الوقت- شُيد الكيان الصهيوني كما يعلم الجميع على الإرهاب والعنف والإجرام ولذا فإن العقيدة العسكرية الإسرائيلية انما قامت على الإرهاب و«الحقد المقدس» ضد العرب والمسلمين، فالكيان الصهيوني اقترف ولا يزال ما لا يخطر على بال بشر من الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين، حيث سبق وأن قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن ما تسمى إسرائيل سيطرت على المناطق الفلسطينية من خلال أعمال القمع والتمييز العنصري والانتهاكات الممنهجة لحقوق السكان الفلسطينيين.وتضيف المنظمة الدولية أن 5 على الأقل من الانتهاكات الجسيمة لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدوليَّين ارتكبتها سلطات الكيان الصهيوني بحق الشعب وهي التمييز العنصري و القتل غير المشروع والتهجير القسري والاعتقال التعسفي؛ وإغلاق قطاع غزة والقيود الأخرى غير المبررة المفروضة على التنقل؛ والاستيطان، إلى جانب السياسات التمييزية التي تضر بالفلسطينين.
وفي هذا الصدد لايخفى على أحد أن هذه الجرائم والانتهاكات المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني تأتي نتيجة تواطؤ المجتمع الدولي وانتهاجه سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير وحالة بغيضة من الانتقائية البشعة في التعامل مع الأزمات والصراعات الدولية، ففي الوقت الذي تتفاخر فيه عدد من الدول بانتصارها لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي في أزمات وصراعات معينة، نجدها تُفضّل تجاهل الجرائم المتتالية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في طول وعرض الأرضي الفلسطينية المحتلة، دون أن تجد تلك الجرائم الحد الأدنى من الإدانات الدولية، ناهيك عن تغييب مقصود لمبدأ المحاسبة والمساءلة وفرض العقوبات على كيان الاحتلال لإجبارها على وقف عدوانها وثنيها عن ارتكاب جرائمها.
جريمة جديدة يرتكبها الكيان الصهيوني
خلال نهاية الاسبوع الماضي أعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية، استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة حوارة جنوبي نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.وأفادت الصحة في بيان لها ”بأن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد فلسطيني بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليه في حوارة". وفي هذا الصدد كان مراسل وكالة "فلسطين اليوم الاخبارية" قد قال إن أحد جنود الاحتلال أطلق النار على شاب فلسطيني بعد عراك بالأيدي بينهما، ما أسفر عن إصابته إصابة خطيرة، قبل أن يُعلن عن استشهاده.وأضاف إن الشهيد هو حمدي مفلح (22 عامًا)، من سكان قرية أوصرين، جنوب شرقي مدينة نابلس.
في السياق نفسه أظهر مقطع مصور جنديًا إسرائيليًا يطلق أربع رصاصات حية من نقطة الصفر على شاب أعزل وسط حوارة، بعد عراك استمر لفترة قصيرة تعرض خلالها الشاب لجراح أسفرت عن نزيف في الوجه. ومنع جنود الاحتلال، الذين توافدوا لاحقًا إلى المكان، سيارات الإسعاف وأهالي المنطقة من الاقتراب من الشاب لتقديم العلاج اللازم له.
جريمة حرب كاملة الأركان.. حركات المقاومة تتوعد الاحتلال
تشهد مدن الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، اقتحامات شبه يومية لقوات الاحتلال ومستوطنيه، تتخللها استفزازات واعتداءات على الفلسطينيين.وتسفر هذه الاقتحامات عن اندلاع مواجهات بين جنود الاحتلال ومستوطنيه وبين الشبان الفلسطينيين، تنتهي عادة باعتقال وإصابة عدد منهم، واستشهاد آخرين في بعض الأحيان. موخراً قام جيش الكيان الصهيوني بجريمة جديدة بحق أحد أبناء الشعب الفلسطيني،الجريمة التي قام بها الكيان الصهيوني تعبر عن مدى الوحشية والبشاعة لجنود جيش الاحتلال الصهيوني وارتكابهم الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني وفي هذا السياق وتعليقاً على الجريمة الاخيرة التي قام بها الكيان الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني أكد طارق عز الدين المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين - الضفة الغربية، أن جريمة إعدام الشاب عمار مفلح في حوارة بنابلس بدم بارد وعلى مرأى من العالم، هي جريمة حرب كاملة الأركان تثبت مرة تلو الأخرى حجم الإجرام الذي تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني بحق أبناء شعبنا العزل.وقال عز الدين في تصريح صحفي إن سكوت العالم وصمته عن هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال يضعها في دائرة الشراكة مع المحتل في سفك دماء شعبنا ولن نغفر لمن تآمر على شعبنا وقضيتنا العادلة.
ما جدوى القلق الأميركي والأوروبي طالما جرائم الكيان الصهيوني مستمرة؟
بعد الجريمة التي قام بها الكيان الصهيوني بإعدام شاب فلسطيني من المسافة صفر أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن "قلقهما" من تصاعد العنف الإسرائيلي في الضفة الغربية، وذلك بعد إعدام الاحتلال الإسرائيلي شابا فلسطينيا من المسافة صفر، ليرتفع عدد الشهداء خلال 72 ساعة إلى 10، وسط مطالب فلسطينية بتوفير حماية دولية.
في الحقيقة أن هذه المواقف التي تصدر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقب كل جريمة يقوم الكيان الصهيوني لم تمنع جيش الاحتلال من توقف جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتبقى تلك التصريحات التي تصدر من كل من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي مجرد تصريحات جوفاء للاستهلاك الإعلامي لا غير حيث إنه وخلال كل السنوات الماضية فإن الامريكيين ادعياء الدفاع عن حقوق الانسان ، اتخذوا جانب الصمت عن مجازر التطهير العرقي التي يرتكبها الصهاينة اليوم بحق الاطفال واستهدافهم المراكز الطبية والعلاجية والاعلامية والتعليمية، بل تمادوا اكثر من ذلك ليستخدموا حق النقض (الفيتو) امام القرارات الدولية الصادرة ضد الكيان المحتل؛ وبما يظهر ان هؤلاء لا يعترفون بحقوق الانسان وانما يفضلون مصالحهم على الدوام.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن القلق الامريكي الأوروبي لم يحمِ أطفال فلسطين من الجرائم المتزايدة بل إن الصمت الدولي تجاه إرهاب الكيان الصهيوني واضح للعيان حيث نجد أن المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي تطبق سياسة المعايير المزدوجة والنفاق السياسي وخصوصًا في القضية الفلسطنية، كذلك نجد «حق الفيتو» الأميركي الذي يعطل أي مشروع عربي لإدانة العدوان أو أي شكوى عربية من شانها أن تمس بأمن أو سمعة الكيان الصهيوني حتى لو كانت مجرد إدانة شكلية فقط. وهذا الواقع يشكل حافزًا للاسرائيليين للاستمرار في إرهابهم المنفلت من عقاله ضد الشعوب العربية وارتكاب المجازر بلا وازع قانوني او ديني او اخلاقي.
نفاق أمريكي أوروبي ..الكيل بمكيالين
يتجلى واضحاً النفاق الأمريكي الأوروبي وسياسة الكيل بمكيالين التي يقوم بها المجتمع الدولي من خلال الجرائم التي يقوم بها الكيان الصهيوني والتي تعتبر أبشع جرائم ضد الانسانية. وهنا يُطرح السؤال كيف تتباكون كذبا وخبثاً ونفاقاً على دماء الفلسطنيين وعند القرارات لا تخجلون من أنكم توازون بين الجلاد والضحية بكل وقاحة ؟ نعم انكم منافقون ومتواطئون مع الاحتلال الصهيوني . فالكيان الصهيوني يضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط نتيجة وقوفكم بجانبه وغض البصر عن جرائمه ، وفي هذا السياق ورداً على القلق الأمريكي الأوروبي لابد من القول كفى نفاقاً وضحكاً فأنتم في خندق واحد مع حليفكم الصهيوني ومجلس أمنكم المتواطئ وكل دوائركم الاستخبارية والأمنية والعسكرية تدعم هذا الكيان اللقيط بل أنتم من أنشأ الكيان الصهيوني .
في النهاية يمكن القول إن جرائم الاحتلال الصهيوني لن تمر مرور الكرام وإن المقاومة الفلسطينية المسلحة سوف تجعل الكيان الصهيوني يدفع ثمن جرائمه التي ارتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني. من جهةٍ اخرى لا يخفى على أحد أن القلق الأمريكي الاوروبي هو مجرد نفاق فالكيان الصهيوني الذي يرتكب الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني يتلقى كامل الدعم من تلك القوى التي تدعي حقوق الإنسان وهي ترى الشعب الفلسطيني يذبح على يد الكيان اللقيط ولم تحرك ساكناً.
إن الرهان الحقيقي اليوم هو على فصائل المقاومة والمقاومة المسلحة والتي تعتبر صمام أمان للشعب الفلسطيني في مواجهة الجرائم الصهيونية.