الوقت- بعد أربع سنوات ونصف السنة على الجولة الأخيرة لكأس العالم في روسيا والتي انتهت بفوز المنتخب الفرنسي، هذه المرة قطر هي الدولة المضيفة لهذا الحدث العالمي المهم. وإضافة إلى مئات الملايين من مشاهدي التليفزيون الذين سيشاهدون هذه الألعاب، سيسافر مئات الآلاف من الأشخاص أيضًا إلى قطر لمشاهدة هذه الألعاب عن كثب، ولهذا الغرض، فإن الدولة المضيفة لهذه الجولة من البطولة، هي المسؤول عن أمن المتفرجين ولاعبي المنتخبات الوطنية. إن السلطات القطرية، منذ فوزها في مسابقة استضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم منذ سنوات، كانت إحدى أولوياتها التخطيط لعقد أكبر حدث رياضي في العالم على أفضل وجه ممكن وضمان أمن الألعاب، وقد تمت هذه الترتيبات في الأيام الأخيرة مع اقتراب الوقت وافتتاح الألعاب في مراحله الأخيرة.
حضور 13 دولة لتوفير الأمن لكأس العالم
وقعت قطر، التي تستضيف كأس العالم 2022، اتفاقيات مع العديد من الدول لتزويدها بالمعدات والأفراد على أمل منع تكرار الخلافات الكبيرة الأخيرة حول كرة القدم التي تقع في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يزور قطر أكثر من 1.2 مليون معجب خلال هذه المسابقات التي ستمتد من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر. ونظرًا لأن قطر دولة صغيرة على حافة الخليج الفارسي ولم تشهد مثل هذا الحدث الدولي المهم من قبل، فقد اعتمدت على بعض الدول الصديقة والمتحالفة معها لتوفير الأمن للمباريات.
وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الداخلية القطرية أنها بمساعدة القوات الأجنبية تحت قيادة قطر، دربت أكثر من 50 ألف شخص لتوفير الأمن خلال المونديال. وعلى الرغم من أن مهمة توفير الأمن للمباريات هي مسؤولية القوات القطرية، إلا أن الآلاف من القوات الأجنبية موجودون أيضًا في هذا البلد بناءً على طلب الدوحة لتوفير الأمن لكأس العالم جنبًا إلى جنب مع القطريين.
وتركيا، التي أقامت علاقات جيدة مع قطر في السنوات الأخيرة وأصبح مستوى التعاون العسكري بين البلدين يتعزز يوما بعد يوم، هي واحدة من هذه الدول التي تساعد قوات الدوحة في تأمين المونديال. وبحسب الاتفاقية الموقعة قبل بضعة أشهر، تم إرسال أكثر من 3000 ضابط من شرطة مكافحة الشغب إلى قطر للمساعدة في تأمين الملاعب والفنادق خلال استضافة كأس العالم، تحت قيادة الحكومة التركية. كما قال وزير الداخلية التركي سليمان سويلو في وقت سابق إن هذا البلد درب 677 من أفراد الأمن القطريين في 38 مجالًا احترافيًا مختلفًا ليكونوا حاضرين في أمن مباريات المونديال.
وفي أغسطس / آب، وافقت الحكومة الباكستانية على إرسال قوات إلى قطر لتوفير الأمن خلال البطولة، وذهب بعض جنود البلاد إلى الدوحة. كما وقعت الدوحة اتفاقية تعاون أمني مع المغرب، وذكرت وسائل إعلام مغربية أن الرباط سترسل خبراء في الأمن السيبراني إلى قطر خلال البطولة. كما أرسلت الكويت مجموعة من قواتها الأمنية إلى الدوحة للمساعدة في توفير الأمن لمباريات كرة القدم. إلى جانب هذه الدول، وقعت قطر أيضًا اتفاقية مع وزارة الدفاع الأمريكية للتعاون في مجال "المشتريات الفنية" خلال البطولة، وبناءً على ذلك، فإن الغرض من هذه الترتيبات الفنية هو تحديد المسؤوليات المتعلقة بالتعاون بين الجانبين لكتي تقوم القوات المسلحة الأمريكية بدعم الامن في المونديال.
وفي أغسطس / آب، وافق البرلمان الفرنسي أيضًا على إرسال حوالي 220 عنصرًا أمنيًا إلى هذه المشيخة لضمان سلامة المشجعين، بما في ذلك الرعايا الفرنسيون. وقالت وزارة الدفاع البريطانية أيضًا إنها ستدعم قطر باستخدام قدراتها العسكرية للتعامل مع الإرهاب والتهديدات الأخرى لمباريات كرة القدم. وسيشمل هذا الدعم دعم الأمن البحري من البحرية الملكية، والتدريب المتقدم على البحث عن المواقع، والتخطيط التشغيلي ودعم القيادة والسيطرة والمشورة المتخصصة. وحسب اتفاقية التعاون هذه، وصلت كاسحات ألغام من البحرية البريطانية يوم الأحد (13 نوفمبر) إلى قطر لتوفير الأمن لكأس العالم. وستنضم السفن البريطانية الثلاث إلى سفن 13 دولة أخرى تشارك في تأمين كأس العالم.
وعلى صعيد آخر، وقعت قطر وإيطاليا في وقت سابق اتفاقية تعاون دفاعي للتحضير لكأس العالم. إضافة إلى ذلك، قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) أيضًا إنه سيساعد في تأمين كأس العالم. وسيشمل هذا الدعم تدريبات ضد التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، والتي ستقدمها سلوفاكيا ومركز التميز الدفاعي المشترك التابع لحلف الناتو في جمهورية التشيك. كما يشمل التدريب على حماية الشخصيات المهمة والتعامل مع التهديدات من الأجهزة المتفجرة المرتجلة، والتي ستقدمها رومانيا.
زيادة مستوى التنبيه الأمني
أجرت القوات الأمنية القطرية مؤخرًا تمرينًا أمنيًا لمدة خمسة أيام في جميع أنحاء البلاد جنبًا إلى جنب مع قوات من 13 دولة. ويتم تنفيذ هذه التمارين بهدف قياس التأهب والاستجابة في حالات الطوارئ. وبحسب اللجنة الأمنية للمباريات، شارك في هذه التدريبات 32 ألفًا من أفراد الأمن الحكومي و 17 ألفًا من قطاع الأمن الخاص. وفي الشهر الماضي أيضًا، فتشت قوات الأمن القطرية صفوفًا من عارضات الأزياء يرتدون أزياء أمنية أنيقة وشرطة مكافحة الشغب وكشف المتفجرات في شوارع الدوحة. وأظهر هذا التدريب والمحاكاة مع الآلاف من الموظفين أن القطريين مستعدون لاستضافة كأس العالم قدر الإمكان.
إضافة إلى الأمن داخل المدن، فإن حماية الأنظمة الإعلامية والتقنيات الخاصة ببث المباريات لها أهمية خاصة أيضًا، كما درست السلطات القطرية برامج في هذا المجال. لذلك، تم تركيب 15000 كاميرا أمنية بتقنية التعرف على الوجه للبطولة. ومع اقتراب كأس العالم، تتزايد الأنشطة الأمنية في شوارع قطر أيضًا، وتم إنشاء مركز قيادة مركزي لمراقبة لقطات الكاميرا الأمنية من جميع ملاعب كأس العالم الثمانية. كما أن تجنيد مئات المدنيين لإدارة الحشود عند نقاط التفتيش بالملعب واستثمار 1.1 مليار دولار لمنع انتهاكات الأمن السيبراني خلال الحدث هي من بين الإجراءات التي يعمل عليها مسؤولو الدوحة منذ شهور. وتأتي البطولة التي تستمر أربع سنوات، وتبدأ في 20 نوفمبر، بعد أشهر من الإنجازات الكبرى في أحداث كرة القدم العالمية، وتحاول السلطات القطرية ضمان انطلاق الحدث الرياضي الكبير دون عوائق بمساعدة القوات المتعددة الجنسيات.