الوقت- أثبتت الدفاعات الجوية الإسرائيلية متعددة الطبقات مرارًا وتكرارًا عدم فعاليتها في مواجهة تهديد صواريخ كروز والطائرات المسيرة الانتحارية، وكان يوم الـ 8 من سبتمبر/أيلول 2025 أحد أكثر أيام القتال مرارةً وإيلامًا في الأراضي المحتلة هذا العام بالنسبة للكيان الصهيوني؛ فقد شنّ الصهاينة هجمات متعددة الجوانب أسفرت عن خسائر فادحة، وفي الوقت نفسه، انتشر الإرهاب في الضفة الغربية وغزة وصحراء النقب وميناء إيلات.
وفي الساعات الأولى من يوم الـ 8 من سبتمبر/أيلول، أسفر هجوم ناجح شنّه مقاتلو حماس على دبابة ميركافا في منطقة كفر جباليا عن مقتل جميع أفراد طاقم الدبابة الإسرائيليين الأربعة؛ وبعد ساعات قليلة، أسفرت عملية انتحارية ناجحة نفذها شابان فلسطينيان في القدس المحتلة عن مقتل 6 مستوطنين صهاينة وإصابة العشرات، فوضى في موقع عملية الـ 8 من سبتمبر الاستشهادية في القدس، وأكمل وصول طائرات مسيرة انتحارية من الأراضي اليمنية باتجاه جنوب ووسط الأراضي المحتلة، وفشل الدفاع الجوي الصهيوني في اعتراضها، يومًا أسود على الصهاينة.
كيف تصل الطائرات المسيرة اليمنية إلى ديمونا ورامون؟
تبلغ المسافة الدنيا بين الساحل الغربي لليمن وميناء إيلات ومطار رامون جنوب الأراضي المحتلة حوالي 1700 كيلومتر، لكن الطائرات المسيرة اليمنية نادرًا ما تستخدم مسارًا مباشرًا فوق البحر الأحمر لمهاجمة "إسرائيل".
ويعود ذلك إلى أن المدمرات الأمريكية والطائرات المقاتلة السعودية وطائرات أواكس، وحتى أساطيل بعض الدول الأوروبية المتواجدة في البحر الأحمر، قد تعترض الطائرات المسيرة اليمنية باستخدام رادارها وأنظمة دفاعها الجوي، لذلك، عادةً ما يُستخدم مسار مختلف يتطلب مدى تشغيليًا أكبر للطائرة المسيرة.
ويمكن لأنصار الله اليمنيين أيضًا استخدام طائرات "وعد" و"صماد 3" المسيرة لمهاجمة إيلات، ولكن عندما يتعلق الأمر بهجمات على تل أبيب أو عسقلان أو منشآت صحراء النقب، يتم استخدام طائرة مسيرة خاصة ومشهورة: يافا.
وطائرة يافا المسيرة، التي يبلغ مداها القياسي أكثر من 2500 كيلومتر، مصممة للتنقل عبر مسارات ثانوية لضمان وصولها إلى سماء الأراضي المحتلة؛ وتقول مصادر صهيونية إن الطائرات المسيرة اليمنية عادةً ما تبدأ طريقها نحو شرق القارة الأفريقية، وتمر عبر السودان ومصر إلى صحراء سيناء، ثم تنعطف فجأةً بسرعة نحو منشآت ميناء إيلات.
ولكن ما هو المسار الذي سيُنفذ منه الهجوم على صحراء النقب في قلب الأراضي المحتلة ومنطقة مفاعل ديمونا النووي؟
ولهذا الغرض، ربما تحاول الطائرات المسيرة اليمنية استغلال النقاط العمياء للرادار والمناطق التي يفتقر فيها الجيش الأردني إلى القدرات الدفاعية (للتعاون مع الصهاينة) ومفاجأة الدفاعات الجوية للكيان الصهيوني، رابع عملية ناجحة لطائرات مسيرة ضد إيلات خلال الأسبوعين الماضيين، يبدو أن تكتيك الجيش اليمني الجديد، واستخدامه مسارات خاصة وطائرات مسيرة خاصة، سيؤديان إلى استهداف الصهاينة مرارًا وتكرارًا في ميناء إيلات الاستراتيجي.
ومساء الأربعاء، 24 سبتمبر/أيلول، عادت صفارات الإنذار من هجوم بطائرات مسيرة إلى جميع أنحاء ميناء إيلات، ووفقًا لاعتراف الجيش الإسرائيلي، أصابت طائرة مسيرة يمنية فندقًا في منطقة مطار إيلات القديم بعد أن فشلت دفاعات الكيان الجوية في اعتراضها.
وأُصيب ما لا يقل عن 19 مستوطنًا صهيونيًا في الهجوم حتى الآن، اثنان منهم في حالة حرجة؛ ولم يقدم الصهاينة أي تفسير إضافي بشأن موقع الإصابة واحتمالية هجوم على مقر أمني مغطى، على الرغم من أن المقذوفات اليمنية (بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة) نجحت في العامين الماضيين في تجاوز الدفاعات الجوية الصهيونية وضرب أهداف في الأراضي المحتلة عدة مرات، إلا أنه في الجولة الجديدة من إجراءات دعم الجيش اليمني لشعب غزة المظلوم، ضربت الطائرات المسيرة اليمنية أهدافًا في جنوب الأراضي المحتلة عدة مرات في فترة زمنية قصيرة، وفشل الدفاع الإسرائيلي في اعتراضها.
ويعتقد الخبراء أن التدهور الشديد في طائرات سلاح الجو الإسرائيلي هو أحد الأسباب الرئيسية لذلك؛ في الواقع، ثبت مرارًا وتكرارًا أن الجيش الإسرائيلي قوة تعتمد بشكل كبير على مقاتلاتها الأمريكية، وكلما غاب سلاح الجو في منطقة ما لأي سبب من الأسباب، تواجه وحدات أخرى، مثل الدفاع الجوي أو القوات البرية، مشاكل خطيرة وانعدامًا في الكفاءة، بسبب الاستخدام المكثف لأسطول المقاتلات والقاذفات الإسرائيلي خلال النزاعات في غزة ولبنان، أو الهجمات على سوريا والحرب التي استمرت 12 يومًا مع إيران، تعرض هيكل الطائرات الإسرائيلية لضغط شديد ولم يعد قادرًا على توفير غطاء جوي كافٍ في جنوب الأراضي المحتلة، كما أثبت الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدد الطبقات مرارًا وتكرارًا أنه غير فعال ضد تهديد صواريخ كروز والطائرات الانتحارية من دون طيار بمفرده، فقط عندما تكون الطائرات المقاتلة الإسرائيلية أو الدول الغربية الداعمة للكيان موجودة في السماء سيكون من الممكن اعتراض المقذوفات المهاجمة قبل أن تصل إلى سماء الأراضي المحتلة، وإلا، فسيواجهون حوادث تسببت في ضرب عدة طائرات من دون طيار يمنية لميناء إيلات ومطار رامون ومناطق حساسة أخرى للكيان الصهيوني في الأسبوعين الماضيين.