الوقت - رغم الإهمال الرسمي، يواصل الناشر اللبناني ناصر جرّوس جهوده لتعزيز المشهد الثقافي في طرابلس، شمالي لبنان، من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والأدبية، إلى جانب إدارة دار النشر التي أسسها عام 1980، والتي أصدرت أكثر من 800 كتاب في مختلف المجالات.
وفي إطار اهتمامه بإبراز الدور الثقافي لمدينته، نشر جرّوس كتاب "طرابلس حاضنة الثقافة لكل الأزمان"، الذي يتناول الحياة الفكرية والثقافية والفنية للمدينة، بمشاركة 50 مثقفًا وباحثًا، ليؤكد على مكانة طرابلس كـ"مدينة العلم والعلماء".
ورغم اختيار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) طرابلس "عاصمة الثقافة العربية لعام 2024"، إلا أن الدولة اللبنانية لم تستثمر الحدث كما يجب، مما فوّت على المدينة فرصة لاستعادة دورها الحضاري. وتصف الكاتبة زهيدة درويش جبور طرابلس بأنها "قليلة الحظ"، إذ تعاني من الإهمال الرسمي وعقوق أثريائها الذين لم يساهموا في نهضتها.
في المقابل، يسعى مثقفو المدينة لتعويض هذا الغياب الرسمي، مثل الدكتور سابا قيصر زريق، رئيس "مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية"، التي تستثمر في دعم المكتبات والفعاليات الثقافية، في محاولة للحفاظ على هوية المدينة الثقافية رغم التحديات.
تبقى طرابلس مدينة زاخرة بالتراث والفكر، لكنها بحاجة إلى دعم حقيقي يعيد إليها مكانتها كمنارة ثقافية على ضفاف المتوسط.