الوقت - بعد تعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أثار هذا الأمر ردود فعل عديدة، سواء من المقاومة أو من الحركات الفلسطينية أو من الكيان الصهيوني.
أعقب تعيين حسين الشيخ رد فعل سلبي من حركة حماس، حيث أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس: "نعتبر قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالموافقة على تعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس السلطة الفلسطينية خطوةً مستهجنةً، جاءت استجابةً لإملاءات خارجية، ومأسسةً لنهجٍ أحادي الجانب، وتهميشًا للآخرين، وبعيدًا عن الإجماع الوطني وإرادة الشعب الفلسطيني".
وأضافت حماس: "يعكس هذا القرار إصرار القيادة النافذة في منظمة التحرير الفلسطينية على مواصلة إغلاق مؤسسات هذه المنظمة، بدلًا من توفير مظلة شاملة لنضال شعبنا وقواه".
وأكدت حماس: "أولوية الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن هي وقف العدوان وحرب القتل والتجويع، وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال والاستيطان، لا توزيع المناصب وتقاسم كعكة السلطة إرضاءً للأطراف الخارجية".
وأكدت حماس: "ندعو جميع الفصائل الفلسطينية إلى رفض هذه الخطوة، والتمسك بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية، بعيدًا عن الإملاءات والوصايا، وبما يُعبّر عن إرادة شعبنا خدمةً لقضيته العادلة".
الشيخ، المسؤول عن العلاقات المدنية مع "إسرائيل"، ويشغل منصب "وزير الشؤون المدنية" في السلطة الفلسطينية، شغل مناصب حساسة في السنوات الأخيرة نظرًا لقربه من محمود عباس، وهو من المقربين منه، ويشارك في اتخاذ قرارات مهمة في سياسة السلطة الفلسطينية، ويُذكر اسمه كخليفة محتمل لمحمود عباس.
اتفق الشيخ مع رئيس السلطة الفلسطينية على جميع القرارات - حتى تلك المثيرة للجدل بين الفلسطينيين - مثل وقف دفع رواتب المقاومين وعائلاتهم، بعد بدء طوفان الأقصى، دعا الشيخ في مقابلة تلفزيونية إلى "تصفية الحسابات مع حماس".
لذلك، هناك موجة واسعة من التفاؤل والرضا بهذا التعيين في وسائل الإعلام العبرية، لدرجة أن حسين الشيخ يُوصف بأنه شخص مقرب من "إسرائيل"، في هذا الصدد، كتب موقع "ميكوميت" الصهيوني، في تقرير له عن حسين الشيخ، ما يلي: "الشيخ من المقربين من محمود عباس، بمبادرة من محمود عباس وإسرائيل، خضع الشيخ لدورة تدريبية في القضايا السياسية، التقى خلالها بكبار المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، وصفوه بأنه شخص براغماتي ومعتدل، وصفه مسؤول كبير سابق في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنه "رجلنا في رام الله" في مقال بمجلة "فورين بوليسي".
في حين يُعد مروان البرغوثي رمزًا للنضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي، عزز الشيخ مكانته كخليفة لمحمود عباس. دعمت النخب الإسرائيلية السابقة، المسؤولة عن اتفاقيات أوسلو ومؤيدة العسكرة الصهيونية، محمود عباس والشيخ، وفي خدمة هذه النخب، استخدموا العسكرة الداخلية ضد مجتمعهم الفلسطيني، وسمحوا لـ"إسرائيل" بتوسيع سيطرتها، أصبحت السلطة الفلسطينية قوة فاسدة وأداة للاستعمار الإسرائيلي، من هنا، تطور الاستعمار الإسرائيلي إلى ضمٍّ فعليّ وكيان فصل عنصري.
تجدر الإشارة إلى أن الشيخ يُنظر إليه من قِبَل كثير من الفلسطينيين كرمزٍ للفساد في السلطة الفلسطينية، نظرًا لفضائح الفساد العديدة، بل حتى الجرائم الجنسية المرتبطة باسمه، أما حركات المقاومة، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، فتعتبره رمزًا للتعاون مع "إسرائيل".