيخ قاسم في كلمته: “أي صورة أوضح من حق المقاومة في الدفاع ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان؟ وأي صورة أشد وضوحاً من مشاهد المجازر التي ارتكبها العدوان سواء في لبنان أو فلسطين؟ أما المشهد الأكثر فظاعة فهو حين يقتل العدوان المدنيين أو الإعلاميين بلا رحمة.”
ووجّه تحية خاصة للإعلاميين الشرفاء الذين استشهدوا في لبنان، بمختلف المؤسسات، لما بذلوه من جهود واضحة في كشف حقيقة العدو وفضح جرائمه. كما أشاد بمواقف الإعلام اللبناني والعربي والدولي في وقوفهم إلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني، ودعمهم للمقاومة التي وصفها بالجليلة والأبية.
وأوضح الشيخ قاسم أن العدو اغتال الإعلاميين لأنهم تركوا أثراً واقعياً في إبراز حقيقة المعركة، وقدموا الوقائع والحقائق بجرأة، وواجهوا إعلام الطغاة والمجرمين. وحذّر من الاستهانة بنتائج الإعلام المقاوم والإعلام المؤيد للمقاومة، مؤكداً أن استهدافهم دليل على نجاحهم، وأن الصورة التي نقلوها للعالم عن المقاومة هي صورة مشرقة وملهمة.
