الوقت - أوضاع الكيان الصهيوني تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث إن تزايد العجز الداخلي في حل المشاكل، والفشل في تحقيق أهداف الحرب، واستمرار القتال ومقاومة المقاتلين الفلسطينيين في غزة رغم تدمير قطاع غزة، والمشاكل الاقتصادية والعواقب الدولية الثقيلة، ليست سوى جزء من مشاكل الکيان الصهيوني اليوم.
إن القضايا الداخلية للصهاينة لها أبعاد مختلفة، تحظى بالاهتمام أو عدم الاهتمام حسب أولوياتها، ومن أهم جوانب هذه الحرب في الأراضي المحتلة، انتشار السخط الداخلي في الکيان الصهيوني بسبب عدم قدرته على إدارة تداعيات الحرب.
منذ بداية عملية طوفان الأقصى، وكذلك هجمات حزب الله اللبناني في شمال فلسطين المحتلة، واجه الکيان الصهيوني ظاهرةً جديدةً تسمى لاجئي الحرب، وقد أدت هذه الحرب إلى تهجير عدد كبير من المستوطنين من أماكن سكناهم في شمال وجنوب فلسطين المحتلة.
والمناطق الشمالية المتاخمة للبنان والمناطق المتاخمة لقطاع غزة أصبحت عملياً مدن أشباح، وإذا تجاوز مستوى التوتر الوضع الحالي، فإن عدد لاجئي الحرب في الأراضي المحتلة سيزداد.
حاليًا، وبعد أكثر من 7 أشهر من الحرب في الأراضي المحتلة وعدم اليقين بشأن مستقبلها، فضلاً عن تزايد الاحتجاجات الداخلية للصهاينة، أصبحت قضية لاجئي الحرب في الأراضي المحتلة مشكلةً خطيرةً للكيان الصهيوني.
والآن، يتعرض اللاجئون الصهاينة لضغوط كبيرة ومشاكل ذات أبعاد مختلفة، بما في ذلك انعدام الأمن والمرافق والوضع الاقتصادي السيئ والمشاكل الاجتماعية، ويحمّل اللاجئون الصهاينة رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسؤولية هذا الفشل، ويزعمون أن مجلس الوزراء لا يعير وضعهم أي اهتمام.
وفي ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة التي يعيشها الكيان الصهيوني بسبب الحرب، أصبحت تلبية احتياجات اللاجئين مشكلةً خطيرةً بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي.
کما أن المشاكل الاجتماعية هي جانب آخر من معاناة اللاجئين، وفي هذا الصدد، جاء في تقرير يديعوت أحرانوت بعنوان "الأطفال والمراهقون في ظروف خطيرة ودمار وعنف": "رصدت وزارة الرعاية علامات التعب ونفاد الصبر وعدم الاستقرار لدى العديد من النازحين، بسبب الحياة المشتركة المفروضة عليهم وعدم وجود مساحة عائلية خاصة، وفي بعض الفنادق التي يقيم فيها اللاجئون، فقدت أبسط معايير السلوك في الأماكن العامة، ونتيجةً للحوادث، يحدث العنف الجسدي واللفظي المتكرر والتخريب".
ويضيف التقرير: "وفي الوقت نفسه، وبسبب العيش في بيئة فوضوية، تتزايد الأوضاع الخطيرة بين أطفال وشباب الأسر النازحة. وفي معظم الفنادق، ينتمي اللاجئون إلى طبقات مختلفة أو عائلات مسؤولين حكوميين، ما تسبب في المزيد من الصراعات والاحتكاكات، إلى درجة أن الناس يتقاتلون على توزيع الموارد".
وجاء في آخر تقرير عن أوضاع اللاجئين، نشره موقع أخبار 12 للكيان الصهيوني: "مضى نحو 7 أشهر على بداية الحرب، والحالة الصحية والنفسية لنحو 100 ألف نازح باتوا بلا مأوى، تدعو للقلق، ويبدو أن العديد منهم يعانون من العنف وتفاقم المرض والمشاكل العائلية، ويُحرم الكثير منهم من الحصول على الخدمات الطبية، ويعاني المراهقون من مشاكل عقلية ويلجؤون إلى شرب الكحول، وتتفكك الأسر".
وما التقارير المذكورة إلا جزء من مشاكل ومعاناة اللاجئين الصهاينة، الذين مع مرور الزمن واستمرار الحرب وزيادة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، يتحولون من التحدي إلى الأزمة.
والحقيقة أن ما يمكن فهمه من تقارير وسائل الإعلام العبرية حول الوضع الصعب للنازحين، هو أنه في ظل الظروف والضغوط الحالية، فإن قضية النازحين تمرّ بمرحلة المعضلة والتحدي، وأصبحت جوهر الأزمة في الأراضي المحتلة.
ويمكن أن يصبح العدد الكبير من النازحين، المحرومين من الوصول إلى احتياجاتهم المهمة بسبب ظروف الحرب، عنصرًا مسببًا للأزمات بالنسبة لقادة الکيان الصهيوني.
وإذا استمر هذا الاتجاه، ومع الأخذ في الاعتبار تزايد الاحتجاجات والمعارضة لحكومة نتنياهو وتوافر الظروف، فإن اندلاع أعمال شغب في الشوارع من قبل هؤلاء الأشخاص، يمكن أن يكون نتيجةً متوقعةً.