الوقت- أمام مرأى ومسمع العالم كله الاحتلال يوسع دائرة بطشه واعتداءاته بحق الفلسطينيين لينفذ تهديداته باستهداف رفح ولكن بحجة توسيع المناطق الآمنة.
حيث وثقت مقاطع فيديو وصور قيام العديد من المدنيين بمغادرة الأجزاء الشرقية من مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، بعد أن أعلن جيش الاحتلال بدء عمليات الإجلاء من المنطقة.
حيث دعا جيش الاحتلال الفلسطينيين في المناطق الشرقية من رفح، إلى الانتقال إلى “منطقة إنسانية موسعة” قريبة، وذلك فيما يبدو أنه بداية لإجلاء المدنيين قبل هجوم بري كانت أكدت "إسرائيل" مرارا أنها ستشنه على المدينة الواقعة على حدود مصر.
ووفقا للفيديوهات فقد غادر الكثير من سكان الأحياء الشرقية منازلهم، وسط أجواء ماطرة، آخذين معهم ما استطاعوا حمله من بعض الأثاث والملابس.
هذا وصرح جيش الاحتلال في بيان، إنه سيجري استخدام منشورات ورسائل نصية واتصالات هاتفية وإعلانات عبر وسائل الإعلام “للحث.. على الانتقال التدريجي للمدنيين من المناطق المحددة”.
وتضمن البيان أيضا أنه "سيواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب، ومنها تفكيك حماس وإعادة جميع المختطفين" الذين احتجزوا خلال الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب "إسرائيل" في السابع من تشرين الأول.
ووفقا للصور ومقاطع الفيديو المتداولة، فإن الجيش الإسرائيلي كان قد ألقى منشورات تطالب الأهالي بمغادرة بيوتهم إلى المنطقة الآمنة.
وحذر جيش الاحتلال الإسرائيلي من أن “حماس تطلق النار عادة من تلك المناطق” مضيفا إنه لم يحدد إطارا زمنيا لإخلاء رفح، لكنه سيجري تقييمات عملياتية، حسب وكالة رويترز.
وذكر جيش الاحتلال في تقديرات أنه سيحتاج إلى نقل 100 ألف من رفح في عملية إخلاء “محدودة النطاق”.
وقال قيادي كبير في حركة حماس لوكالة رويترز، إن "أمر الإخلاء الإسرائيلي من رفح تطور خطير، وستكون له تداعياته"، فيما نقل صحفي من موقع "أكسيوس" الأمريكي عن حماس قولها: إن ذلك "سيؤدي لتعليق المفاوضات الخاصة بالرهائن".
بدوره قال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري: إن هذا التطور يأتي بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد حشد قوات كبيرة على حدود جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يستعجل العملية العسكرية قبل وصول مدير المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز إلى "إسرائيل".
وفي محادثات مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، ربط وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عملية الإخلاء، الإثنين، بالجمود في الجهود الدبلوماسية غير المباشرة، وهو أمر حمّل حماس المسؤولية عنه.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن مرارا تصميمه على اجتياح رفح بذريعة القضاء على كتائب حماس في المنطقة، وذلك على الرغم من التحذيرات الأمريكية والدولية من العواقب الإنسانية لأي عملية عسكرية في المدينة التي تؤوي نحو 1.5 مليون نازح.
وصرح نتنياهو في مناسبات عدة بأن قواته ستدخل رفح، سواء تم أم لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى.
وفي مقابل تهديدات نتنياهو ووزرائه توعدت المقاومة الفلسطينية الاحتلال بأنه سيدفع ثمنا باهظا في حال توغلت قواته في رفح.
وحذرت الولايات المتحدة والكثير من دول العالم، "إسرائيل" من شن عملية برية في رفح، وسط مخاوف من تأثيرات قد تكون كارثية على المدنيين الذين نزحوا إلى المدينة.
كما حذرت مصر "إسرائيل" مرارا من شن مثل هذه العملية، وخاصة أنها تقع على مقربة كبيرة من حدودها، مشددة على رفضها "تهجير" الفلسطينيين.
ويوجد في رفح أكثر من مليون فلسطيني، فروا من مناطق أخرى في القطاع، ويعيشون في خيام مكتظة قرب الحدود المصرية.
وقال شهود: إن بعض الأسر الفلسطينية خرجت متثاقلة تحت أمطار الربيع بعد أن تلقت تعليمات من خلال رسائل نصية واتصالات هاتفية ومنشورات باللغة العربية، بالانتقال إلى ما وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "منطقة إنسانية موسعة" على بعد 20 كيلومترا.
وحذرت الولايات المتحدة والكثير من دول العالم، "إسرائيل" من شن عملية عسكرية برية في رفح، وسط مخاوف من تأثيرات قد تكون كارثية على المدنيين الذين نزحوا إلى المدينة.
من جهتها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم من أن عواقب الهجوم الإسرائيلي على رفح ستكون مدمرة على 1.4 مليون شخص، مؤكدة أنها باقية في المدينة لتقديم المساعدات التي تنقذ أرواح الناس.
سياسيا، أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح الوسطاء في قطر ومصر بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت صور للأقمار الصناعية كشفت أمس أن الجيش الإسرائيلي نشر نحو 300 آلية عسكرية إسرائيلية بالقرب من حدود رفح.
ومع بدء عمليات ترحيل السكان دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الجيش الإسرائيلي إلى اجتياح رفح فورا.
وكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز قرر تمديد إقامته في قطر طوال يوم الإثنين، لمحاولة إنقاذ المفاوضات المتعثرة بين حماس و"إسرائيل".
يأتي ذلك فيما تلوّح "إسرائيل" منذ أسابيع بشن هجوم بري على رفح، وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو القول إن هذا الهجوم ضروري لتحقيق الهدف المعلن لـ"إسرائيل" من الحرب في غزة، وهو "القضاء" على حركة حماس.
ويذكر أن مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر، بقيت في منأى عن العمليات البرية الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع الفلسطيني المحاصر في السابع من تشرين الأول لكن المدينة تتعرض غالبا لغارات جوية وقصف مدفعي.
وتشكل رفح نقطة العبور البرية الرئيسة للمساعدات الإنسانية الخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة والتي تدخل بكميات ضئيلة لا تكفي إطلاقا نظرا إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع.