الوقت- أكد سعيد خطيب زاده، مستشار وزير الخارجية الإيراني، أن إيران لن تثق بأميركا بعد الآن في أي مفاوضاتٍ محتملة، مشيرًا إلى أن مستقبل المنطقة ليس كما تتصوّره واشنطن و"تل أبيب".
خطيب زاده وخلال أول زيارة خارجية له إلى الصين بعد الاعتداءات الأخيرة لاميركا والكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية، أجرى مقابلة مفصلة مع قناة فينيكس التلفزيونية، ناقش فيها قضايا رئيسية، منها التطورات النووية الإيرانية، والعلاقات الإقليمية والدولية، ومستقبل المفاوضات والتوترات الإقليمية واحتمالية نشوب صراع واسع النطاق.
واشار خطيب زاده، إلى سياسات امريكا والكيان الصهيوني، قائلاً: "إن تصاعد التوترات وارد دائمًا، خاصةً عندما يكون الطرف المقابل هو اميركا والكيان الصهيوني. لطالما سعت إيران إلى السلام ولم تبادر بأي حرب خلال القرون الماضية. نحن دولة ذات حضارة، وإيران ظلت وستظل مستقرة لآلاف السنين".
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يسعى بجرائمه إلى جعل قيام دولة فلسطينية أمرًا مستحيلًا، وأضاف: "الآن، في المنطقة، من مصر وتركيا إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الفارسي، تبلور تفاهم مشترك على أن إسرائيل هي التهديد الرئيسي. كما تسعى اميركا أيضًا إلى توسيع هيمنتها من خلال استغلال العلاقات الإقليمية، لكن دولًا مثل إيران لديها القدرة والإرادة لمواجهة هذه الهيمنة".
وفيما يتعلق بإمكانية تصعيد الصراع وخطر نشوب الحرب ودور الدبلوماسية، قال: "لقد بذلنا قصارى جهدنا لمنع مثل هذه الصراعات، حتى قبل بدء هذا العدوان. ولكن عندما لا تكون لدى اميركا وإسرائيل خطوط حمراء، فإن خطر الحرب الشاملة قائم دائمًا. يجب توجيه رسالة حازمة إليهما مفادها أن مستقبل المنطقة ليس كما يتصورانه".
وأكد خطيب زاده على موقف القضية الفلسطينية، قائلاً: "إسرائيل هي أساس العديد من الأزمات بإنكارها حقوق الفلسطينيين. وتحاول إيران والصين ودول مسؤولة أخرى منع تحول هذه التوترات إلى حرب لا نهاية لها من خلال الدبلوماسية".
وفي إشارة إلى العمليات الإرهابية الأخيرة، قال خطيب زاده: "إسرائيل في الأساس عصابة إرهابية قائمة على الإرهاب والتخريب والخداع. إنهم بارعون في هذه العمليات، لكننا نعزز الأمن الداخلي ونفرض تكاليف على إسرائيل حتى يفهموا أنه لا يمكن معاملة الشعب الإيراني بهذه الطريقة".
وفيما يتعلق باعتقال المتسللين، أضاف: "هذه الإجراءات ليست من عمل الموساد وحده، بل شبكة من الأجهزة الغربية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، متورطة. لقد نجح جهاز استخباراتنا ويواصل مواجهة هذا التسلل بالتعاون مع الدول الصديقة، بما في ذلك الصين".
وردًا على المخاوف التي أثيرت بشأن حقوق الإنسان، قال خطيب زاده: "عندما يتحدث الغربيون عن حقوق الإنسان، يجب أن تضحك. بعد الإبادة الجماعية في غزة ودعمهم لإسرائيل، لم يعد لديهم مجال للحديث عن الأخلاق أو حقوق الإنسان. إنهم يستخدمون حقوق الإنسان كأداة للسياسة الخارجية، ولكن بالنسبة لإيران، حقوق الشعب مبدأ وليست ورقة مساومة".
مضيق هرمز؛ الفناء الخلفي لإيران
وردًا على سؤال حول إمكانية إغلاق مضيق هرمز، قال: "حتى خلال الحرب الإيرانية العراقية، سمحنا للناقلات بالمرور بحرية في هذا المضيق. مضيق هرمز هو فنائنا الخلفي وسنحافظ عليه. ولكن إذا برز تهديد وجودي ضد إيران، فلن يكون هناك أي معنى للحسابات وضبط النفس".تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% هو رد على خرق الالتزاماتوفيما يتعلق بالبرنامج النووي، قال خطيب زاده: "يجري تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% بالكامل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهدفه سلمي. جاء هذا الإجراء ردًا على خرق أميركا لالتزاماتها واغتيال علمائنا، وهو إجراء قابل للتراجع عنه تمامًا. لطالما أكدت إيران أن طريق المفاوضات مفتوح".وأكد: "هذا الإجراء ليس أداة ضغط، بل حق مشروع للشعب الإيراني. جميع أنشطتنا كانت وستظل تُنفذ في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي وتحت إشراف الوكالة".
وفيما يتعلق بأنشطة الوكالة في إيران، قال: "ستُنظّم علاقاتنا مع الوكالة تحت إشراف المجلس الأعلى للأمن القومي من الآن فصاعدًا، لكن تعاوننا لم ينقطع وسيستمر مع عودة المفتشين".الهجمات على المنشآت النووية ومسؤولية الولايات المتحدةوفيما يتعلق بالعدوان الأميركي الأخير على نطنز وأصفهان، قال خطيب زاده: "كانت الأضرار جسيمة، ويجري حاليًا إجراء تقييمات فنية. لكن الأهم من حجم الأضرار هو الانتهاك الواضح للقانون الدولي من جانب الولايات المتحدة. يجب أن يُفهموا أنهم لا يستطيعون المساس بوحدة أراضي الدول دون ثمن".مصير الاتفاق النووي والمفاوضات المحتملة.
وفيما يتعلق بالعودة إلى الاتفاق النووي أوضح: "كنا على وشك عقد جولة جديدة من المفاوضات في مسقط عندما وقع العدوان الأخير وتغيرت أمور كثيرة. إذا كان هناك أي حوار، فسيكون في جوٍّ من التسلح الكامل. لم تعد هناك أي ثقة بالطرف الآخر".
واختتم خطيب زاده حديثه قائلاً بشأن الشروط المسبقة للمفاوضات المستقبلية: "لسنا في عجلة من أمرنا للتفاوض إلا إذا تأكدنا من أن المفاوضات مضمونة النتائج. لا نعترف بإسرائيل ولا نعتبرها طرفًا تفاوضيًا. أما بالنسبة لاميركا فربما يكون من الممكن إدارة العداء من خلال المفاوضات، ولكن فقط عندما نتأكد من تخليهم عن أوهام الماضي".