الوقت - ليست بالغريبة السلوكيات العنصرية والفاشية الصادرة عن قادة الاحتلال فهي تعاود الظهور كل مرة بقبح جديد في ضوء ما تحظى به حاليا من غطاء سياسي وحكومي رسمي، وآخرها ما قام به رئيس مستوطنة إسرائيلية بالضفة الغربية، حيث وجه بإنزال الركاب العرب من الحافلات حتى لو كانوا يحملون بطاقة الهوية الزرقاء (هوية إقامة دائمة تعطى للفلسطينيين من سكان القدس الشرقية).
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها “مئير روبنشتاين” رئيس مستوطنة “بيتار عيليت” (10 كم جنوب مدينة القدس)، لموقع “سكوبيم” التابع للمتشددين اليهود (حريديم)، نقلها موقع “والا” العبري.
وقال "روبنشتاين”: “أوقفنا الحافلات على مدخل المدينة (المستوطنة) وأنزلنا منها عشرات الفلسطينيين الذين يحملون بطاقات الهوية الزرقاء”.
وبالتفاصيل نقل موقع "واللا" عن روبنشتاين أنه "أمر الركاب العرب من فلسطينيي48 بالنزول من حافلات المدينة، بزعم أن الأمر يتعلق بعدم السماح لمن يحملون بطاقة هوية زرقاء بالسفر في الحافلات أيضًا، مع العلم أن الجهات الأمنية اتصلت به عقب سلوكه هذا، لكنه أعطى أوامره بالاستمرار في ذلك، وإذا حصلت هناك مشاكل يجب عليهم الاتصال به وقال "لنرَ حينها هؤلاء الحمقى".
وأضاف في تقرير " إن "الفلسطيني الذي لا يحمل بطاقة هوية مقيم في إسرائيل لا يمكنه دخول المدينة إلا إذا كان لديه تصريح دخول من الجيش، ولكن إذا دخل في حافلة، وأوقفته إدارة الأمن، فإن وزارة الأمن والشرطة يوبخوننا، لكن الشرطة في المدينة رفضت الرد على هذا الحديث".
وكانت تعليمات صدرت لسكان "بيتار عيليت" بالبقاء في منازلهم؛ خوفاً من تسلل فلسطيني إلى المدينة، بعد العثور على عبوة ناسفة في حقيبة تركت داخل حافلة بالمستوطنة.
والعام الماضي، ألقت الشرطة القبض على روبنشتاين للاشتباه بتورطه في مقتل أحد اليهود في القدس عام 1990، وكان تورطه في جريمة القتل أنه تنكر بزي فتاة من أجل إغواء القتيل، وكان حاضرًا في مسرح الجريمة".
تأتي هذه الخطوة العنصرية الجديدة ضمن سلسلة خطوات فاشية بالتزامن مع تشكيل اليمين الإسرائيلي لحكومته الأكثر فاشية في تاريخ الاحتلال، حيث تصاعدت التهديدات الموجهة ضد فلسطينيي 48، بزعم أنهم يشكلون عنصرا أساسيا في المخاطر التي يواجهها الاحتلال، وأن جزءًا منهم ينخرطون في العديد من الأعمال العدائية، بما فيها الهجمات المسلحة.
أجواء العنصرية والكراهية الإسرائيلية تجاه فلسطينيي48 لا تقتصر على السجال السياسي، بل تنتقل لمجالات الفن والثقافة والرياضة، وما تشهده الملاعب الكروية من تبادل اتهامات وإطلاق شتائم تعكس صراعاتهم الداخلية، ليس بالضرورة انطلاقا من الخلافات السياسية فقط، بل بسبب الانتماءات القطاعية والقومية.
وتدرك الأوساط الإسرائيلية أنه لا يمكن تجاهل انتشار مظاهر الكراهية ضد فلسطينيي48، وخاصة أنها باتت تصل لوسائل التواصل الاجتماعي، مع العلم أن العنصرية الإسرائيلية المتسعة يوما بعد يوم، تأخذ أشكالا من التحريض على الكراهية بين الإسرائيليين أنفسهم، واندلاع العنف ضد فلسطينيي48، وسط غياب القيادة السياسية الإسرائيلية التي تشجع الكراهية والعنف والتحريض، وليس كبح جماحها.
في سياق متصل قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، الثلاثاء، إن "دعم" جنود إسرائيليين للمستوطنين في هجومهم على بلدة حوارة جنوب نابلس "حاضر أمام المحكمة الجنائية الدولية".
حيث أظهرت مقاطع فيديو متداولة اطلعت عدداً من الجنود الإسرائيليين يرقصون مع مستوطنين في بلدة حوارة قبل مهاجمتهم مركبة فلسطينية وإصابتهم عائلة كانت تستقلها.
أضافت الخارجية الفلسطينية، في بيان، أن "دعم جيش الاحتلال لإرهاب المستوطنين في حوارة حاضر أمام الجنائية الدولية ولجنة التحقيق المستمرة". وطالبت الوزارة لجنة التحقيق الدولية المستمرة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان بالتحقيق في "تورط جيش الاحتلال في جرائم وإرهاب المستوطنين".
كما أدانت "ما تعرضت له بلدة حوارة على أيدي ميليشيات المستوطنين الإرهابية والاعتداء الوحشي على حياة المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم".
يُذكر أنه في 26 فبراير/شباط 2023 شهدت حوارة هجمات غير مسبوقة شنها مستوطنون، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار قرب البلدة.