الوقت - شكّل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي -ولا يزالون- ثابتا مهما من ثوابت القضية الفلسطينية، ومحور أساس في مراحل الصراع مع المحتل، قبل الاعتقال وخلاله وحتى بعد الإفراج عنهم، ورسَّخت معاناتهم جذور النضال وجذوة المقاومة.
ولعل ذلك كله جعل الباحث الفلسطيني عقل صلاح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العربية الأميركية يفرد لقضية الأسرى مساحة مهمة وكبيرة في أعماله البحثية، التي كان آخرها كتاب "المغيبون خلف الشمس" الصادر حديثا بعد سنوات من الكد والتعب لإخراجه للعلن.
وبدا صلاح مختلفا عن غيره من الباحثين والكتاب في تناول قضية الأسرى، فلم يسلط الضوء على معاناتهم بحذافيرها أو قصص إرادة وتحدٍ تعكس صمودهم، بل أجمل حكايتهم عبر قادتهم، فاختار 10 منهم ممن قضوا ويقضون أحكاما عالية ومضى على اعتقالهم سنوات طويلة، وممن جعله الاحتلال هدفا لاعتقالاته على الدوام.
ويسلط الضوء على تاريخهم الكفاحي في مقارعة المحتلين قبل أسرهم وبعده، ويسرد من خلالهم رواية الحركة الوطنية الأسيرة عبر مليون فلسطيني زجت بهم إسرائيل في سجونها منذ احتلالها الضفة الغربية عام 1967، وهي رواية الشعب الفلسطيني المناضل برمته.
وفي 5 فصول و10 مباحث، يتوزع الكتاب على 287 صفحة من القطع المتوسط، وأعدَّ له صلاح منذ 3 سنوات، ويخصص لكل أسير منهم حكايته، وكيف تحملوا ظروف الاعتقال القاسية والتعذيب بأشكاله، ولكنهم -رغم ذلك- صمدوا وانتصروا على السجان وأسقطوا مخططاته الهادفة لسلبهم أجسادهم وهويتهم الوطنية.