الوقت - يتركز الحديث في الصحف العربية عن كمية الدعم اللامحدود لكيان الاحتلال الإسرائيلي من دول الغرب وبعض الأنظمة العربية وسط إمعان الكيان في سياسة القتل والتهجير بحق الشعب الفلسطيني.
فكتب أسعد أبو خليل في الأخبار اللبنانية: الغرب يزيد من دعمه لـ"إسرائيل"، والحرب ضد روسيا أماطت اللثام عن وجه الغرب الحقيقي الذي لا ادعاءات ولا كلام فضفاضاً فيه عن الحرية والعدالة والقانون الدولي، الهوّة بين الغرب والعرب لا تقلّ عن الهوّة بعد حرب ١٩٦٧.
الأنظمة الحاليّة أكثر ثقة بنفسها لأن زمن الانقلابات قد ولّى و"إسرائيل" تستثمر في الدفاع عن الأنظمة الحليفة لها، لكن الشعب الفلسطيني لا يزال، كما كان دوماً، يوحّد العرب ويجمع كلمته، ولا يشذّ عن الإجماع إلا هؤلاء في لبنان (من يمين وتغييريّين وهؤلاء الذين شوّهوا كلمة ثورة)، هؤلاء من صنف آخر يرى في نفسه غرباً وهو يقتات منه وتوحّد الغرب (من السويد وفنلندا إلى فرنسا وأمريكا) سيصعّب من منطق اختلاق خلافات بين دول الغرب للمفاضلة بينها.
أمريكا تأمر والقطيع يسير من دون جدال، هي تقرّر نسب الإنفاق على الدفاع وهي تقرّر الأولويّات لهم، وهي تتدخل في انتخاباتهم كي تضمن فوز المنصاعين لأوامرها، وإذا انتصر حزب أو شخص من خارج منظومة الطاعة فهو يصبح تلقائياً عميلاً لبوتين، لكن على الرغم من هول المجازر والجرائم ضد الإنسانيّة، لم تكن فلسطين أقرب منالاً.
وكتب بسام أبو عبدالله في الوطن السورية أن الأيّام المُقبلة ستشهد مُفاجآت عديدة وصاعقة لأمريكا ودولة الاحتِلال ستُغيّر العديد من قواعد الاشتِباك وستكون أوّل خطوات بناء الشّرق الأوسط الجديد انطِلاقًا من غزّة، وبناءً على نتائج هُجوم التّحرير “المُوقّت” لغِلافها، وهذا يعني الانهِيار المُتسارع لدولة الاحتِلال، وضياع هيبتها، وتقويض أُسس قوّتها عسكريًّا ومعنويًّا، وهذا ما يُفسّر هرولة بايدن والعديد من القادة الغربيين لتقديم الدّعم والتّضامن، ولكن ربّما بعد فواتِ الأوان.. والأيّام بيننا.
وتابع الكاتب لقد كشفت معركة «طوفان الأقصى» أنه من دون حل عادل للقضية الفلسطينية لا إمكانية إطلاقاً لكل المشاريع العملاقة التي يجري الحديث عنها، ولا إمكانية أيضاً لأمن واستقرار، ولا لتنمية وتقدم، وهذا يعني أيضاً أنه من دون سورية وخروج الاحتلالات منها، وعودة الأمن والاستقرار لا إمكانية أيضاً لمستقبل مستقر وواعد في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن زمن الهيمنة والغطرسة وتوصيف البشر بالحيوانات ولّى، وعلى الصهاينة وداعميهم أن يدركوا، ويقرؤوا التاريخ جيداً، لأن ما يحصل هو رد فعل طبيعي مقاوم أصيل من شعوب ودول المنطقة على عدوان مستمر منذ عقود وأجيال، وآن للجميع أن يفهم أن هذا الزمن ليس زمن الحيوانات البشرية، بل زمن المقاومة والكرامة والعزة، ومستقبل المنطقة لا يجوز تركه بأيدي حيوانات بشرية صهيونية وغربية ستقود العالم إلى الكارثة.
وجاء في اليوم السابع المصرية: استراتيجية الاستثمار في الحروب والأزمات من ضمن المرتكزات التي تعتمد عليها الولايات المتحدة الأمريكية خلال العقود الماضية، لذلك بعد عملية طوفان الأقصى التي أحدثت صدمة كبرى للكيان الإسرائيلي، قررت "إسرائيل" والولايات المتحدة تطبيق هذه الاستراتيجية وبدأتها بالانتقام وذلك باتباع سياسة الأرض المحروقة للثأر ولحفظ ماء الوجه ثم الاستثمار في الحرب، وذلك من خلال تحويل ما حدث إلى فرصة لتحقيق مصالح وأهداف استراتيجية سواء للغرب وأمريكا وبالتأكيد لـ"إسرائيل"، وهو ما يترجمه القصف الجنوني والعشوائي من قبل الكيان الإسرائيلي واتباع وسائل الإبادة والضغط على سكان غزة للنزوح واللجوء إلى التهجير، بالدعم اللامحدود عسكريا وسياسيا وإعلاميا ودبلوماسيا من قبل الولايات المتحدة وأتباعها في الغرب.
فيما كتب إدريس الأندلسي في صحيفة العمق المغربية: إن زيادة درجة الإجرام والتقتيل عرت الوجه الحقيقي للصهاينة وتسرب بعض الحرج لمسانديهم في أمريكا وأوروبا، من خلال قصف المدنيين الفلسطينيين الذي أخرج الآلاف في فرنسا وانجلترا وأمريكا، وتعالت أصوات بعض اليهود لتفضح المجرمين الذين يحكمون ويبيدون شعبا لا يحمل سلاحا، العالم يرى بشكل مباشر جرائم الصهيونية وقتل الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء.
ويقف أحد الحاخامات المجرمون ليؤكد أن قتل الأطفال الفلسطينيين واجب حسب بعض نصوص التوراة، ويؤكد أن هذا الفعل الإجرامي هو الوسيلة للقضاء على من يعادي أسطورة أرض الميعاد، ولكن هيهات هيهات أيها الصهاينة، لن تستطيعوا أنتم وأمريكا إسكات الصوت الفلسطيني، فهو الأصل وأنتم الشتات، وموت فلسطيني واحد يوازيه مولد المئات من حاملي رسالة التحرير .
ويتابع كاتب المقال: الصهاينة والمتصهينون يعيشون أصعب أوقاتهم لأنهم محتلين لأرض فلسطينية، كثير هم اليهود الذين أصبحوا على تناقض مع جرائم الصهيونية في تل أبيب والقدس وعسقلان وحيفا، اكتشفوا زيف الوعود ورأوا فظاعات جيشهم الجبان الذي يتقن التصويب على بعد أمتار مستهدفا صدر الطفل الفلسطيني الأعزل ولكن هذا الجبان أصبح يخشى عواقب إجرام يتفاقم وظلم يستمر.
اليوم بدأ مسلسل الانتفاضة بين يهود "إسرائيل" وانطلق مسلسل التفكك، تظاهرات نيويورك ولندن وبرشلونة وباريس وكثير من الدول وحتى من داخل "إسرائيل" تبين أن العالم بدأ يتحرر من سيطرة الصهاينة على وسائل الإعلام، أصواتهم النشاز في فرنسا، على سبيل المثال، بدأت في الأفول وانخفض منسوب تأثيرها على الرأي العام.
واليوم أسقط مجلس الدولة قرار منع المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني رغم كل العنصريين المسيطرين على القنوات التلفزيونية والإذاعية، صحيح أن الشعب الفلسطيني يعاني في غزة ولكن هذه المعاناة لها ما بعدها، فجبناء "إسرائيل" يحتمون بحاملات الطائرات ولكن المعركة طويلة ولن يتحملها من غرر بهم ليعيشوا على أرض شعب تم تهجيره وسجنه وسلبه أدنى شروط العيش.