الوقت- أعرب حفيد نيلسون مانديلا، عن امتنانه لداعمي فلسطين، بما في ذلك إيران، مؤكداً أن الشهيد نصر الله لن يموت أبداً وأن فكره سيكون نموذجاً لكل المناضلين ضد الظلم في العالم.
"مانديلا مانديلا"، حفيد نيلسون مانديلا، المناضل الأفريقي العظيم وزعيم المقاومة الداخلية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والذي كان أول رئيس لهذا البلد يتم انتخابه في انتخابات عامة ديمقراطية، أعلن خلال حضوره في مراسم تشييع شهيدي الأمة الإسلامية الشهيد السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين في بيروت، أنهم (الصهاينة) استشهدوه (السيد حسن نصر الله)؛ ولكن أفكاره سوف تظل حية بين جميع المناضلين من أجل الحرية في جميع أنحاء العالم، كما نقول في جنوب أفريقيا: إنه لم يمت، بل تضاعف.
في الـ 23 من شباط (فبراير) 1403م، توافد إلى بيروت حشد كبير من الأحرار من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، أحفاد النبي محمد (ص)، ولم يكن الشهيد السيد حسن نصر الله الأمين العام الوحيد لحزب الله؛ بل كان الأمين العام والزعيم لكل العرب والفرس والبيض والسود وكل المستضعفين في العالم، وكان قائداً تاريخياً في مواجهة الإمبريالية وقوى الغطرسة العالمية، وأصبح رمزاً وقدوة لكل مقاتل على هذا الكوكب.
وفي تقريره عن الحوار الذي أجراه مع مانديلا، أشار مراسل وكالة مهر للأنباء وردة سعد أولاً إلى الحديث المشهور للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي ينص على: "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض، إلا بالتقوى".
سيبقى الشهيد نصرالله قدوة لكل المناضلين وطالبي الحرية في كل أنحاء العالم
وفي بداية هذا الحديث قال مانديلا عن معنى مشاركته من جنوب أفريقيا في تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين: لقد قمنا للتو بزيارة موضع استشهاد قائدنا العظيم الشهيد السيد حسن نصر الله، لقد استشهدوه (الصهاينة)، لكن أفكاره وخواطره ستبقى في قلوب وعقول كل مناضل من أجل الحرية في أنحاء العالم، كما نقول في جنوب أفريقيا، إنه لم يمت، بل تضاعف، ونحن نحيي ذكرى هذا البطل وشجاعته، ونشكر قيادة وأفراد حزب الله على دفاعهم الباسل عن المسجد الأقصى، وشعب غزة، والمقاومة الفلسطينية برمتها.
وأكدت هذه الشخصية الجنوب أفريقية البارزة على أهمية شعار "نحن على كلمتنا" في النضال ضد الإمبريالية والغطرسة العالمية، وكذلك في دعم فلسطين: "بهذا الشعار، نعلن دعمنا المطلق لكل من يسعى لتحرير فلسطين المحتلة، بما في ذلك جماعات المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حماس وحركة الجهاد الإسلامي، وحزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكل من يدعم النضال الفلسطيني في المنطقة".
وأكد: "ندعو الجميع في الجنوب العالمي إلى اتخاذ موقف شجاع دعما للمقاومة الفلسطينية"، وعلى الجميع أن يتخذوا من شجاعة الشهيد السيد حسن نصر الله قدوة لهم، فهو الذي بقي ثابتاً على هذا الطريق من دون خوف، وكان يؤمن بالنصر على الإمبريالية الغربية ويعتبره أمراً مؤكداً.
وعن استذكاره للحضور الكبير من مختلف قارات العالم في تشييع قائد شهداء الأمة الإسلامية وكيف استطاعت مدرسة الشهيد السيد حسن نصر الله أن تغزو كل القلوب والقارات، قال مانديلا: "نحن ممتنون لملايين الأحرار في أنحاء العالم الذين يشاركون ليل نهار في المسيرات والاحتجاجات وحملات المقاطعة ضد النظام الصهيوني والمسيرات دعماً للشعب الفلسطيني، ونقول لهم إن أصواتكم مسموعة في غزة والضفة الغربية وبيروت والنصر قريب إن شاء الله".
واختتم حفيد نيلسون مانديلا كلمته بتوجيه التحية والتقدير للموقف الشجاع للشعب والقيادة اليمنية الذين رغم ظروفهم الصعبة في ظل الحرب والحصار الذي يفرضه العدو عليهم يواصلون اتخاذ الإجراءات المناهضة للإمبريالية.
حفيد مانديلا: حريتنا ناقصة من دون تحرير فلسطين
كما أكد النائب في برلمان جنوب أفريقيا، ماندلا مانديلا، حفيد المناضل نيلسون مانديلا، أن الشعب الفلسطيني كان ملهما لجده طوال سنواته التي قضاها في السجن، وفي تصريح له، قال مانديلا إن “أبطال فلسطين الشجعان كانوا يلهمونه ويعطونه الأمل في أحلك أيامه التي قضاها في النضال من أجل الحرية".
وأضاف “الفلسطينيون كانوا يواجهون نظام الفصل العنصري في إسرائيل بأيدهم وأحيانا بالحجارة وهذا ما غير حالهم كسجناء سياسيين"، ولفت الى أن جده كان يعتبر أن “حريتنا ناقصة ولا تكتمل من دون تحرر فلسطين، هذا هو العهد الذي أخذناه على أنفسنا، نحن هذا الجيل في جنوب إفريقيا.”
وأكد حفيد مانديلا “وقوفه جنبا إلى جنب مع رفقائنا وإخواننا وأخواتنا في فلسطين المحتلة، ونقول لهم إنهم أيضا سينتزعون حريتهم، وسنواصل حراكنا كسفراء لحق العودة إلى فلسطين، ليس فقط في بلادنا بل عبر القارات وعبر للمجتمع الدولي"، وقال “شهدنا كيف كان اللوبي الإسرائيلي يستهدف الأمة العربية على وجه الخصوص والدول الإفريقية، لهذا السبب نعمل بجد كنشطاء على الأرض لنضمن وجود استراتيجية الصد".
وأضاف “نحن نعمل أيضا في الاتحاد البرلماني الإفريقي لنؤكد على أننا كإفريقيين قادرين على ربط التجربة الفلسطينية.”
وقال مانديلا في تصريح له على هامش مؤتمر طهران الدولي حول القضية الفلسطينية: مثلما قال جدي نيلسون مانديلا، فان قضية فلسطين هي أكبر قضية أخلاقية في عصرنا، ومع ذلك لا يزال المجتمع الدولي صامتا عنها.
واضاف: أكد جدي أنه من وجهة نظر شعب جنوب أفريقيا فإن حريتنا غير مكتملة دون حرية الشعب الفلسطيني، ولهذا السبب، لا يزال جيلنا الشاب هو صوت الفلسطينيين في معركتهم ضد الكيان الصهيوني. وأشار عضو المجلس الوطني في جنوب أفريقيا: نحن ندرك تماما أن الفلسطينيين، مثل جنوب أفريقيا، لهم الحق في مقاومة الاحتلال، فالفلسطينيون لم يقرروا عدم الاستسلام فحسب، بل اختاروا ايضا مقاومة الاحتلال بإرادتهم، وفي إشارة إلى مقارعة جنوب أفريقيا ومقاومتها للظلم والجور، قال: الفلسطينيون قادرون أيضًا على الإطاحة بالكيان الصهيوني القاسي والعنصري، تمامًا كما نجحنا في إسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وردا على سؤال حول تعاون الدول الإسلامية في منع جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة وأيضا مساعدة الشعب الفلسطيني، قال حفيد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل: يمكن للدول الإسلامية، وخاصة الجامعة العربية، أن تستلهم من دول الطليعة في المنطقة والمعروفة باسم "مجموعة تنمية جنوب افريقيا".
وتابع: خلال كفاحنا من أجل الحرية في جنوب إفريقيا، كانت هذه الدول أعضاء في تحالف "دول الطليعة"، بما في ذلك موزمبيق وسوازيلاند وزيمبابوي وبوتسوانا وزامبيا وناميبيا، التي دعمت نضالنا من أجل الحرية، نحن مدينون بحريتنا اليوم لدعمها لنا.
وفي الختام قال السياسي الجنوب أفريقي البارز: ولهذا السبب نطلب من دول الجامعة العربية وجميع الدول الإسلامية في المنطقة دعم مقاومة الشعب الفلسطيني ونضاله حتى ينال حريته.