الوقت - في تقريرها، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أنه بعد مرور عام وتسعة أشهر على عملية السابع من أكتوبر، والتي تُعرف بهزيمة "إسرائيل" في “عملية طوفان الأقصى”، فإن الأيام القادمة ستكون مصيريةً، حيث صدرت الأوامر للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية تحرير الأسرى بهدف تحقيق ما وصفه بنيامين نتنياهو بالنصر.
المسؤولون في الكيان الصهيوني، الذين أمضوا شهوراً في ادعاءات متكررة حول القضاء على حركة حماس، أعربوا، وفقًا لهذا التقرير، عن أن أحد أهداف العملية المعروفة باسم “عربات جدعون” هي قطع كل أشكال الاتصال بين حركة حماس والمساعدات الإنسانية الموزعة في قطاع غزة.
ووفقًا للخطة الحالية، تسعى "إسرائيل" إلى منع قوات حماس من التحكم في شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة إلى القطاع، ومنع توزيعها بين السكان، في محاولة واضحة لعزل الحركة وإضعافها.
يشير الخبراء الإسرائيليون إلى أن الکيان الصهيوني يسعى، في اللحظات الأخيرة، إلى تحقيق صورة انتصار، بعد أشهر طويلة من المراوحة في مستنقع غزة، ووفقًا لما ورد في صحيفة “إسرائيل هيوم”، فإن هذه الجهود تُبذل بدعم مباشر من الولايات المتحدة، في وقت يجري فيه وسطاء محاولات حثيثة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، وهو ما قد يُسهم في إنهاء الحرب بشكل نهائي.
التقرير يشير أيضًا إلى أمل، حسب مصادر مطلعة، بأن يتزامن إعلان نهاية الحرب في غزة مع توقيع اتفاق تطبيعي مع إحدى الدول الإسلامية، حيث تُعتبر المملكة العربية السعودية المرشح الأبرز لهذا الاتفاق.
غير أن المصادر ذاتها أكدت للصحيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يبحث عن مكسب يتعلق بمصير الفلسطينيين، فقد صرّح في اجتماع خاص عُقد قبل نحو شهر قائلاً: “إذا أقدمتُ على اتفاق تطبيع مع إسرائيل دون تحقيق مكسب للفلسطينيين، فلن أجد سوى رصاصة في جبيني”.
وأضافت الصحيفة إنه كان يُعتقد في وقت سابق أن السعودية ستكتفي، مقابل اتفاق التطبيع، بالحصول على تصريح غير ملزم من نتنياهو حول إمكانية اتخاذ خطوات نحو حل الدولتين، لكن بعد الكشف عن هذا الأمر، اتضح أن هذه الفكرة تواجه معارضةً واسعةً من قبل الأحزاب اليمينية، وحتى داخل حزب الليكود نفسه.
في التطورات الأخيرة، أُثيرت فكرة جديدة مفادها بأن السعودية قد تتولى الإشراف على حكومة جديدة تُقام في غزة لتحل محل حكم حركة حماس، وهو ما قد يسمح لابن سلمان بإقناع شعبه بأنه يلعب دوراً محورياً في القضية الفلسطينية.
وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح خلال اجتماع وزاري مؤخراً بأن غزة، في نهاية المطاف، ستؤول إلى إدارة عربية، كما كشف تساحي هنغبي، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، صباح الأحد الماضي عن احتمالية التوصل إلى حلٍ قريب لمسألة غزة، مشيراً إلى تقدم محتمل في ملف التطبيع مع سوريا أيضًا.
وفي سياق متصل، أفاد موقع “واي نت” الإخباري مساء الأحد الماضي، نقلًا عن لجنة أهالي الأسرى الإسرائيليين، بأنهم وجهوا رسالةً مفتوحةً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحذرونه فيها من التفرقة بين تحرير الأسرى وإنقاذهم، وأوضحوا أن محاولة الإنقاذ قد تتسبب في قتل الأسرى أو فقدانهم، على عكس عملية التحرير التي تضمن سلامتهم.
وأعرب أهالي الأسرى عن ترحيبهم بإعلان نتنياهو أن استعادة الأسرى هي الأولوية القصوى بعد أكثر من عشرين شهرًا على الحرب، لكنهم أكدوا على ضرورة أن يتم هذا الأمر في إطار اتفاق شامل لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الخمسين وإنهاء الحرب في غزة.
وشدّد الأهالي على مطلبهم الأساسي، وهو الإفراج عن أبنائهم بأمان، مع رفضهم المطلق لأي عملية إنقاذ قد تعرض حياة الأسرى للخطر، مؤكدين أن هناك فرقًا جوهريًا بين تحرير الأسرى وإنقاذهم في ظل الظروف الراهنة.