الوقت- صحيفة هآرتس العبرية التي نشرت تقارير عديدة في الأيام الأخيرة عن التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي وعجزه عن استئناف الحرب ضد غزة، أعلنت في تقريرها الجديد: إن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة غير مسبوقة بين جنود الاحتياط، وظهرت مؤشرات واضحة على تردد جنود الاحتياط بشكل متزايد في الاستجابة لنداءات الخدمة.
أزمة قوات الاحتياط تشتد مع تهديد "إسرائيل" باستئناف الحرب
ويقول عاموس هارييل، المراسل العسكري لصحيفة هآرتس، في مقال له بهذا المعنى: إن تقييمات الجيش الإسرائيلي تظهر أن نصف جنود الاحتياط في بعض الوحدات لم يستجيبوا للاستدعاء الأخير للجيش، وبينما يعارض 70% من الإسرائيليين استئناف الحرب، يحاول الجيش التغطية على هذه المشكلة.
وفي إشارة إلى المشكلة العميقة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في ما يتعلق بالقوى البشرية، قال: "إن خطر عدم انضمام جنود الاحتياط إلى الجيش إذا قررت الحكومة استئناف الحرب يشكل خطراً كبيراً لم يكن موجوداً من قبل، في بعض الوحدات العسكرية الإسرائيلية، ووفقًا لتقديرات عسكرية، لم يحضر سوى نصف القوات المُستدعاة مؤخرًا، ما يُشير إلى تراجع استعداد قوات الجيش للعودة إلى الحرب، هذا التطور يضع القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية في موقف حرج، لأن عليهم إقناع العسكريين بالعودة إلى ساحة المعركة، في حين لا يوجد أي حافز لاستئناف القتال بين قوات الجيش".
وتناول هذا المحلل الصهيوني التصريحات الأخيرة لبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي المعروف بمواقفه العنصرية والمتطرفة، وقال: سموتريتش كان يحاول أن يجعل كل شيء يبدو طبيعيا ويتجاهل أزمة الجيش.
وفي مقابلة إذاعية على قناة "كان" صباح أمس، دعا نتنياهو جنود الاحتياط إلى الانضمام فورا إلى الجيش للعودة إلى الحرب، قائلا إن "إسرائيل" ستعود قريبا إلى الحرب مع حماس في غزة.
وتابع عاموس هارييل: "يبدو أن سموتريتش يعيش في عالم منفصل عن الواقع السياسي والعسكري الحالي، متجاهلاً العبء الثقيل الذي تتحمله قوات الاحتياط والجيش النظامي"، وفي هذه الأثناء، توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتفاق إلى حد كبير مع سموتريتش بشأن استئناف الحرب، لكنه يتعرض لضغوط محلية وأجنبية متزايدة.
خيارات نتنياهو السيئة والأسوأ في الحرب على غزة
وتتابع المقالة: تشير استطلاعات الرأي إلى أن 70% من الإسرائيليين يؤيدون اتفاق تبادل الأسرى؛ وحتى لو تطلب الأمر تقديم تنازلات كبيرة لحماس، فإن هذا من شأنه أن يضع حكومة نتنياهو أمام خيار صعب ويضعها عند مفترق طرق رئيسي، وبالتالي، يتعين على الجيش إما أن يواصل القتال في ظل أزمة داخلية غير مسبوقة، أو أن يقبل باتفاق من شأنه أن يخلف عواقب سياسية كارثية على نتنياهو وحلفائه.
ويقول كاتب هذه المذكرة عن جهود إيال زامير، رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي، الذي يعمل حالياً على وضع الخطط لاستئناف الحرب، متوقعاً إمكانية فشل المفاوضات: "يحاول الجيش الإسرائيلي التكيف مع الظروف الجديدة، ولكنه يواجه عقبات عديدة، بما في ذلك تراجع الروح المعنوية بين القوات الاحتياط والنظامية".
ويتزايد العبء على الجيش الإسرائيلي بسبب تزايد متطلبات الأمن، سواء في قطاع غزة أو على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، ويجب عليه أن يعزز نفسه لمنع تكرار هجوم مماثل للهجوم الذي وقع في الـ 7 من تشرين الأول 2023.
التحدي المعقد الذي يواجهه الحريديم
وبناء على هذه المقالة، لا بد من الإشارة أيضاً إلى تحديات أخرى تواجه الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك قضية الحريديم ورفضهم الانضمام إلى الجيش، وبما أن مجلس الجيش الحالي لا ينوي إلغاء العقد السياسي مع الأحزاب الحريدية، والذي يضمن استمرار تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية، فقد أثارت هذه القضية غضب قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، لأن استمرار إعفاء الحريديم من الخدمة في الجيش يعتبر ظلما كبيرا للقوات النظامية والاحتياطية في الجيش الإسرائيلي، التي تواجه ضغوطا متزايدة.
وواصل عاموس هرئيل التأكيد على الخطوة الأمريكية لإنشاء قناة تفاوض مباشرة مع حماس: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما زال يأمل في التوصل إلى اتفاق، ولا يبدو أنه يعتقد أن الطريقة الوحيدة للتوصل إلى اتفاق هي إعادة احتلال "إسرائيل" لغزة، صحيح أن ترامب يواصل تهديد حماس ويقول إنه سيدعم الهجمات الإسرائيلية المؤلمة على غزة، لكنه لم يغلق الطريق أمام اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى الإسرائيليين.
وكتب المحلل الصهيوني المذكور في نهاية مقاله: من المهم لأمريكا أن تحافظ على وقف إطلاق النار في غزة، وأن تعيد المزيد من الأسرى إلى ديارهم؛ حتى لو استغرق الأمر وقتا طويلا.